اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يظهر الفكر الصهيوني على حقيقته من خلال القصف الوحشي والهمجي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن خلال هجوم المستوطنين على اهالي المدن في الضفة الغربية المحتلة.

لقد اتى الشعب الفلسطيني الى قطاع غزة منذ 75 سنة اثر مجازر دير ياسين التي قامت بها العصابات الصهيونية، وهو محاصر منذ 16 سنة في القطاع، ويقيم في المخيمات وفي بيوت غير صالحة للسكن، وكم مات من اهالي قطاع غزة وهم يحملون مفاتيح منازلهم واورثوها الى اولادهم.

عدد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حوالى المليونين وثلاثمئة الف فلسطيني من رجال ونساء واطفال في مساحة 360 كيلومترا، هذه هي مساحة قطاع غزة، حيث تعتبر الكثافة السكانية الاعلى في العالم.

وقد قام الطيران الوحشي الصهيوني الذي قامت الولايات المتحدة بدعمه باحدث انواع الاسلحة من طائرات حربية من طراز «اف 15» و«اف 16»، اضافة الى المدفعية والذخيرة والقبة الحديدية التي قامت الولايات المتحدة بتحديثها، بقصف وتدمير حوالى 35 بالمئة من قطاع غزة، ولم يفرّق الفكر الصهيوني بين منازل مدنية وبين مراكز مشتبه بها بانها لقيادة حركة حماس والمقاومة فيها، ولم تتم التفرقة بين مستشفى مسيحي او مسلم، ولم تتم التفرقة بين الكنيسة الارثوذكسية التي يعود بناؤها الى الفي سنة منذ مجيء السيد المسيح، فتم قتل واستشهاد اكثر من ثمانية آلاف فلسطيني، بينهم الفان وثمانمئة طفل، كما وصل عدد الجرحى الى حوالى 20 الف جريح.

الفكر الصهيوني فرض الحصار الكامل على قطاع غزة ومنع الادوية والطعام والوقود، وكل وسائل الحياة الانسانية عن الشعب الفلسطيني المحاصر.

كما ان هذا الفكر الصهيوني بعد عملية غلاف غزة التي قامت بها حركة حماس، قام بتوزيع على كافة الاقنية الاميركية والاوروبية، افلام المحرقة النازية التي قام بها الجيش النازي بقيادة هتلر، حيث شن هتلر حربه في افريقيا وايطاليا واوروبا وفرنسا، وفي انحاء عديدة من العالم، خاصة هجومه على الشعب الروسي.

ولم يكن للعرب اي علاقة بهذه المحرقة الاجرامية ضد الصهاينة، ومع ذلك قام الفكر الصهيوني بتوزيع افلام المحرقة، ووزّع افلاما عن قطع رأس 40 طفلا من المستوطنين في قطاع غزة، واعلن الفكر الصهيوني ان ما جرى في غلاف غزة هو المحرقة الثانية ضد اليهود.

وانتشرت هذه الافلام، ولم تطالب الدول التي لا تتمتع بمصداقية بالتحقيق في هذه الصور والافلام، واعلنت وقوفها الى جانب الكيان الصهيوني، تحت عنوان «الدفاع عن نفسه».

ان ثقافة الفكر الصهيوني هي الكراهية والحقد والقتل والمجازر ضد النساء والاطفال وهدم المستشفيات ودور العبادة، وفي الوقت ذاته فانه جبان، وكم مرة هدد الفكر الصهيوني باعادة لبنان الى العصر الحجري، وها هي مقاومة حزب الله منذ 24 يوما تقصف العدو الاسرائيلي على الحدود اللبنانية – الاسرائىلية، ولا يتجرأ الفكر الصهيوني على ارسال طائرة حربية واحدة تقصف حزب الله على الحدود، او ضمن الاراضي اللبنانية لمسافة قريبة جدا، رغم ان مقاومة حزب الله تلحق الاذى بالعدو الصهيوني العسكري.

ان الفكر الصهيوني يقوم على فكرة ان الصهاينة هم شعب الله المختار، وشعوب العالم هم خدم لهم، ويدعي هذا الفكر ان الله اعطاهم الحق بامتصاص دماء شعوب العالم كله، والسيطرة على القرار في الدول الكبرى.

يشتهر الكيان الصهيوني بانشاء منظمة للقتل الخارجي، هي جهاز «الموساد» وبانشاء جهاز القتل الداخلي هو جهاز «الشاباك»، وهذان الجهازان لهما تاريخ حافل في القتل الخارجي والداخلي، كما لديهما تاريخ كبير في الاجرام، وما يحصل من تدمير لقطاع غزة الدليل على ذلك.

انتفض العالم الانساني كله ضد هذه العملية الاجرامية الهمجية من قبل الصهاينة. لا بد ان ينتفض العالم يوما بعد يوم، ولا بد ان تسقط حكومة نتانياهو الدينية، ولا بد ان تتحرر المقدسات الاسلامية والمسيحية سواء المسجد الاقصى ام كنيسة القيامة او كنيسة المهد في بيت لحم، ليستطيع المسلمون والمسيحيون من زيارة مقدساتهم بكل حرية.

لن نخضع بعد اليوم للفكر الصهيوني، فالعالم قد استفاق، والانسانية استفاقت، والامين العام غوتريش ينتفض كل يوم بتصريحاته، وتقوم الصهيونية بحملة عنيفة ضده وتطالب باستقالته، وهي غير قادرة على فعل اي شيء ضده.

كما ان قرار الجمعية العامة للامم المتحدة مع تصويت 120 دولة على قرار وقف اطلاق النار، رغم امتناع 45 دولة عن التصويت، ووقوف 14 دولة ضدهم مع امتناع دول اوروبية بارزة عن التصويت الى جانب هذا القرار هو بداية لادانة الفكر الصهيوني.

ان لبنان الذي عاش 75 سنة تحت الهمجية الصهيونية، لن يقبل ان تعيش الاجيال المقبلة 75 سنة جديدة تحت الهمجية الصهيونية. كما ان الشعب الفلسطيني لن يقبل مطلقا ان يعيش 75 سنة تحت الوحشية والهمجية الصهيونية.

ان التاريخ سيكتب ان نهاية الصهيونية التي تمتص دماء شعوب العالم كلها، ستكون على ايدي شعب فلسطين، وعلى ايدي مقاومة حزب الله، وعلى ايدي المقاومين في العراق وفي سوريا، رغم نكبة سوريا التاريخية بسبب الحرب الكونية عليها.

كما ان التاريخ سيكتب ان المقاومين في الضفة الغربية الذين يبلغ عددهم 3 ملايين، وعدد المستوطنين في الضفة الغربية نصف مليون مستوطن، فان التاريخ سيكتب ان هذا الشعب سيعيش بحرية وسيحصل على حقوقه، والصهيونية هي فكر معادٍ للشعوب الحرة، وستنتهي على ايدي المقاومين في فلسطين المحتلة وفي دول جوار فلسطين.

شارل ايوب

الأكثر قراءة

مقايضة اوروبية للبنان في ملف النزوح: مليار يورو مقابل دور «الشرطي»؟ بلينكن يتأكد ان حرب غزة مرتبطة بحرب الشمال: اما صفقة مع حماس او حرب شاملة عصابة «التيك توك» جريمة منظمة… المتورطون 30 والضحايا عشرات القاصرين!