اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الطائرات السعوديّة F15  تركّز قصفها على صنعاء وتدمّر أبنية


سمير اسحاق


ابلغت المخابرات الاميركية قيادة التحالف العربي الذي يشن حربا على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ان لدى الحوثيين 500 صاروخ بعيد المدى يصل مداها الى 800 كلم وحوالى 50 صاروخاً يصل مداه الى 1200 كلم. وبالتالي فان المدن السعودية معرضة الى القصف الصاروخي من الحوثيين، وصولا الى جدة والرياض والخبر وحتى الى شركة ارامكو لانتاج النفط وهي احدى اكبر شركات العالم في انتاج النفط حيث انها تنتج 11 مليون ونصف برميل في اليوم الواحد ويتم تصدير 40 في المئة من النفط الى الولايات المتحدة و40 في المئة الى اوروبا و20 في المئة الى الصين واليابان.
وذكرت المخابرات الاميركية في المعلومات التي قدمتها الى السعودية انه بعد قتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح من قبل الحوثيين وسقوط الحرس الجمهوري تحت سيطرة الحوثيين استطاع الحوثيون الحصول على 180 دبابة تابعة لجيش علي عبدالله صالح، كذلك استطاعوا الحصول على 300 مدفع ميداني من عيار 130 ملم اضافة الى ذخيرة كبيرة تابعة الى الجيش الذي كانوا يقوده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
اضافت المخابرات الاميركية ان الصواريخ البعيدة المدى ليست كلها من ايران بل اكثريتها كان يملكحها الجيش اليمني بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استمر في رئاسة احكم اليمن مدة 40 سنة، وهذه الصواريخ روسية اشتراها الجيش اليمني من الاتحاد السوفياتي في فترة سابقة، وقد استولى عليها الحوثيون بعد مقتل الرئيس صالح واستسلام الوية من الجيش اليمني والحرس الجمهوري للحوثيين.
اضافة الى ذلك، فقد ابلغت الولايات المتحدة القيادة العسكرية السعودية بأن ما قدمته الولاىات المتحدة من منظومات دفاعية وصواريخ باتريوت قاعدة على التصدي بنسبة عالية تصل بنسبة 80  لكن الولايات المتحدة ستزيد من المنظومات الدفاعية ارض - جو وترسلها الى السعودية لان المخابرات الاميركية حصلت على معلومات بأن الحوثيين سيستهدفون المدن السعودية وبخاصة العاصمة الرياض.

 قصف وحشي


في المقابل استمر تركيز قصف الطيران السعودي بواسطة طيران اف - 15 وبعنف شديد وبوتيرة 80 غارة الى 100 غارة يوميا على العاصمة اليمنية صنعاء وكافة الجبال والمدن الحيطة بها الى مسافة 200 كلم حول العاصمة صنعاء.
وتركزت الغارات على المواقع العسكرية للحوثيين، اضافة الى ضرب سجن كبير كان الحوثيون يجلبون فيهم انصاراً تابعين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وادى ذلك الى مقتل حوالى 39 سجيناً اضافة الى عشرات الجرحى، كما ان الطائرات السعودية تركز قصفها على المستشفيات وعلى الجسور، وقد اعلن القائد الحوثي ابو الحاكم أن الحوثيين اذا استمرت السعودية بهذا القصف الوحشي على العاصمة صنعاء وعلى البلدات والمدن المحيطة بالعاصمة وصولا الى الطريق في اتجاه مدينة مأرب الاستراتيجية التي يسيطر عليها السعودية فان الحوثيين سوف يطلقون صواريخهم ضد المدن السعودية وبخاصة العاصمة الرياض. وجاء هذا التصريح ليؤكد معلومات المخابرات الاميركية التي اذاعها التلفزيون الاميركي ام. بي. سي. نقلا عن البنتاغون الاميركي اي وزارة الدفاع الاميركية.
ويبدو ان الطائرات السعودية التي تقصف العاصمة صنعاء وتقصف المدن المحيطة بها وهذه المنطقة تضم حوالى 8 ملايين يمني قد ادت الى الحاق اذى واضرار كبيرة بالحوثيين، بخاصة في اطار المستشفيات التي لم تعد صالحة لاستقبال جرحى في المعارك الدائرة. اضافة الى ان الطائرات السعودية استطاعت تدمير معظم مبنى وزارة الدفاع حيث كان يقيم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح القيادة العسكرية له في وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء وبعد مقتله تسلم الحوثيون فاقاموا بقيادتهم العسكرية فيها لكن الطائرات الـ «اف - 15» اميركية الصنع والمتطورة والتي اشترتها السعودية من الولايات المتحدة قامت بضرب مركز وزارة الدفاع وهدم معظم ابنتيها، وقد نقلت القيادة الحوثية مركز قيادتها العسكرية الى مكان اخر ما زال مجهولا حتى الان، لكن يقول تلفزيون الفرنسي «ت. ف. 5» ان الحوثيين لم يضعوا قيادتهم العسكرية في مكان واحد بل قاموا بتجزئة القيادة العسكرية الى عدة قطاعات واقاموا 5 مراكز للقيادة العسكرية في 5 مناطق مختلفة وبعيدة عن بعضها بعضاً كي لا يتم تدميرها من قبل الطيران السعودي.
اما في جنوب اليمن وبعد احتلال القوات السعودية والتحالف العربي لمدينة شبوة في الجبال البيضاء في اليمن حيث هنالك قوة للحوثيين واستطاع الجيش السعودي احتلال مدينة شبوة وطرد الحوثيين منها فان الحوثيين استقدموا تعزيزات من محافظة صعدة حيث المركز التاريخي لاقامة الحوثيين في اليمن وتوجهت التعزيزات نحو مدينة شبوة استعدادا لمعركة استعادتها من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وعلى الارجح ستقع خلال مدة اسبوع معركة عنيفة بين قوات الحوثيين والقوات السعوديين والتحالف العربي في مدينة شبوة لان كل طرف يريد التمسك بهذه المدينة كونها مدينة استراتيجية تربط 3 محافظات هي الجبال البيضاء وصعدة والطريق نحو العاصمة الجنوبية عدن.
اما في الرياض فبعدما كان الجيش السعودي والتحالف العربي يقومان بتزويد الجيش اليمني المؤلف بقيادة الرئيس عبد الهادي منصور من حوالى 25 الف ضابط وجندي في السلاح والصواريخ والدبابات والمدفعية فقد قررت قيادة السعودية عدم تزويد الجيش اليمني بهذه الاسلحة وبأي نوع من الاسلحة خوفا من حصول بعض الانتصارات الحوثية ضد الجيش اليمني الذي بعد ان تم قتل الرئيس علي عبدالله صالح لم يعد لديه حماس القتال كما في بداية الحرب. وبالتالي فان السلاح السعودي سيقع بين ايدي الحوثيين،
وهنا اظهر تلفزيون الجزيرة تحقيقا عن قوة عسكرية يمنية من 8 الاف جندي من الجيش اليمني الذي كان متحالفا مع السعودية ويقع في الجبال القيربة من العاصمة صنعاء لان السعودية قطعت عنهم الذخيرة وقطعت عنهم حتى التمويل بالغذاء واعتبرت ان القوات اليمنية غير صالحة للقتال ضد الحوثيين، وبخاصة ان هذه القوة كانت بإمرة الرئيس علي عبدالله صالح وبعد مقتله تشرذمت وتفرقت ونشر تلفزيون الجزيرة صورا عن دبابات متروكة من قبل الجنود واسلحة مدفعية متروكة ايضا فيما كان الجنود قد تركوا مواقعهم وبدأوا يسيرون مشيا على الاقدام باتجاه بلداتهم واللجوء الى منازلهم وعدم القتال.
وقد اصبحت الان المعارك في اليمن مباشرة بين الحوثيين وبين الجيش السعودي والاماراتي والتحالف العربي.
ورغم ان الولايات المتحدة تعتبر ان ايران ما زالت تزود الحوثيين بصواريخ وذخيرة ومدفعية وصواريخ مضادة للدبابات والاليات المدرعة فانه لم يتم التعرف الى الخط الذي تستعمله ايران للوصول الى اليمن، مع العلم ان سلطنة عمان التي تقع حدودها مع اليمن مع ممر بري كبير يمكن تمرير اسلحة عبر سلطنة عمان، لكن قيادة الجيش في سلطنة عمان اكدت انها لا تسمح ابدا بتمرير السلاح الى الحوثيين من ايران. فيما ذكرت معلومات ان قطر تلقت اسلحة من ايران اضافة الى ان لديها اسلحة متطورة وقامت بإرسالها عبر سلطنة عمان الى الحوثيين، وان قطر التي اقامت السعودية والامارات والبحرين حصارا عليها تحاول الرد على الحصار لدعم الحوثيين بالسلاح والمال ضد الجيش السعودي والاماراتي.
وذكر موقع سبق السعودي ان قطر ارسلت 300 مليون دولار الى الحوثيين لدفع رواتب لهم وتأمين موازنة لاستمرار القتال. كما ان قطر تعمل على ايصال السلاح الى الحوثيين بطريقة سرية، وان السعودية كانت على معرفة بذلك حتى ان الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي تشاور مع صهر الرئيس الاميركي ترامب وقرر قصف قطر بطائرات الـ «اف - 15» السعودية، لكن الاتصال الذي حصل والمحادثات بين ولي العهد السعودي وصهر الرئيس ترامب كوشنير، حصلت عليه المخابرات الاميركية وابلغت الرئيس الاميركي ترامب بأن السعودية قد تقصف قطر بالصواريخ والقنابل، فتم ارسال انذار اميركي فوري الى السعودية بعدم القيام بأي عمل متهور واحمق، وفق ما وصفته الادارة الاميركية عبر شاشات التلفزيونات الاميركية في ذلك الوقت.

 اليمن جرح عربي مفتوح


وخارج اطار الحرب اليمنية العسكرية صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية بأنه يدعو السعودية والامارات الى التفاوض مع الحوثيين واجراء حوار للوصول الى حل سياسي للحرب في اليمن بأنه لن يكون هنالك من انتصار لاي طرف في اليمن، بل ان اليمن اصبح في وضع مأسوي جداً ووضع كارثة انسانية وان الحرب قتلت اكثر من 35 الف مواطن يمني من كافة الاطراف، اضافة الى عشرات الاف الجرحى، اضافة الى شبه تدمير للعاصمة صنعاء، وتدمير كبير في مدن يمنية كثيرة ويوجد 3 ملايين يمني داخل اليمن من منطقة الشمال الى منطقة الجنوب، وانهى الناطق باسم الخارجية الاميركية تصريحه بالقول انه لا يوجد غير الحل السياسي لليمن، على عكس ما تقول السعودية انها ستستمر سنة 2018 في الحرب على الحوثيين وانه سنة 2018 ستحقق السعودية الانتصار الكامل في اليمن على الحوثيين بعد ان يكون قصف الطيران الجوي السعودي قد دمر معظم مواقع الحوثيين وانهكهم ودمر الجسور وقطع الطرقات اضافة الى الحصار على الغذاء والادوية عن كافة مناطق اليمن باستثناء ما يرسله الجيش السعودي والاماراتي الى المؤيدين له.
وهكذا تبقى اليمن جرحا عربيا مفتوحا تسيل الدماء العربية على ارض اليمن ولا تجتمع الجامعة العريبة لايجاد حل، ولا تتحرك الامم المتحدة، ويبقى الصراع الايراني - السعودي كبيراً جداً في اليمن.


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»