اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم ينتظر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان كثيرا قبل الاعلان صراحة عن الهدف الاول لزيارته ييروت. قالها فور وصوله الى المطار: "أمن لبنان من أمن ايران والمنطقة". فالزيارة المستعجلة لمسؤول الديبلوماسية الايرانية تتزامن مع تصاعد المواقف الاسرائيلية المهددة بتوسيع رقعة الحرب في لبنان وآخرها لقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين الذي قال صراحة ان إسرائيل تهدف إلى تغيير الوضع الأمني في الشمال، قرب الحدود مع لبنان، على نحو "سيتيح لنا إعادة السكان بأمان"، معلنا "الاستعداد لتوسيع رقعة الحرب".

وقد أبلغ الاسرائيليون اكثر من موفد دولي في الايام الماضية استعدادهم فعليا لسيناريو الحرب الموسعة مع لبنان، وهو ما نقله وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت. وبالرغم من ان هذه التهديدات ليست بجديدة واعتادتها القيادات اللبنانية منذ انطلاق الحرب على غزة واتخاذ جبهة الجنوب اللبناني جبهة دعم ومساندة، الا ان اقترانها مع مستجدات ميدانية وبخاصة خرق العدو "قواعد الاشتباك" اكثر من مرة في الايام الماضية باستهدافه محافظة ومدينة النبطية، باتت تطرح اكثر من علامة استفهام ما اذا كانت تل ابيب تستعد لعمل عسكري موسع قبل شهر رمضان.

وحل عبداللهيان في بيروت للقول صراحة ان طهران لن تسكت اطلاقا على شن اي حزب واسعة على حزب الله ولبنان وإن ذلك قد يؤدي الى اشتعال المنطقة برمتها.

وتعتبر مصادر واسعة الاطلاع ان "دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باتجاه عملية برية في مدينة رفح بهدف "تنفيذ مخطط تفكيك كتائب تتبع الجناح العسكري لحركة "حماس" في المدينة" قد يجعل سيناريو الحرب الموسعة مع لبنان مستبعدا في المرحلة الراهنة باعتبار ان جيش العدو لن يكون قادرا على الاطلاق للتعامل مع الجبهتين وبالتالي في حال قرر غزو رفح فلا شك انه سيؤخر اي عملية كبيرة يخطط لها بوجه لبنان". وتقول المصادر لـ "الديار": "يبدو ان نتنياهو قرر التمرد العلني على المجتمع الدولي الذي يرفض تماما غزو رفح التي تأوي اكثر من مليون ونصف نازح، وبالتالي التمرد على القرار الدولي بعدم توسيع الحرب على لبنان لن يكون مستبعدا ايضا".

وقد يلجأ العدو الاسرائيلي خلال هذه الفترة الى تكثيف استهدافه مواقع داخل الاراضي اللبنانية خارج رقعة الاشتباك المعتمدة منذ اندلاع المواجهات في تشرين الاول الماضي، الا ان حزب الله سيواصل "ضبط النفس" لعدم الانجرار الى ما يريده الطرف الاسرائيلي اي الحرب الواسعة، من دون ان يعني ذلك ان هناك خطوطا حمراء لن يسمح "محور المقاومة" بتجاوزها.

وتكثف طهران عملها الدبلوماسي للدفع لوضع حد للابادة المتواصلة في غزة. وهنا الهدف الثاني لزيارة عبداللهيان التي قال فيها ان الحرب ليس الحل في غزة. ويبدو واضحا ان ايران تعمل على "دوزنة" العمل العسكري والدبلوماسي مستخدمة قوة النار للدفع باتجاه وقف الحرب.

وتراجع في الايام الماضية الحديث بمقترح الهدنة مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية. وتقول المصادر ان "هناك جهدا دوليا مكثفا لعدم تجميد النقاشات بهذا المقترح لاستباق الهجوم الاسرائيلي المرتقب على رفح لكن نتنياهو على ما يبدو يريد ان يقوم بهذا الهجوم قبل السير بأي هدنة يرجح الا تبدأ قبل شهر رمضان".

ويتنامى الخلاف الاسرائيلي- الاميركي في مقاربة الوضع في المنطقة اذ يأتي طلب طلب نتنياهو من جيشه وضع خطة لـ "إجلاء" المدنيين من رفح بعد تحذير نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل من أنّ تنفيذ عملية "من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها أكثر من مليون شخص "سيكون كارثة". فهل تنفجر العلاقة بين نتنياهو والرئيس الاميركي جو بايدن؟ وكيف سيكون رد واشنطن على تمرد رئيس الوزراء الاسرائيلي؟


الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا