اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُعتبر الأس-400 أحد أكثر الصواريخ إثارة للجدل في العالم حالياً، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات اقتصادية على بعض الدول لمجرد شرائها النظام. ومع ذلك، لا تزال العديد من القوى العالمية مهتمة بهذا النوع من الأنظمة، حيث وقّعت كل من الهند والصين مؤخراً صفقات للتزوّد بها. ولكن ما الذي يجعل نظام الأس-400 الورقة الأقوى في السوق الدفاعي حالياً وكيف تطوّر مقارنة بالأس-300 السابق؟


تم تطوير الأس-300 في الستينيات كمتابعة لعدد كبير من أنظمة صواريخ أرض-جو السابقة (SAM)، كما أن الصاروخ الأساسي الذي كان يعتزم استبداله هو نظام الصواريخ "أس-75"، والذي استخدم على نطاق واسع ضد طائرة التجسس "يو-2" التي تم نشرها في كوبا وفيتنام. هذا وخضع النظام لاختبار في عام 1970 ودخل الخدمة في عام 1978.


إن التحسين الأساسي للأس-300 مقارنة بالأنظمة السابقة هو القدرة على أن يكون متعدد القنوات - لاستخدام حزم توجيه متعددة لتوجيه الصواريخ إلى أهداف مختلفة في نفس الوقت؛ وفي حين كان نظام أس-25 السابق متعدد القنوات أيضاً، إلا أنه كان ثقيلاً جداً ولم ينتشر إلا في الحوامل الثابتة. أما "سام-دي" (SAM-D) – الذي أصبح MIM-104 Patriot في ما بعد – فهو أول نظام أرض-جو أميركي يعتمد تقنية تعدّد القنوات.


أما عن أول زبون رسمي للنسخة الأولى من النظام، "أس-300 بي تي" (S-300PT)، فكانت قوات الدفاع الجوي السوفييتية. ونظر الجيش السوفييتي إلى استخدام أنظمة أرض-جو في فيتنام والشرق الأوسط معتبراً أن إعادة تحديد المواقع بشكل أسرع هو المفتاح لزيادة فعالية هذه الصواريخ، خاصة وأن عملية إنشاء وتشغيل منظومة S-300PT يستغرق أكثر من ساعة.


ونتيجة لذلك، جاء طراز أس-300 في الشكل الذي أصبح معروفًا به اليوم: مُزوّد على شاحنة MAZ-7910 الثقيلة (على الرغم من أن النسخ الجديدة منه قد تم تركيبها على مركبات أكثر حداثة). إن النظام الكامل، والمعروف اليوم باسم S-300PS، دخل الخدمة في عام 1982، وهو يُعرف بنسخته التصديرية بـS-300PMU.


وفي حين أن نظام أس-300 في كلا الشكلين كان قيد التطوير، عملت روسيا في الوقت نفسه على تطوير نظامي "أس-300 أف" للبحرية و"أس-300 في" للجيش. وقد تم تطوير جهاز S-300V خصيصاً لمواجهة الصواريخ البالستية التكتيكية والتهديدات الجوية.


وفي الواقع، كانت تسمّى الإصدارات المبكرة من نظام S-300PMU بالأس-400، مما يشير إلى التحديث الثالث لمنظومة أس-300 للدفاع الجوي. وعندما تم عرض النظام لأول مرة في معرض MAKS 2007، لوحظ أن معظم الأنظمة تشبه بشكلها الخارجي نظام S-300PMU-2.


الفرق بين النظامين يكمن في إمكانية استخدام الأس-400 أنظمة رادار متطوّرة تُمكّنها بشكل كبير ضد كافة الأهداف الجوية تقريباً، بالإضافة إلى قدرته على استخدام أربعة أنواع مختلفة من الصواريخ ذات الأوزان والقدرات المختلفة، مما يسمح للنظام في حد ذاته بتشكيل جزء كبير من الدفاع الجوي متعدد الطبقات. يُضاف إلى ذلك إمكانية استخدامه لصواريخ مُستخدمة من قبل نسخ سابقة من الأس-300. ويجعل كل ذلك منظومة الأس-400 أكثر مرونة مقارنة بسابقاتها.


ومن المتوقع أن يمتدّ مدى الصواريخ الجديدة المُجهّزة على الأس-400 إلى 240 كيلومترًا مقابل الأهداف الجوية، وهي ترقية تدريجية مقارنة بنظام S-300PMU-1 الذي يمكن أن يصل مداه الأقصى إلى 150 كيلومتراً وS-300PMU-2 االذي يصل مداه الأقصى إلى 200 كيلومتراً. أما بالنسبة إلى الصواريخ الأحدث من نوع 40N6 فيزيد مداها عن 400 كيلومتراً.


وفي حين أن قدرات الأس-400 قد تبدو قفزة كبيرة، إلا أنها وصلت إلى هناك من خلال التطور البطيء لصواريخ أس-300 السابقة. فالعديد من الميزات المتقدمة كاعتراض الصواريخ البالستية وغيرها كانت موجودة في الأنظمة السابقة لفترة طويلة وإن الأس-400 يُبني فقط على نقاط القوة الموجودة في النظام السابق ليصبح تهديداً أكثر فتكاً لأعدائه.

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»