اول دكتوراه فخرية تمنحها جامعة البلمند للرئيس عصام فارس
لنستكمل العملية الدستورية في أوقات هي الاصعب في تاريخنا
هنأ الرئيس عصام فارس لبنان بالاستقرار لبنان بالاستقرار الذي حققه بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وقال «كلي ثقة بأن فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس سعد الحريري وسائر القيادات في لبنان سيضعون كل جهودهم لتأمين مسيرة الاستقرار والتطور واستكمال العملية الدستورية في اوقات هي الاصعب في تاريخ هذا المشرق الذي نحن منه».
ودعا فارس الى رفض موجة التلطي خلف الطائفية وموجة التطرف والتقوقع في دوليات ضمن الدولة وخلف متاريس تضع الاخ بمواجهة اخيه.
جاء ذلك في حفل تخرج طلاب جامعة البلمند التي تميزت بمنح فارس الدكتوراه الفخرية وهي اول دكتوراه تمنح لاول شخصية سياسية ووطنية بهذا الحجم وذلك تقديرا لعطاءاته اللامحدودة في دعم الجامعة ودعم العلم والثقافة والتربية.
كلمة الرئيس عصام فارس
وبعد ان منح رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم شهادة الدكتوراه الفخرية للرئيس عصام فارس اعتلى المنبر والقى الكلمة التالية: إنّهُ لفخرٌ كبيرٌ لي أن أقفَ بينكم اليوم لأتسلّم شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة البلمند، من يد رئيس مجلس أمنائها صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، ورئيسها معالي الدكتور ايلي سالم. ويزداد الفخر عندي أنَّ هذه الشهادة هي أول دكتوراه فخريّة تمنحها الجامعة. فلجامعة البلمند مكانةٌ خاصّة في قلبي، وهي مميزّة عن غيرها من الجامعات: فهي ذراع الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، ذراعٌ تمتدّ لخدمة الوطن والإنسان، وهي ذات نفحة شمالية خاصّة، أصيلة في إيمانها، عميقة بجذورها، جديّة في رسالتها، مرتاحة بقرويتها.
وما الشهادة التي لي شرف تَسلُّمها اليوم إلا تأكيد من الجامعة على أهمية الأعمال الخيرية والإنسانية، وبالأخصّ في سبيل دعم التعليم الجامعي، والبحث العلمي، والخدمات الإنسانية والعملية الناتجة عنها.
وتابع: أن أقف على هذا المنبر الأكاديمي المهيب أمام أركان الجامعة وأساتذتها، والمئات من الخريجين، مواجهاً آلافاً من الحضور الوافدين إلى هذه التلّة المقدّسة من كل لبنان، هي الصورة الأجمل في حياتي من بين آلاف الصور.
وقال: من هذا المنطلق، أهنئ الخريجين على إنجازاتهم العلمية وأتمنّى لهم أدواراً رياديّة في منطقةٍ هي الأحوج في العالم إلى الريادة الحقّة، الأحوج إلى الضمير الحيّ، الأحوج إلى تغليب المصلحة العامّة على المصالح الصغيرة المتضاربة. وأُهنئ الآلاف من الأهالي والأقرباء والأصدقاء الذين يحتفلون معنا اليوم بإطلاق هذه الشلّة من الشباب والشابات نحو مستقبل باهر.
أمّا المستقبل الذي أريده لكم أيها الخريجون، فأقوله باختصار وببساطة المؤمن: وحّدوا لبنان أولاً، ثمّ وحدّوا لبنان المقيم بلبنان الانتشار، وحققوا تحويل لبنان من بلدٍ صغيرٍ منهمك بنفسه إلى دولة عظمى. بالدولة العظمى لا أعني الدولة القوية عسكرياً لتسيطر وتهيمن وتقهر بقوّة السلاح، بل لتعلو بقوّة العلم والتقنيات الحديثة ومجالات التواصل. هذه هي القوة الجديدة الكامنة في الإنسان المعاصر، إنسان القرن الواحد والعشرين. فلندخُل هذه الصناعة الحديثة، من جامعاتنا، ومختبراتنا في لبنان وبلاد الانتشار، ونوجهها كلها لإعلاء شأن لبنان وتحويله من ساحة لأهواء الآخرين إلى دولة عظمى فاعلة ورائدة في منطقتها.
وقبل أن تنطلقوا نحو هذا الدور الريادي، أمامكم عقبات وصعوبات، حفر ومطبّات، ومتاريس وحواجز تقف لكم بالمرصاد، وأجواء ضبابيّة وقبائل تتلهّى بالصغائر. أيها الخريجون والخريجات هذا هو دوركم، وهذا هو التحدّي الكبير الذي ينتظركم. أقول لكم ومعكم:
انبذوا الفساد بقوّة الإيمان بالحق، وارفضوا الآفة الكبرى التي تجتاح مجتمعنا، وانزعوا من أنفسكم، ومن المجتمع، ومن الدولة ومؤسساتها.
ارفضوا بقوّة الموجةَ التي تجتاح منطقتنا اليوم، موجةُ التلطّي خلف الطائفيّة وموجة التطرّف والتقوقع في دويلات ضمن الدولة، وخلف متاريس تضع الأخ بمواجهة أخيه.
تجنبوا الأفكار والمصالح الصغيرة، والأساليب المألوفة، والخفّة في معالجة الأمور الكبرى. هنالك ارتياحٌ في الإحباط والتقوقع والإتكالية. هذا عارٌ يجب أن نعلو فوقه.
رسالتي لكم، فكّروا بلبنان الدولة العظمى، دولة تجمع لبنان المقيم بلبنان الانتشار. ففي لبنان المقيم قوّة هائلة لكنها مبعثرة. وفي لبنان الانتشار قوّة جبارة ولكنها مبعثرة أيضاً.
نحن اللبنانيون في طليعة المشروعات الكبرى في العالم: علماء وأطباء ومهندسي المدن وأدباء وشعراء. علينا أن نعمل سوياً أفراداً وجماعات، أحزاباً ونقابات، لنتحوّل من جداول معزولة إلى نهر يهدر. هكذا يتحوّل لبنان إلى قوّة للخير، قوّة للإعمار، قوّة لتوحيد المنطقة وتطويرها.
اضاف: لقد طال تخبّط هذه المنطقة بالتمزّق والتقوقع والاقتتال والفساد. عندكم اليوم اسمٌ معروف وساطع، اسمٌ هو البلمند. كان البلمند ديراً يتطلّع إلى فوق، فأضاف الدير إليه جامعة تتطلع إلى الإنسان، القريب منه والبعيد، لتعلّمه وترفعه وتشفي مرضاه وتَعِدّ بمستقبلٍ حضاري بارز.
وتابع: أنتهز هذه المناسبة لأهنئ الجامعة على إنجازاتها خلال عقدين ونيّف، وأهنئ الخريجين الذين لي شرف مشاركتهم هذا المنبر، وأتمنى لهم تبوّء الدور الذي يستحقونه. ولا بدَّ من أن أهنئ لبنان بالاستقرار الذي حققه بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. فكلّي ثقة بأنَّ فخامة الرئيس ميشال عون، ودولة الرئيس نبيه بري، ودولة الرئيس سعد الحريري، وسائر القيادات في لبنان، سيضعون كل جهودهم لتأمين مسيرة الاستقرار والتطوّر واستكمال العملية الدستورية في أوقاتٍ هي الأصعب في تاريخ هذا المشرق الذي نحن منه وله.
توزيع الشهادات
إثر الانتهاء من إلقاء الكلمات، بدأت عملية توزيع الشهادات، فتقدّم رئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم إلى المنصّة برفقة عمداء الكلّيّات والمعاهد وسلّموا الشهادات لـ1383 طالبًا حسب الترتيب الآتي: معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي (15 خرّيجًا)، الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة (389 خرّيجًا)، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانية (96 خرّيجًا)، كلّيّة إدارة الأعمال (127 خرّيجًا)، كلّيّة العلوم (91 خرّيجًا)، كلّيّة الهندسة (361 خرّيجًا)، كليّة عصام فارس للتكنولوجيا (88 خرّيجاً)، كلّيّة الصحّة العامّة وعلومها (113 خرّيجاً)، كلّيّة الاختصاصات الطبّيّة (39 خرّيجًا)، كلّيّة الطبّ والعلوم الطبّيّة (64 خرّيجًا).
ولدى تسليم الشهادات لمتخرّجيّ قسم التمريض في كلّيّة الصحّة العامّة وعلومها، والأطباء المتخرّجين من كلية الطب والعلوم الطبية، تُلي تعهّد شرف المهنة من قبل الممرّضين، وقَسَم الأطباء من قبل خرّيجي كلية الطب.
تخلّل توزيع الشهادات مقطوعات كلاسيكية أدّتها السوبرانو نادين ناصيف، وفواصل غنائية أدّتها موسيقى قوى الأمن الداخلي، بمرافقة جوقة جامعة البلمند للغناء الشرقي.
وبعد الانتهاء من توزيع الشهادات، منح رئيس الجامعة رسميّاً الشهادة للمتخرّجين، فطارت القبّعات وعلا التصفيق والتهليل والزمامير، واشتعلت مرّة أخرى قلوب الجميع بالفرح والغبطة فاختلط الغناء بالرقص والدبكة، وكان الاحتفال عيداً بكل ما للكلمة من معنى.
وأخيراً، على وقع نشيد الجامعة الذي أدّته موسيقى قوى الأمن الداخلي، خرج موكب الأساتذة والطلاّب، فالتحم الخرّيجون بالأهالي والحضور، وسادت الأجواء الجميلة التي عبّرت عن فرحتهم وسعادتهم بهذا اليوم المميّز.
يتم قراءة الآن
-
جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»
-
جنون الضعف في "إسرائيل"
-
هذا ما يحصل لمدمن ‘العادة السريّة‘ بعد 21 يوماً من تركها .. وهذه خطوات الاقلاع عنها
-
في طرابلس... قتيل وجريح باشتباك مسلّح بين عائلتين
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
15:21
قصف مدفعي "إسرائيلي" يطال أطراف بلدتي بيت ليف وراميا
-
15:16
قصف مدفعي يستهدف وادي حانين
-
15:15
إستهداف جديد لبلدة عيتا الشعب بصواريخ الطائرات الحربية المعادية
-
15:11
وزارة الصحة في غزة: المرضى والطواقم الطبية في مجمع الشفاء الطبي يواصلون صيامهم دون إفطار لعدم توفر الماء والطعام نتيجة الحصار
-
15:05
إستهداف موقع العدو في بركة ريشة وقصف مدفعي "اسرائيلي" يستهدف أطراف بلدة طير حرفا
-
14:38
يحيى سريع: قواتنا أطلقت عدداً من الصواريخ المجنحة على أهداف "إسرائيلية" في منطقة أُم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة