اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ 3 أعوام تقريباً نشر مركز "ألما" للدراسات "الإسرائيلية"، صورة لمسجد أُبيّ بن كعب في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بمنطقة البرج الشمالي قرب مدينة صور، زاعماً أنه موقع تخبئ تحته حركة حماس أسلحتها. بعدها بأسابيع قليلة اندلع حريق في المكان، ووقع انفجار كبير أوقع قتلى وجرحى، من بينهم ما وصفهم إعلام عربي بالمسؤولين في حركة حماس. اليوم ينشر "ألما" مقاطع "فيديو" تتعلق بحزب الله ولبنان، آخرها كان من الغازية، وقبلها بكثير كان في منطقة كسروان – جبيل، وأعيد نشره حالياً من قبل البعض، عن حسن نية أو سوء نية.

بعد استهداف بلدة الغازية الجنوبية يوم الاثنين الماضي، انتشر مقطع "فيديو" أعده مركز "ألما"، ينسب الأمكنة المستهدفة في البلدة لحزب الله ومخازن أسلحته، بسبب أعلام الحزب وصور شهداء المقاومة، واصفاً الغازية بأنها "معقل حزب الله"، وقد اعتاد هذا المركز نشر مقاطع مصورة وصور للأمكنة التي يستهدفها العدو الاسرائيلي، معتمداً على خرائط وصور "غوغل"، ولكن ليس هذا كل ما انتشر.

بالتزامن مع حدث الغازية، انتشر مقطع "فيديو" منسوب الى المركز أيضاً، يتحدث عن "استخدام حزب الله للأودية والأنفاق المدنية في جبيل بصورة عسكرية"، وفي المقطع تفاصيل عن المناطق الشيعية في منطقة كسروان – جبيل، مع تأكيد ارتباط كل منها بحزب الله، وصولاً الى "وادي جنّة" في محمية جبل موسى التي يُشير إليها المقطع، متطرقاً الى المسافات بينها وبين "غولان" و "حيفا" و "تل أبيب"، ويزعم استخدامه لأغراض عسكرية من قبل المقاومة، خاصة بمجال الصواريخ بعيدة المدى كمثل فاتح 110.

ينشر المقطع المصور مشاهد من "غوغل" وخرائطه للوادي والطرقات الترابية والقرى الشيعية في المنطقة، من أفقا وصولاً الى علمات وراس قسطا وغيرهم، وكل ذلك بهدف إثارة النعرات الطائفية في بلد الطائفية. طبعاً كما فعل في الغازية من خلال ربط المكان المستهدف بحزب الله من خلال الأعلام والصور، كذلك في هذا المقطع الذي تؤكد مصادر متابعة، أنه يهدف فقط الى خلق مشكلة طائفية بين أبناء المنطقة، كاشفة أن تاريخ إعداد هذا المقطع كان قبل أحداث 17 تشرين وطوفان الأقصى، وبالتالي قبل ما يجري في لبنان اليوم.

وتُشير المصادر الى أن "الاسرائيلي" يهتم بشكل كبير في خلق شرخ بين مكونات المجتمع اللبناني، لانه يعلم تأثير التوتر الداخلي في عمل المقاومة وحجم التأييد لها، لذلك لا يبدو جديداً اعتماد العدو على هذا التكتيك، مشددة على أن المقطع المصور كان فارغ المضمون، ومصمما بطريقة مشوقة ليحاول أن يترك تأثيراً ما في بعض اللبنانيين.

وتتوقف المصادر عند إعادة نشر "الفيديو" في هذا التوقيت بالذات، مشيرة الى أن التفكير بنية حسنة يجعلنا نقول ان أحدهم، بعد نشر "فيديو" الغازية، بحث عن المقطع المنشور في آذار من العام الماضي، وأعاد نشره على وسائل التواصل، والتفكير بواقعية اكثر أو بنية "سلبية" يجعلنا نقول ان أحدهم تقصد نشره في هذا التوقيت، لخلق فتنة داخل المجتمع اللبناني.

إن المتابع لمركز "ألما الاسرائيلي" يدرك كيفية عمله، فهو سبق وأن اتهم المقاومة منذ شهرين باستخدام المدارس كغطاء لإطلاق الصواريخ، وهو يذكرنا بذلك بالسردية "الاسرائيلية" التي استخدمت في غزة من خلال اتهام المقاومة الفلسطينية باستخدام المستشفيات للعمل العسكري، وقد سقطت هذه المزاعم "الاسرائيلية" على أرض الواقع.