اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يظن البعض أن يوم اسقاط المقاتلة الجوية الاسرائيلية اف16 على يد الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري هو يوم اسود على سلاح الجو الاسرائيلي فقط، وحقيقة الامر هو كان يوماً اسود على ما يعرف بالمجمع أو المركب الصناعي العسكري الاميركي، لأن في ذلك اليوم نفسه الذي اسقط فيه مقاتلة اف16، تم فيه تدمير منظومة باتريوت الاميركية (منظومة الدفاع الاولى للولايات المتحدة) بالحدود السعودية - اليمنية على يد صاروخ حوثي بدائي، بعد أن ظل الباتريوت على الحدود السعودية غير قادر لشهور طويلة على صد كل الصواريخ الحوثية، حتى أن وصلت الصواريخ الحوثية الى مطار الملك خالد، الامر الذي علقت عليه تل أبيب قائلة إن قصف مطار الملك خالد كقصف مطار بن غوريون، فلا ننسى أن منظومة القبة الحديدية الاسرائيلية تعتمد بشكل كبير على الباتريوت الاميركي، وأذا كان المجمع الصناعي العسكري الاميركي صاحب القرارات المؤثرة فى شن أي حرب يخوضها البنتاغون على أي دولة يمر بمعضلة حاليا وحيرة مستقبلية فى التعامل مع الدول التى تعتمد على السلاح الاميركي بشكل كلي، فدولة الاحتلال الان تمر بمرحلة أكثر سواء.
فالمعضلة الكبرى الان امام اسرائيل ليست امتلاك سوريا دفعات قادرة على اسقاط مقاتلتها أم لا، أو حزب الله الذى تحول تكتيكه العسكري من الدفاع  الى الهجوم بفضل الحرب فى سوريا أو غيره، بقدر فيما تم من عملية توحيد للجبهات بالاونة الاخيرة بين كل من غزة ولبنان وسوريا والعراق وايران، فعند مواجهة تل أبيب لأي طرف من هؤلاء لن يكون وحده امام اسرائيل وحلفائها بالاقليم، وهو أمر جائت فيه الرسالة الاولى لدولة الاحتلال يوم أن شاهدت قائد عصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلي واقفا على حدودها مع لبنان برفقة قيادات من حزب الله.
ومن يوسع الرؤية للمنطقة سيرى أن تركيا الان فى وضع مشابهة لحد ما أيضا بعد سقوط مروحيتها، فمعضلتها الكبرى حاليا ليست فى عدم امتلاك الاكراد مضادات طائرات قادرة على مواجهة مروحياتها ام لا، بقدر الداخل التركي الذي أنقلب على حكومة حزب العدالة والتنمية التركي كي يكون هو الامتداد السياسي لصمود اكراد عفرين.
الامس كان يوم أسود على المركب الصناعي العسكري الاميركي، فمقاتلة اف16 تسقط في الجليل على يد منظومة دفاع يفترض انه عفا عليها الزمن بالمقارنة مع المنظومات الحديثة، فما بالكم لو تملكت دمشق المنظومات الروسية الحديثة، وإذا كان في تموز 2006م هرب الاسرئيليون للملاجئ بفعل 100صاروخ اطلق عليهم من حزب الله، فكيف سيكون الوضع في ظل ما يمتلكه حزب الله حاليا من الاف الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، فمن المؤكد أن ذلك اليوم الاسود على المجمع الصناعي العسكري الاميركي ودولة الاحتلال لن يكون الأخير.


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»