اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

المواسم الزراعية في لبنان، وعلى وجه الخصوص في سهلي البقاع وعكار، ريشة في مهب الريح. تتصدر مواسم انتاج البطاطا بموسميه في عكار والبقاع الغربي، منذ لحظة جمع المحاصيل في الأسبوع الاخير شهر نيسان حتى الأسبوع الاخير من حزيران. اليوم، وقبل نضوج مواسم البقاع الاوسط وبعلبك الهرمل، واسعار البطاطا في تراجع مستمر، والحبل على الجرار، والمزارع من خسارة الى خسارة.

قلّص مزارعو البطاطا هذا العام المساحات المزروعة الى ٥٠ في المئة، املا بجني الارباح تمشيا مع سوق العرض والطلب وتراجع عمليات التصدير، الا ان حسابات الحقل لم تنطبق على حساب البيدر.

وكأنه لا يكفي موسم البطاطا التراجع في كميات الإنتاج، قياسا مع المساحات المزروعة في الأعوام الماضية، نتيجة ارتفاع الكلفة في ظل غياب التخطيط والاهمال الرسمي وانسداد شرايين التصدير والاستيراد المفرط والتهريب، كلها عوامل ادت الى تدني اسعار البطاطا.

كما ان دخول البطاطا المصرية الى الأسواق اللبنانية مع انتهاء الروزنامة تزامنا مع انتاج مواسم عكار، والبطاطا السورية الى أسواق البقاع ومنه الى أسواق لبنان تزامنا مع انتاج البطاطا في البقاع الغربي، زاد الطين بلّة.

هذه هي حال المزارع اللبناني، من خسارة الى خسارة، ومن تراجع الى تراجع، هكذا يلخص مزارعو البطاطا حال موسمهم في البقاع هذا العام.

في السابق كان مزارعو البقاع ينتظرون المواسم ويصفونها بمواسم الخير والبركة، اما اليوم فقد انقلب السحر على الساحر، وتحولت مواسم الخير الى مواسم تفريغ الجيوب. فكل دونم بطاطا كبّد المزارع العكاري حوالى ٤٠ في المئة خسارة، عن كل دونم منتج من سهول الشمال وعكار، بعد الاغراق المتعمد بالبطاطا المصرية التي لا تزال حتى اليوم تباع في السوق اللبناني، لتطالعنا عمليات تهريب ممنهحة اغرقت الأسواق مجددا بالبطاطا السورية، كما يقول المزارع محمد الموسوي، الذي يؤكد دخول حوالى عشرين طنا من حمولة «البيك آب»، اي ما يوازي مائتي طن يومياً بالحد الأدنى، وفي بعض الأيام العادية تصل حجم الكميات المهربة من البطاطا السورية الى الأسواق اللبنانية حوالى ٢٥٠ طنا.

رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي أشار ان هناك قوافل من البطاط السورية تدخل الى السوق اللبناني واسواق البقاع، وهي تعبر مسافة اكثر من ١٥٠ كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية بعد اجتيازها المعابر غير الشرعية وهي تسرح وتمرح دون حسيب او رقيب، في حين أن اي «بيك اب» مخالف على الطريق الدولي تتم ملاحقته واحتجازه، اما قوافل البطاطا المهربة، فهي تسير بأمان وعين الله ترعاها دون أي اعتراض.

وبحسب الترشيشي ان كلفة الدونم الواحد المزروع البطاطا هي ٧٥٠ دولار فيما، فلا نستطيع بيعه اليوم بـ ٦٠٠ دولار كحد أقصى. وبذلك نسجل خسارة ١٥٠ دولارا عن كل دونم زُرع بالبطاطا في منطقة البقاع هذا العام ، وفي حال بقيت الحال على ما هو عليه فالامور متجهة نحو الأسوأ، مع التراجع بالمساحات المزروعة بالبطاطا والتراجع الحاصل بكميات الإنتاج.

وناشد الترشيشي قيادة الجيش ومديرية الجمارك والمديرية العامة للأمن العام ومديرية امن الدولة وجميع القوى الامنية، من اجل وقف عمليات التهريب ومساعدة مزارعي البطاطا، مستغرباً اللامبالاة الرسمية وعدم مكافحة هذه الظاهرة، في حين أن منتجاتنا الزراعية لا تجد اي طريق لها باتجاه الدول العربية والخليج العربي.

وكشف الترشيشي عن اتصالات يقوم بها لمعالجة التهريب، ابرزها مع رئيس المنطقة الجمركية الاقليمية في البقاع زاهر ابي غانم، الذي وعده بتشديد العمل والمراقبة للحد من دخول قوافل البطاطا المهربة عبر الطرقات غير الشرعية المشرعة الى لبنان وبكل الاتجاهات. 

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!