اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشف المستشار الاعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو خلال لقاء مع عدد من الاعلاميين ، "ان المفاوضات في باريس ليست مع حماس وليس عندنا ممثلين هناك ، فالمفاوضات تحصل مع الوسطاء ، والاخوة القطريون يتولونها ، ونحن نثق بالوسطاء المصريين والقطريين الذين لم يضغطوا علينا سابقا ولا حاليا" ، واشار الى ان "هناك اجتماعات في الدوحة ونتابع ما يجري" ، واكد ان "موقفنا واضح ويعرفه الوسطاء، اولا وقف اطلاق النار ثم الاسرى وبعدها الترتيبات الداخلية" ، وقال : "نحن مع اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ، دون ان يعني ذلك الاعتراف باسرائيل" .

واكد انه "لا يمكن اطلاق الاسرى تحت النار ، يريدون اخذهم بالقوة جربوا وفشلوا ، هذه التهديدات لا تخيفنا ، كلنا مشروع شهادة ، مليون و ٧٠٠ الف فلسطيني يقاتلون ويرفضون الاستسلام ورفع الرايات البيضاء رغم كل الوحشية الاسرائيلية"، واكد ان "اي اتفاق هو هزيمة "لاسرائيل" لانه سيكون مع حماس" ، وسأل "كيف يقول نتنياهو بالقضاء على حماس ويقوم بالمفاوضات معنا وان كانت عبر الوسطاء ؟ فمن يحدد شكل الاتفاق هو الميدان، ونحن مطمئنون لما هو في الميدان" ، وقال : "نحن في فلسطين ولن نخرج منها ، كنا نقاتل بالحجر واليوم بالصواريخ" .

وتابع النونو: "الكثير من الوسطاء يتحركون حول امرين: الاول الاسرى ووقف اطلاق النار، والثاني مرحلة ما بعد غزة"، واكد ان "اسرائيل تريد الاسرى وفي الوقت نفسه استمرار الحرب، ووضع بصمتها في طبيعة النظام السياسي في غزة بعد الحرب ، اما نحن فنريد وقفا فوريا لاطلاق النار قبل البحث في ملف الاسرى او اي امر آخر" ، واشار الى "ان هذين الملفين منفصلان ، يمكن ان نقبل بالمراحل ، لكننا لا يمكن ان نقبل بمشاركة "اسرائيل" في اي ترتيبات متعلقة بمرحلة ما بعد الحرب في غزة ، لا يمكن ان نقبل باستمرار المطاردة الساخنة وتغيير العقيدة الامنية وما يتم طرحه لمستقبل القطاع ، لكننا نقبل بالشراكة الفلسطينية والترتيبات الداخلية بمساعدة عربية ".

اضاف: "لن نوقع مع الاحتلال اية اتفاقات بشأن الترتيبات الداخلية الفلسطينية، ولن نقبل باي تدخل "للاسرائيلي" فيها"، وقال: "نقبل بالانتخابات والتوافقات بعد انهاء الاحتلال، ومستعدون للبحث في كيفية انهاء احتلاله ، لكن لا يمكن ان نقبل بالفصل بين الضفة والقطاع" . واكد "ما لم يأخذه الاحتلال بالقوة لن يأخذه بالسياسة ، لدينا القدرة والقوة والسيطرة والصمود وارادة القتال والتنكيل بالعدو والضربات الموجعة ، كل يوم سيكون عندنا مفاجآت ، واي وجود للاحتلال في غزة سيكون كابوسا عليه" .

اضاف: "قدراتنا كانت محدودة جدا عام ٢٠٠٥ وهزمنا الاحتلال في كل المواجهات ، فكيف الآن ونحن لدينا كل هذه الاسلحة ؟ حتى العدو يقول ان حماس لم تستخدم سوى٢٠% من قدراتها ، نحن نتحكم بالميدان ونصطاد "الاسرائيليين" ، وضعنا الميداني متماسك ، غيّرنا تكتيكاتنا بشكل يخفف خسائر المقاومة ، نحن ندير الميدان ونقدر السلوك الميداني ، فكيف ننسحب من غزة" ؟

العلاقة مع حزب الله

وجدد النونو التأكيد على ان عملية طوفان الاقصى قرار فلسطيني داخلي ، الجبهات من لبنان الى سوريا والعراق واليمن تشتعل شيئا فشيئا ، وعمليات الاسناد مفيدة، وكلما ارتفع مستوى الضربات ومنسوبها نستفيد بشكل اكبر ، استمرارها ضروري ايضا ومهمة لنا" ، وقال :"نحن ندرك تعقيدات الوضع اللبناني وحزب الله يدرك ايضا ، فطبيعة المساندة مرهونة بقراره الذاتي وتقديراته ، عندما نتحدث عن حزب الله نتحدث عن ٢٠٠ شهيد لا نستطيع الا ان نقف احتراما واجلالا لدمائهم ، وما يقوم به انصار الله مهم جدا ، وضرب القواعد الاميركية تأكيد على رفض الاحتلال ، كنا نأمل ان تتحرك الجيوش العربية ، لكن كل من تحرك نشكره ، وبالنسبة لنا هو امر مهم واستراتيجي" .

الفلسطينيون يرفضون

رفع الرايات البيضاء

واضاف النونو : "ما يحدث في غزة هما مشهدان متكاملان حاليا :

- المشهد الاول يتمثل بالمعاناة والالم والقتل والتهجير والابادة الجماعية بحق الرجال والاطفال والنساء وكل ما هو حي من قبل العدو الاسرائيلي نتيجة عجزه في الميدان ، والتجويع وضرب مخازن الاغذية والمحروقات ومنع وصولها الى اهل القطاع ، كما لجأ العدو الى تدمير كل محطات المياه ، ويقوم بالقتل المبرمج والانتقام الجماعي ، هذه الممارسات الصهيونية فاقت كل التصورات، ووصل عدد الشهداء الى اكثر من ٣٠ الف شهيدا وعشرات الآلاف من الجرحى ، في موازاة دمار هائل في المنازل والبنى التحتية .

- المشهد الثاني هو مشهد الصمود الاسطوري، والثبات اللامحدود من اهالي غزة وتمسكهم بالمقاومة ، ليس هناك من فلسطيني واحد في غزة يريد رفع الراية البيضاء حتى الذين تركوا منازلهم بسبب تدميرها ، ومن بقي منزله سليما لم يغادره، والشعب الفلسطيني مصر على العيش بالخيم، وتحمّل كل الظروف لانه يرفض النزوح ومغادرة القطاع ، وهذا ما اربك مخططات العدو، فالصمود الاسطوري لاهالي عزة وراء الانتصارات في الميدان .

المسارات اختلفت

اما على الصعيد السياسي فاكد النونو "ان ما حققته المقاومة في ٧ تشرين الاول لا يمكن للعدو ان ينهي مفاعيله السياسية ، هناك هزيمة حصلت في ٧ تشرين الاول يحاول العدو الآن ان يخفف او يلغي مفاعيلها، وما خلفته من انقسامات داخلية في الكيان، وعدم امتلاك رؤية لوقف اطلاق النار وما بعد وقف النار ؟ وكيف سيتصرف ؟ اي سلطة ستقوم بغزة ؟ كيف سيتعامل اقليميا مع التطورات ومفاعيل طوفان الاقصى ؟ حتى انه لا يوجد اتفاق اميركي – "اسرائيلي" لمرحلة ما بعد الحرب" .

واكد ان "اميركا تريد انهاء الحرب لكنها لا تريد هزيمة "اسرائيل"، ولفت الى ان "الجيش الاسرائيلي" يريد انجازا من نتنياهو قبل ان يوقف الحرب ، لكنه لايملك اي شيء حتى صورة الانتصار، نتنياهو يواجه مصيرا اسود داخليا وخارجيا ، وعاصفة سياسية لا يعرف كيف ستنتهي اذا اوقف الحرب"، واكد ان "هناك خلافات عميقة جدا داخل الكيان ، كل الخيارات امام "الحكومة الاسرائيلية" مغلقة في غزة ، حتى في جنوب لبنان ، ولذلك هناك احتمال ان يلجأ العدو الى الهروب الى الامام في لبنان لتجميع الصف الداخلي "الاسرائيلي" والقيام بمعركة اكبر واقسى من غزة، خصوصا ان ٧ تشرين الاول غيّر الكثير من المسارات في البحر الاحمر والعراق وسوريا وجنوب لبنان وقتل الجنود الاميركيين، وبالتالي فان المشهد الاقليمي غير مريح للاحتلال وحلفائه" .

وشدد على ان "المسارات اختلفت ، ما قبل ٧ تشرين الاول ليس كما بعده، لا توجد ارادة سياسية في "اسرائيل" للقبول بوقف النار ، بالمقابل نحن لن تفاوض على اي ملف وتحديدا الاسرى قبل وقف اطلاق النار ، انتهت المرحلة الاولى عند العدو وكذلك الثانية وحماس ما زالت متواجدة في غزة ، وبدأت المرحلة الثالثة وحماس في خان يونس وشمال القطاع وكل غزة ، الدولة ما زالت قائمة والانفاق كذلك" ، واكد ان "لا حل لموضوع الاسرى الا بالمفاوضات، فالاسرى ما زالوا مع حماس ولن يخرجوا من دون اتفاق معنا ، فكيف يقول العدو بالقضاء على حماس" ؟

لا نتدخل في الشؤون

الداخلية للدول العربية

واكد القيادي الفلسطيني ان حركة حماس "اخذت قرارا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، حتى الدول التي لم تأخذ موقفا حاسما من الحرب على غزة هذا شأنها ، لا نريد الدخول في خلاف مع اي دولة عربية ، العلاقة مع سوريا عادت الى وضعها الطبيعي، وهي مهمة واستراتيجية بالنسبة لنا ، وحرارة الاتصالات مرتفعة جدا معها" .

وكشف "ان هجوم ٧ تشرين الاول تم التحضير والتدريب له بعناية، وشكل ردا على اعتداءات الاحتلال على شعبنا والمسجد الاقصى ومقدساتتا ، نحن ابلغنا الوسطاء العرب عبر الرسائل والاتصالات معهم ، ان ردنا سيكون قاسيا ولن تتحمّله "اسرائيل" ، لكنهم لم يتخيلوا انه سيكون في هذا المستوى" .

وعن معبر رفح قال : "ليس هناك من قوات "اسرائيلية" على المعبر ، لكن "اسرائيل" تعرف كل شيء ، ويفتشون البضائع على معبر كرم ابو سالم ، نحتاج الى ٥٠٠ شاحنة يوميا من المواد الغذائية ، تدخل ١٥٠ شاحنة فقط، ويصل الى الشمال ٦ شاحنات، لكن الوقود لا يدخل مطلقا الى القطاع" ، وكشف عن "مساعدات كبيرة من الشعب المصري لاهالي عزة".

واشار الى "ارتفاع مستوى التنسيق الامني بين "اسرائيل" والامن الوطني الفلسطيني بعد ٧ تشرين الاول" .

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا