اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
حركة الموفدين الدوليين والعرب الى لبنان للصورة فقط، وتصب كلها في مصلحة «إسرائيل» وراحة المستوطنين شمال فلسطين المحتلة، فهوكشتاين «يهودي الهوى حتى العظم»، وهو فهم من خلال اتصالاته في بيروت والرسائل التي تلقاها ردا على طروحاته التهديدية، ان المسار واحد بين الجنوب وغزة، كما فهم، انه لو جاء العالم كله بدبابته وصواريخه واساطيله الى لبنان والمنطقة فان جبهة الإسناد في الجنوب لن تتوقف حتى اعلان وقف اطلاق النار في غزة، هذه هي المعادلة لدى حزب الله حاليا والباقي تفاصيل، وكل الكلام الاخر «ثرثرة لا قيمة لها في صالونات بيروت».

وحسب المصادر العليمة، فان موفدين مصريين واردنيين وعمانيين وقطريين وفرنسيين وبريطانيين واميركيين وامميين ومن جميع اصقاع العالم وصولا الى « هونولولو» نقلوا تحذيرات إلى لبنان من أن «إسرائيل» ستعيده إلى العصر الحجري اذا لم يوقف حزب الله جبهة الجنوب، والحكومة الإسرائيلية مقسومة حول استمرار الحرب على غزة وموحدة حول لبنان وتوجيه ضربة له، وكان الرد « روحوا بلطوا البحر» « إسرائيل» ستعود الى العصر الحجري وليس لبنان، وصواريخ المقاومة الدقيقة قادرة على الوصول إلى كل المراكز الاستراتيجية والبنى التحتية والمطارات ومنصات النفط وغيرها، ورسالة السيد حسن نصرالله واضحة « اذا وقعت الحرب نحن لها «، وحسب المصادر العليمة في بيروت، اذا انفجرت الحرب من يضمن عدم تدفق الاف الفلسطينيين من المخيمات والاحزاب اللبنانية الى جبهات الجنوب وعودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل عام 1982، خصوصا ان منظمات مجهولة تعلن لأول مرة تنفيذ عمليات تسلل من الجنوب « كتائب العز الاسلامية» بالإضافة إلى قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية، وهناك العديد من القوى نفذت عمليات في الجنوب بقيت سرية لدواع أمنية، كما أن عشرات الالاف من المتطوعين العرب والإسلاميين جاهزون للتحرك نحو لبنان باعداد كبيرة، وهم ينتظرون في سوريا الإشارة، ومن يمنع انفجار الجبهة السورية وتحديدا جبهة الجولان التي ينتشر عليها الالاف من المقاتلين الفلسطينيين مع وحدات الجيش السوري ؟ وكانت تسريبات قد اشارت الى ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قياديين من حماس داخل سيارتهم منذ اسابيع في الجنوب قتل فيها شخصان تركيان تردد انهما ضابطان من المخابرات التركية يعملان مع حماس وتم التكتم على الموضوع، هذا ما يؤشر الى فلتان الامور والتأسيس لفوضى شاملة اذا وسعت «اسرائيل» نطاق الحرب في الجنوب.

وكان لافتا تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون، ان بلاده لن تنضم الى التحالف الدولي الذي تسعى اليه واشنطن لمواجهة الحوثيين وتأمين الملاحة في البحر الاحمر لانه يزيد التوترات العالمية، وانه يعمل كيلا تتوسع الحرب في لبنان ولا ينضم حزب الله الى النزاع، وكشف انه وجه رسائل الى الدولة اللبنانية في هذا الاطار، كما حذر الامين العام للامم المتحدة غوتيريش، من ان اي مواجهة بين لبنان و «اسرائيل» ستكون كارثية، كما طالب بوقف انساني لاطلاق النار. اما وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، فاكد ان محور المقاومة سيوقف كل عملياته العسكرية على «اسرائيل» ومصالحها بمجرد وقف العدوان على غزة.

وحسب المصادر العليمة، هذه التطورات تضعها الولايات المتحدة في حساباتها وتعرف خطورة انفجار الأوضاع الشاملة في لبنان على المنطقة برمتها، وقد تكون عندئذ مضطرة الى التورط في الحرب بشكل مباشر عبر اساطيلها وجيشها والغرق في رمال المنطقة، وهذا لا تريده على ابواب الانتخابات الرئاسية وتصاعد التحركات الشعبية المناوئة للحرب على غزة والعمليات ضد القواعد الاميركية في سوريا والعراق، وما زاد من حجم المخاطر الكبرى في المنطقة، التوتر بين ايران وباكستان وامكانية تدحرج الامور الى مواجهات ستنعكس على الشرق الاوسط كله بعد القصف الايراني على مواقع ارهابية داخل باكستان التي ردت باستدعاء سفيرها من ايران والطلب من السفير الايراني الموجود في بلاده عدم العودة الى باكستان، كما استنكرت جامعة الدول العربية القصف الايراني على مواقع كردية في كردستان - العراق، وعقدت اجتماعا للغاية نفسها.

الاشادة بمواقف ميقاتي

وفي ظل هذه الاجواء، تشيد المصادر العليمة بمواقف الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ودفاعهما عن مواقف حزب الله أمام هوكشتاين ورفض اتهامه بالارهاب ووصف مواقفه بالعقلانية، وطالب ميقاتي بوقف الحرب على غزة كمدخل لوقف الحرب في الجنوب وكل المنطقة، وبان لبنان لا يستطيع ان يعزل نفسه عما يجري في غزة والمنطقة، وبالتالي الاوضاع ستبقى على حالها حتى اواخر شباط موعد انتهاء المرحلة الثالثة التي منحتها واشنطن لنتنياهو لانجاز نصر عسكري على حماس لم يتحقق خلال الـ 100 يوم الماضية.

اسلوب الاغتيالات

وفي ظل الفشل الاسرائيلي في الميدان، فان العدو لن يتخلى عن اسلوب الاغتيالات واستهداف القادة بالمسيرات والطائرات والسيارات المفخخة وارسال العملاء وتحريك الشبكات النائمة للتعويض عن هزائمه في ميادين القتال، وبالتالي الحرب الامنية بين العدو وقوى محور المقاومة لا تقل شراسة وخطورة عن المواجهات العسكرية، ورغم نجاح العدو في بعض عمليات الاغتيال، لكن المقاومة تفوقت عليه في العديد من المواجهات، وتحديدا في الجنوب من خلال حجم المعلومات التي تملكها عن المواقع الاسرائيلية على امتداد شمال فلسطين المحتله من خلال الدقة في قصف المواقع الاسرائيلية وتدميرها، هذه الانجازات تحتاج الى جهود امنية استثنائية. وذكرت القناة السابعة الاسرائيلية، ان سكان الشمال في فلسطين المحتلة تلقوا رسائل واتساب من حزب الله تتضمن مقاطع فيديو مرعبة عما فعلته صواريخ حزب الله في مناطق الشمال بعد ان حجبت الرقابة الاسرائيلية هذه الصور. كما واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم في استهداف المواقع الاسرائيلية بمختلف انواع الصواريخ، وبلغ القصف مستعمرة المنارة وتم تدمير احد المنازل ردا على قصف المدنيين في الجنوب، واستهدف قصف العدو العديد من البلدات جويا وبريا، وسقط في سهل القليلة الشهيد من حركة حماس وليد احمد حسنين واصيب مقاتل اخر بعد غارة اسرائيلية كان قد سبقها سقوط صواريخ على الجليل الاعلى.

الملف الرئاسي

وحسب المصادر عينها، الملفات واحدة في المنطقة من لبنان الى غزة واليمن، والاهتمام الخليجي منصب على غزة اولا ووقف الحرب وتخفيف التوترات في البحر الاحمر، والموقف السعودي واضح لجهة رفض الدخول في اي تحالفات دولية في الخليج ضد الحوثيين والاصرار على وقف الحرب، والتنسيق السعودي الايراني مفتوح حول كل الملفات الاساسية ولم ينقطع، والتركيز على اليمن وغزة وجنوب لبنان، كما عادت الاتصالات السعودية السورية بقوة، وسيتم فتح السفارة السعودية في دمشق قريبا، ويتولى القائم بالاعمال السعودي شؤون السفارة حتى تعيين سفير اصيل في الاسبوعين المقبلين، وكانت الاتصالات بين الطرفين قد توقفت منذ اشهر بسبب التباينات العديدة بعد مؤتمر القمة العربي وبضعط اميركي، وعادت الاجتماعات بين مسؤولي الدولتين منذ اسابيع ...

وتؤكد المصادر العليمة، ان اهتمامات الدول تضع ملف لبنان الداخلي في اسفل اهتماماتها، حتى الذين زاروا بيروت من موفدين عرب وأجانب لم يتفاءلوا كثيراً باجتماع للمجموعة الخماسية في شأن الرئاسة اللبنانية اوائل شباط، واشاروا الى ان الأفكار المتداولة فرنسية حتى الان، كما ان عودة لودريان الى بيروت في شباط مرهونة بالاتصالات التي سيجريها، فيما الموفد القطري موجود في لبنان بشكل دائم ويلتقي المسؤولين و يتداول معهم الملف الرئاسي.

وفي الداخل، افادت المصادر العليمة ان لقاء جنبلاط - فرنجية، اصاب معراب والرابية بقلق «فوق العادة» وردا عليه برسائل حادة وصلت للمعنيين مباشرة، فباسيل جدد خلال الساعات الماضية وامام شخصيات في 8 اذار رفضه لفرنجية والعماد عون، والتفاهم مع حزب الله استراتيجيا والوقوف معه ضد الاعتداءات الإسرائيلية فقط، فيما شكك جعجع في النتائج داعيا بري الى العودة الى الجلسات المفتوحة في مجلس النواب حتى انتخاب الرئيس، ويبقى اللافت، ان القوات والتيار منزعجان جدا من تحركات بعض الكتل النيابية مع عدد من النواب المستقلين المسيحيين والنقاش في المرشح الثالث.

رئيس الاركان

ظهر من خلال التحركات الاخيرة اصرار وليد جنبلاط على تعيين العميد حسان عودة رئيسا للاركان في جلسة مجلس الوزراء المقبلة واعلان الاشتراكي ان الكرة حاليا في ملعب ميقاتي. وفي المعلومات، ان المهلة التي اعطاها ميقاتي لوزير الدفاع لتقديم اقتراح بتعيين رئيس للاركان انتهت، وقد حسم وزير الدفاع موريس سليم موقفه وابلغ ميقاتي رفضه التعيين في غياب رئيس للجمهورية. وفي المعلومات، ان جنبلاط ينتظر موقف ميقاتي واعلان التعيين في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء التي لم يحدد موعدها بعد، وقد تلقى تطمينات من بري والمردة انهما لن يغادرا الجلسة اذا طرح الملف الذي بات في عهدة ميقاتي، بالمقابل نال جنبلاط دعما ارسلانيا في مسألة تعيين رئيس الاركان والتوافق على اسم العميد حسان عودة خلال زيارة اللقاء الديموقراطي الى خلدة والاجتماع بالحزب الديموقراطي.

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء