اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تراه عابسا مشرئبا متجهم الوجه كالبوم المشؤوم، لا يضحك "للرغيف السخن" كما يقال، لا يرد التحية إذا القيتها عليه لا يبتسم لا عند الصباح ولا عند المساء وإذا ابتسمت بوجهه فلا يبادلك بالمثل. وإذا التقيته مرة وجها لوجه تراه "يبرم" وجهه عنك وإما إذا صادفته في المصعد فهناك العذاب واللحظات الصعبة والمشوار الطويل.

غريب امر هذا الإنسان! ما رأيته يوما ضاحكا ولا لمحته مبتسما ولا صادفته فرحا "فالتكشيرة" خبزه اليومي "والعبسة" نهجه والسلبية سلاحه في الحياة.

هكذا هم سلبيو الطباع، تأثيرهم على حياتنا كبير وطرق التعامل معهم صعب للغاية فالتواصل معهم محدود ويشكل في اغلب الاحيان احباطا وتوترا.

إن سلبي الطباع يعتبر عبئا نفسيا وعاطفيا على من حوله وقد ينتج تعاملنا معه شعورا بالإكتئاب إذ انه يسلب منك طاقتك ويرميها جانبا ويسرق منك قدرتك على التركيز ولا ينتج شيئا في المقابل بل وأكثر هو يشتت لك افكارك ويزيد من دائرة الطاقة السلبية من حولك.

كيف نواجه هذا الصنف من البشر؟

ما هي استراتيجية التعامل مع سلبيي الطباع؟

كيف نحول طاقتهم السلبية الى ايجابية؟ وما هو دور التفكير الايجابي في تفكيك منظومة التفكير السلبي؟

برأيي الإحتفاظ بالايجابية والمجاهرة بها هو خط الدفاع الأول بوجه سلبيي الطباع، فممارسة الايجابية مع هكذا اشخاص هو الدواء الذي سيغير نمط تفكيرهم يوما ما. أضف الى ذلك الاستماع اليهم وتفهمهم يشكلان دعما اوليا في كسر الجليد ومنصة للانتقال من حفرة السلبية الى دائرة الإيجابية.

تتحدث الحياة عن التجارب والمشاعر والتحديات التي نواجهها يوميا مع سلبيي الطباع. فهي ليست سوى سلسلة من اللحظات الفردية التي تشكل حياتنا بأكملها. وفي هذا السياق، فإن الإيجابية تمثل جزءًا أساسيًا من الشخصية البشرية وتلعب دورًا هامًا في تحسين نوعية حياتنا.

الإيجابية هي أسلوب حياة يشمل النظر إلى الجانب المشرق من الأمور، والتركيز على الحلول بدلاً من المشاكل، وتقبل التحديات بصدر رحب. إنها القدرة على العثور على الأمل والتفاؤل في كل موقف، حتى في أصعب الأوقات.

بالتأكيد، تواجه الحياة العديد من التحديات والضغوط التي قد تؤثر سلبا على مزاجنا ونفسيتنا. ومع ذلك، يمكننا أن نتعلم كيف نتعامل مع هذه الصعاب بطريقة إيجابية. يمكن أن يكون الإيمان بأن لدينا القدرة على التغلب على التحديات وتحقيق النجاح، هو مفتاح النجاح في مواجهة الصعاب. فلنقل دائما أن الآتي افضل وأن السعادة هي دائما من حولنا وما علينا الا أن نراها!

تعزيز الإيجابية في حياتنا يمكن أن يكون له تأثير عميق على صحتنا العقلية والجسدية. يمكن أن يؤدي العيش بروح إيجابية إلى تقليل مستويات التوتر والقلق وتعزيز التفاؤل والرضا عن الذات. كما أنه يمكن أن يعزز الصحة العامة ويساهم في بناء علاقات أفضل مع الآخرين. ومن الجدير بالذكر أن الإيجابية ليست عملا بسيطا يتم تحقيقه بضغطة زر، إنما هي ممارسة يومية تتطلب التواصل الجيد مع ذاتنا والآخرين، والبحث عن السعادة في الصغائر وتبني نمط حياة صحي على عدة مستويات. فالايجابية تشكل التوازن بين أضلع المثلث الذهبي للإنسان: الجسد والروح النفس.

تعتبر الإيجابية ضرورة في الحياة. إنها السلاح السحري الذي يمكن أن يجعل الحياة أكثر جمالا وازدهارا. فعندما نكون إيجابيين، نجد أنفسنا أكثر قدرة على التحمل والإصرار، ومستعدين لمواجهة التحديات بوجه مشرق وثقة أكبر في قدراتنا.

لذا، فلنعمل على بناء طابعنا الإيجابي وتبني الاساليب التي تساعدنا على اكتشاف الأشياء الجيدة في الحياة وتجييرها الى الآخر مهما زادت سلبيته وتعاظمت سيئاته. من ناحية اخرى التوكل على الرب والتسليم لمشيئته وشكره على نعمه والعمل برؤياه هي صخرة خلاصنا جميعا وبالأخص السلبيين منهم.

يا رب دعنا نراك في كل عمل نقوم به وندرك نعمك في حياتنا، بارك عقولنا وزدنا من إيجابيتك التي لا تنضب لنهنأ بالسعادة على هذه الأرض.

اختم لأقول لكي تكون سعيدا عليك أن تكون ايجابيا!

.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟