اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الاتصالات والمحاولات التي تولاها باسم السبع ومروان حمادة و اصدقاء مشتركون لاذابة الجليد وترتيب زيارة للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى بيت الوسط وعقد جلسة " غسل القلوب" مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ما زالت تصطدم بعوائق غير مستحيلة لكن تذليها صعب، وهذا ما نفته المسؤولة في تيار المستقبل رولا الطبش والنائب الاشتراكي بلال العبدالله لجهة تاكيدهما على حصول الزيارة والعلاقة الجيدة بين الاشتراكي والمستقبل.

وحسب المطلعين على اجواء العلاقة، فان الحريري يريد اجوبة واضحة حول الاجراءات التي قام بها الوزير الاشتراكي عباس الحلبي بحق الموظفين المحسوبين على تيار المستقبل وتحديدا من اقليم الخروب في وزارة التربية، وحسب الرواة، عندما حاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استيضاح ما يجري في التربية، رد الحلبي "الموضوع عند وليد بك" وتبلغ الحريري في الامارات الموقف الجنبلاطي.

وحسب المطلعين على اجواء الخلافات والاتصالات، فان المحاولات التوافقية مستمرة ومتواصلة، لكن الحريري مصر على اعادة رئيسة لجنة المعادلات في وزارة التربية امل شعبان الى مركزها بعد ان براها القضاء من كل التهم المنسوبة اليها، وعلى اساسها احالها الحلبي الى القضاء وتم توقيفها بسرعة قياسية وافرج عنها لاحقا، لكن الحلبي يرفض ذلك بغطاء من جنبلاط، ومن المعروف ان امل شعبان ناشطة في تيار المستقبل ومقربة شخصيا من سعد وبهية الحريري، وعندما حاول الموظفون المحسوبون على المستقبل التضامن مع شعبان اتخذت اجراءات تاديبية بحق هناء عمار الناشطة بالمستقبل بالاضافة الى مناقلات طالت العديد من المراكز والاعتداء على موظف اتهم بتسريب المعلومات الى الاعلام وينتمي الى التيار.

وحسب المطلعين على الاجواء بين الطرفين، الخلاف ليس سياسيا بالمطلق او بالمواقف من السعودية وايران وحزب الله والاتتخابات الرئاسية وغيرها من القضايا، لكن ما حصل من اجراءات في وزارة التربية فتح جرحا عميقا عند الحريري لم يندمل بسهولة، حتى في عهد الرئيس اميل لحود لم تصل الاجراءات بحق المحسوبين على المستقبل كما وصلت في وزارة التربية حديثا،مما جعل العلاقة بين الاشتراكي والمستقبل تصاب بعطب كبير، وتدخل سعد الحريري من الامارات العربية المتحدة لمعالجة ملف امل شعبان، لكن جنبلاط لم يتجاوب، وقيل انه ابلغ من راجعه انه لا يتدخل في ملفات تتعلق بالفساد وما شابه، رغم طلب الحريري شخصيا من جنبلاط التدخل للمعالجة .

وفي ظل هذه المعممة، توترت العلاقات بين الرجلين على الصعيد الشخصي، وصدرت بيانات اعلامية عن الاشتراكي تدافع عن الحلبي، وعن المستقبل تنتقد الاشتراكي واستغراب تصرفاته المفاجئة، وانتقلت التوترات الى المناطق المشتركة في البقاع وبعلبك وتركز الخلاف في اقليم الخروب" وما فاقمه الكيمياء" المفقودة بين النائب الاشتراكي بلال عبدالله والنائب السابق المحسوب على المستقبل محمد الحجار وطالت التباينات كل الملفات منذ مغادرة سعد الحريري لبنان.

وحسب الرواة، ان مكتب جنبلاط طلب موعدا لزيارة الحريري في بيت الوسط، ولم يات الجواب حتى الان بسبب زحمة المواعيد وعدم اطلاع الحريري على برنامج الزيارات، واكبر من عبر عن وجود مشكلة مع جنبلاط، الحريري نفسه عندما رد بشكل تهكمي على سؤال عن عدم قيام جنبلاط بزيارة بيت الوسط بالقول "وليد هوي وليد"، وحتى لو تمت الزيارة فانها فقدت وهجها، بعد ان كان جنبلاط الداعم الاول للحريري منذ اغتيال والده، وللمرة الاولى في تاريخ العلاقة بين البيتين لا يزور جنبلاط بيت الوسط للاطمئنان على الحريري الذي غادر لبنان بالطريقة المعروفة رغم مرور خمسة أيام على تواجده في بيروت، وبالتالي هناك مشكلة حقيقية بين الطرفين، والجميع يعلم، ان العلاقة بين جنبلاط والشهيد رفيق الحريري اعمق واصلب وامتن من العلاقة بين وليد وسعد.

وحسب المطلعين على الاجواء بين الطرفين،العلاقة شبه مقطوعة بين مسؤولي الطرفين، ولغة الكلام معطلة، والاتصالات العلنية اوالسرية فوق الطاولة وتحت الطاولة يقوم بها الاصدقاء فقط، "سعاة الخير" حتى النائب مروان حمادة الذي يرتبط بعلاقة متينة مع سعد الحريري زار الضريح برفقة تيمور جنبلاط ولم يعرج على بيت الوسط، وهذا يدل على مدى الموقف الصارم لجنبلاط من التباينات الاخيرة.

وفي المعلومات، ان الرئيس نبيه بري الذي يعيش تفاصيل ما جرى بين الحريري وجنبلاط تدخل لاصلاح البين، خصوصا ان الحفاوة التي تلقاها الحريري في عين التينة كانت لافتة واستثنائية، واحتضنه بري كما يحتضن احد ابنائه واستبقاه على مائدة العشاء وعقدا جلسة طويلة امتدت الى ما بعد منتصف الليل.

وحسب المطلعين على اجواء العلاقة بين المستقبل والاشتراكي، فان الخلافات بين بيت الوسط -المختارة لاتشبه مطلقا ما يجري على خط معراب- بيت الوسط، فالعلاقة بين جنبلاط والحريري تصدعت في محطات كثيرة ونجح سعاة الخير في اعادة الحرارة، بعكس العلاقة بين الحريري وجعجع المقطوعة كليا، وكل الذين كانوا في بيت الوسط شعروا مدى الضيق والتجهم الذي اعترى وجه الحريري عند استقبال نواب القوات اللبنانية.

وفي المعلومات المؤكدة، ان الحريري اخذ قرار العودة الى لبنان ومعاودة النشاط السياسي مع المرحلة الجديدة والعهد الجديد، وما يحكى عن ترتيبات لتسوية كبرى في المنطقة بعد غزة يريد الحريري ان يكون احد اعمدتها بالعودة الى السراي كما كان والده احد اعمدة التسوية الأميركية السعودية السورية في التسعينات، ويدرك الحريري ان المرحلة الحالية انتقالية وتقطيع للوقت لا اكثر، لكن طريق الحريري الى السراي بحاجة الى الشريك المسيحي وغطاء وليد جنبلاط وافضل العلاقات مع حزب الله، والدول الكبرى قادرة على ترتيب الامور وتحديدا مع الرياض وسوريا، بعد ان قال الحريري في بيروت "الامر لي".

الجميع في دائرة الانتظار حاليا، ولذلك لن يبقى الحريري في بيروت في الوقت الحاضر؟

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء