اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يكشف المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ"الديار"، أن الوسيط الأميركي في الملف الحدودي آموس هوكشتاين، قد اضطُّر للحضور إلى لبنان، في ظل الحديث عن الهدنة في غزة، وإذا كانت ستنعكس على لبنان، وفي ظل الحاجة لدى "الإسرائيلي" لإعادة تنظيم وضعه، سواء بالنسبة لإعادة تجهيز الجيش وإعادة التذخير وإعادة الهيكلة، والتعامل مع جنود الإحتياط لديه، في ضوء مشكلة استجدّت حديثاً على المستوى العسكري، بعد حديث وزير الدفاع "الإسرائيلي" عن تجنيد 14 ألف جندي في الجيش".

وفي هذا المجال، يشير إلى ما ظهر إلى العلن، حول "وجود نقص في الجيش "الإسرائيلي" وفي عديده، والذي من الممكن أن يُستبدل هذا النقص من الإحتياط من عمر 44 إلى عمر ألـ50، وهو حالياً لعمر ألـ44. علماً أنه من الممكن أن يؤمّن هؤلاء اللوجستيات للجيش وليس القتال في الشوارع، لذا، فإن "إسرائيل" تحتاج في هذا الوقت إلى هدنة"، مؤكداً أن "الهدنة مطلوبة من أهالي المحتجزين من أجل تحرير بعض هؤلاء المحتجزين، إن لم يكن جميعهم، وهو موضوع ضغط إضافي إلى الضغط السياسي والعسكري".

أمّا على مستوى الدافع الاساسي لزيارة هوكشتاين، فيقول إنه "إذا كان الرئيس بايدن أعلن أنه مع بداية هذا الأسبوع ستنطلق الهدنة ولم تحصل، فهذا لا يعني أن الأميركي قد تخلى عن الهدنة، بل هو يسعى وأرسل وفده إلى القاهرة، ولكن "إسرائيل" هي التي لم ترسل وفدها بعد، بانتظار بعض المعطيات كما قالت، إذ أنها تطالب بالحصول على أسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهناك تشدّد من حركة حماس في هذا الإتجاه، أي أن هناك ضغطاً أميركياً باتجاه أن تحصل هدنة، تواكبه زيارة هوكشتاين إلى لبنان تمهيداً للحصول على هدنة في لبنان، ولكن، لكي تنسحب الهدنة على لبنان، فإن حزب الله قد أعلن موقفه صراحة بأنه إذا التزمت حماس بهذه الهدنة فنحن سنلتزم، ولسنا نحن من يخرق الهدنة إذا حصلت".

وعن مشهد الجبهة الجنوبية، يشير إلى أن "كل الإستعدادات التي حصلت منذ شهر إلى اليوم على الجبهة الشمالية، هي استعدادات للقيام بعملية في لبنان، وطبعاً "إسرائيل" اليوم تنال الدعم المستدام السياسي والعسكري والديبلوماسي من واشنطن، فهي تحاول أن توسّع الجبهة في الجنوب، وهوكشتاين ممكن أن يكون يحمل رسائل أن الجبهة لن تتوسع إن لم يوسِّع لبنان أي حزب الله، بمعنى أن هوكشتاين يريد التأكد بأن حزب الله لن يوسّع الجبهة الجنوبية".

ويستدرك موضحاً أنه "من الناحية الإستراتيجية، فإن الولايات المتحدة الأميركية، وبعدما دخلت حرب أوكرانيا عامها الثالث، تواصل دعمها العسكري لها، وهناك رصد في الموازنة الأميركية لأوكرانيا بستين مليار دولار، وهناك شدّ عصب أوروبي لدعم أوكرانيا، بمعنى أن حرب أوكرانيا التي كان يُمكن أن تُحَل سياسياً وفي فترة قصيرة، قد دخلت عامها الثالث وقد اشتدت المعارك فيها، وهذا يعني أن الماكينة العسكرية الأميركية التي وجدت فرصةً لها في حرب أوكرانيا، ويمكن أن تكون أيضاً فرصةً لها في حرب غزة لتتخلص من الأسلحة القديمة، وتبدأ عجلة الإنتاج بأسلحة حديثة وتقنية وعصرية، وهذه الماكينة تؤثِّر كثيراً على القرار السياسي".

ويضيف: "إذا أخذنا ما حصل في أوكرانيا وعكسناه على ما حصل في غزة، فنحن أمام شهية للماكينة العسكرية الأميركية لكي تبقى الحرب مستمرة، وهذا يعني أن العام الحالي هو عام الإنتخابات الأميركية وعام اللاقرار في أميركا، وهنا، فإن الإيراني غير مستعد أن يفاوض إدارة أميركية قد ترحل وينتظر الإدارة الجديدة، أي أنه سيبقى على الوتيرة تفسها، كما أن الأميركي غير مستاء من إمداد "إسرائيل" بالأسلحة مما يرضيها، طالما أنها سنة إنتخابية وطالما أن اللوبي اليهودي فاعل في الإدراة الأميركية، وسيبقى أيضاً على الوتيرة نفسها".

ويقول: "لذلك نحن أمام مرحلة استمرار الحال على ما هو عليه، مع توسعة بنك الأهداف، وإنما مع تطمينات أميركية قد يحملها هوكشتاين إلى لبنان، بأن "إسرائيل"، طالما أنها في مرحلة هدنة لن تقدم على توسيع الحرب في لبنان، ومن الممكن أن يكون التزام بهدنة، أو أنه يسعى إلى هدنة على الجبهة الجنوبية، ولذلك لا يجب الذهاب بعيداً في التوقعات لأن لا ترسيم حدود، بل لبنان يطرح أنه إذا كان هوكشتاين يريد تطبيق ألـ1701، فلتنسحب "إسرائيل" من القرى الحدودية، ولكن القرار ليس بيد الحكومة اللبنانية، بل القرار هو في يد حزب الله الذي يقول إنه طالما أن القتال مستمر في غزة، فلا كلام بالقرار 1701، ولا كلام بأي أمر آخر على الحدود طالما اننا جبهة مساندة لما يجري في فلسطين ولم تحلّ بعد مشكلة غزة". 

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه