اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يحتفل العالم في ١٧ من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للفقراء. تم تحديد هذا التاريخ من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام ١٩٩٢ وهو يهدف لرفع الوعي بالفقر وتأثيره على حياة الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

جاء العيد هذه السنة بنسخته السابعة حسب دوائر الفاتيكان التي تعيده في الـ١٩ من نوفمبر تحت عنوان "لا تُحَوِّلْ وَجهَكَ عن فَقير" كما يعلمنا سفر طوبيا أن نعمل بشكل ملموس مع الفقراء ومن اجلهم.

"إنّها مسألة عدل تلزمنا جميعا لكي نبحث عن بعضنا البعض ونلتقي مع بعضنا مع البعض، من أجل تعزيز الانسجام الضروري، لكي تكون الجماعة جماعة حقا". هذا ما اعلنه البابا فرنسيس بهذه المناسبة. من هنا تأتي المسؤولية كبيرة على كل مؤمن يسعى الى عيش انسانيته الى اقصى حدود.

تتزايد معدلات الفقر في العديد من البلدان ، وخاصة في البلدان النامية إذ يعيش ما يقرب ٧٠٠ مليون شخص حول العالم في فقر مدقع ، معظمهم في مناطق نائية وحيث لا تتوفر لديهم فرص عمل مناسبة أو خدمات أساسية مثل مياه الشرب النظيفة والغذاء والرعاية الصحية والتعليم. فمع تزايد اللا مساواة والهيمنة السياسية والاقتصادية في العالم من قبل الدول الكبرى، يصبح من الصعب على المجتمعات الصغيرة والفقيرة النهوض وبالتالي الأشخاص الفقراء سيدركون مطبات عديدة للخروج من حالة العوز هذه.

يوفر الاحتفال باليوم العالمي للفقر فرصة للتوعية بأهمية تخفيف الفقر وتوحيد الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من حدته، إذ تعمل الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية والحكومات في بعض الدول المتطورة على مكافحة هذه الآفة الاجتماعية وتوفير الدعم والمساعدة للأفراد والمجتمعات المتأثرة.

إن مشاركة الجمهور والمجتمع في هذا اليوم من خلال الاحتفالات المحلية والفعاليات والحملات الدعائية تساهم في زيادة الوعي وتعزيز الجهود لمحاربة الفقر وتوفير الفرص للأفراد في جميع أنحاء العالم فتنظيم العديد من الفعاليات بمناسبة هذا اليوم، بما في ذلك الحملات الإعلامية والندوات والمظاهرات يعزز الحس الإنساني الى حد كبير لتأتي التبرعات المادية كبيرة لدعم الجهود المتخذة ومكافحة الفقر.

يجب أن يكون اليوم العالمي للفقر تذكيرا للعالم بأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الفقر ويحتاجون إلى الدعم والمساعدة، لا بل واكثر يجب اخذ المبادرة على المستوى الفردي والجماعي والبدئ بالعمل الجدي لتوفير الفرص للأفراد وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية للجميع.

من زاوية اخرى اقول لفقراء الارض ونحن جزء منهم، لا تيأسوا ، الله معكم سترون وجه الرب كما جاء في انجيل متى:" طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات".

نعم، يا فقراء العالم، الله معكم في احلك ظروفكم ويعلم بمعاناتكم ويدرك حاجاتكم. الله هو القريب والموجود مع الضعفاء والمحتاجين منكم. قد تشعرون باليأس والضياع في وجه الفقر والحاجة، لكن تأكدوا انه لم يترككم ولو لحظة ليدعمكم ويقدم العون والرحمة في حياتكم وسيكون الجزاء الاكبر في الآخرة حيث اعد لكم الرب ما لا يخطر على بال احد.

تذكروا أن الله لا يترك أو يهمل أحدًا منكم، إنه يعرف كل قلقكم وصعوباتكم، وهو يعمل ليوفر لكم الراحة والرزق، قد تكون الحياة غير عادلة وقاسية، لكن الايمان في الله والاستمرار في الصبر والعمل الجاد سيساعدكم على تحقيق الأمل وتجاوز الصعاب.

الله يحبكم جميعًا ويرغب في رفعكم عن ظروفكم الصعبة. اعتمدوا على الايمان والأمل، وتذكروا دائمًا أن الله سيعطيكم قوة لتجاوز الصعاب ويعوض جهودكم المخلصة.

لذا افرحوا وتهللوا يا فقراء الأرض لأن الرب قد اختاركم، واغتبطوا لأن كنزكم ليس هنا بل عند الرب هناك، فوق في اعالي السماوات حيث الغنى الازلي والحياة الابدية. فقط ثقوا به وآمنوا بقدرته الجبارة وسترون وجهه قريبا.

 

 


الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟