اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



غريب ان نتحول، هكذا، الى ذئاب. ذئاب على الورق،وعلى الشاشات،وعلى المنابر...
غريب ان يتحول مفكرونا،وكتابنا،الى اوركسترا (من الماعز او من الدجاج) في حضرة السيد الاميركي،وبمواصفات المهرج،الذي اغتال الزمن فينا لنبقى مجتمعات من دون زمن...
عرب ضد عرب. سنّة ضد شيعة،وشيعة ضد سنّة؟ اليس هذا ما تفعله لعبة الامم فينا منذ مائة عام،وما تفعله لعبة القبائل فينا منذ الف عام؟
الذين قتلوا العقل فينا. هل نحن ورثة ابن رشد ام ورثة الحجاج  بن يوسف الثقفي؟
كلنا رؤوسنا قد اينعت وحان قطافها. هل حقاً ان ثمة رؤوساً فوق اكتافنا؟
كيف يمكن للمفكر،للكاتب العربي،ان يصبح تافهاً،محابياً،مغلقاً،متواطئاً،الى هذا الحد ويتعاطى مع دونالد ترامب الذي اهاننا ثم اهاننا ثم اهاننا على انه المخلص الذي بعثت به السماء (لا ارصفة لاس فيغاس) ليقودنا الى النصر. النصر على من؟
على الغول الايراني؟ اجل كلنا ضد ايران حين تحاول بعثرتنا،او تحطيمنا، مذهبياً او اتنياً. ولكن اين هم قادتنا العظام؟ واين هي خزائننا؟ واين هي استثماراتنا؟ واين هي ابراجنا،واين هي يخوتنا؟
هل يمكن للقرون الوسطى ان تنتج اكثر من شهريار ويلعق قدمي شهرزاد؟
كيف نظرت الينا ايفانكا،وكيف نظرت الينا ميلانيا؟ قطع اثرية. قطع اثرية بالية ولم تبق (هكذا قال دونالد ترامب) «لولا اساطيلنا».
ذات يوم،قال مسؤول ايراني «ان اربع عواصم عربية باتت في قبضتنا». نقول لهذا لن تكون هناك حفنة من ارض العرب في قبضتكم. لا دمشق،ولا بغداد،ولا بيروت،ولا صنعاء...
نعلم ان هناك في ايران من يكرهنا،ومن يزدرينا. ايضاً من تتحكم به عقدة قوروش او كسرى انو شروان،لكننا،وبوجود رجل مثل حسن روحاني،لا يمكن ان ننظر الى ايران على انها دولة عدوة،ونؤلب العالم العربي،وما يسمى بالعالم الاسلامي (حتى سلطنة بروناي) ضدها...
كلننا نأمل من الرئيس الايراني الذي اولاه الشعب ثقته للمرة الثانية ان يقفل افواه اصحاب اللغة الخبشية الذين يلحقون الاذى ببلادهم اكثر بكثير مما يلحقون الاذى بالآخرين...
لقد مللنا من الموت،ومن طحن العظام،ومن قطع الرؤوس،ومن بكاء الثكالى. ماذا فعلنا في القمة سوى اننا نصبنا والياً علينا،سلطاناً علينا،ليؤازرنا في الاستمرار في مطحنة العظام وفي مطحنة الدماء؟
كم نكون سذجاً حين نعتقد اننا برقصة السيوف،او برقصة الخيول،او بالذهب الذي نثر على الاقدام،يمكن ان نحوّل دونالد ترامب من رجل يحتقرنا الى ذلك الحد الى رجل يتعاطف معنا الى هذا الحد..
روحاني قال بـ «التوافق مع العالم». ايران في ازمة الصراع مثلما بلداننا في ازمة الصراع،فلماذا لا تكون القمة التي تجمعنا مع الرئيس الايراني بدل القمة التي يعمل لها الرئيس الاميركي ليجمعنا نحن وبنيامين نتنياهو تحت سقف واحد بل وتحت شعار واحد.
ليس خفياً ان ترامب يسعى في هذا الاتجاه. ونتنياهو اعلن انه يتمنى لو يركب الطائرة الى الرياض. هو الرجل الذي يقتل فلسطين والفلسطينيين،والذي يغتصب الارض ويغتصب التاريخ...
من يعلم كيف تبرمج واشنطن الحروب،والصراعات (والآلام) من اجل ان تعمل مصانعها،في حين ان ثرواتنا،جثثنا،تذهب هباء،فأي عرب واي ملسمين حين لا يكون هناك ذكر،مجرد ذكر لفلسطين،في بيان تطرق حتى الى القرصنة وحتى الى مكافحة الكوكايين والحشيش...
فات الاوان على كل هذا الكلام. دخلنا في الخراب الاميركي ولن نستفيق الا في.... جهنم!!



الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»