اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي لم تتبلور فيه نتيجة المبادرة الرئاسية التي أطلقتها كتلة "الاعتدال الوطني"، يعتبر النائب كميل شمعون "أن هذه المبادرة لم تحظَ بالتأييد الذي كان يتوقّعه نواب الاعتدال، رغم أنها تضمّنت أفكاراً جيدة، ولكنها تعود إلى الطروحات القديمة، التي لم تسفر عن أي تقدّم، إنما في النتيجة فهي انطلقت من بكركي، وقد أيّد البطريرك بشارة الراعي بعض البنود الواردة فيها".

وحول السبيل للخروج من حالة التوازن السلبي في المجلس النيابي، قال لـ "الديار":"إن الوصول إلى تحقيق تقدّم على مستوى الاستحقاق الرئاسي لن يحصل بالسرعة التي نريدها، ولا بد من التذكير أن هناك مرشحين لم يعلنوا عن ترشيحهم بشكل رسمي".

وبالنسبة لإمكانية تراجع "الممانعة" عن ترشيح سليمان فرنجية، أكد أن "المعارضة لا يمكن أن تسير في هذا الخيار، مع كل احترامنا ومحبتنا للوزير فرنجية، أما النواب المحسوبون على الممانعة فهم لم يستطيعوا إيصال مرشحهم، كما حصل في الجلسة الانتخابية الأخيرة عند ترشيح جهاد أزعور من قبل المعارضة، لذلك أعتقد أن عدد الأصوات الذي حصل عليه فرنجية لن يزيد على هذه النسبة. وبالتالي، فإننا أمام ستاتيكو سلبي في الملف الرئاسي، بالإضافة إلى الأوضاع الميدانية والوضع الإقليمي ككل، وهذه عوامل لا تصب في مصلحة انتخاب رئيس الجمهورية، مع أننا في أمسّ الحاجة لرئيس جمهورية للخروج من واقع التعطيل الحالي، والجهة المعطِّلة أعتقد أنها باتت معروفة، فالدعوات إلى جلسات الانتخاب باتت مشروطة بالحوار، علماً أن كل ما يطرح في هذا المجال، هو عملية تضييع وقت".

وعن اعتبار البعض أن المسيحيين هم الذين يؤخّرون انتخاب الرئيس، ذكّر بأن "الدستور لا يلزم النواب بأي حوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية، علماً أننا جرّبنا في الماضي هذه الطاولات الحوارية، والتي لم تأتِ بأي نتيجة منذ عشرين عاماً، فلا يمكن أن تكون جلسات الانتخاب مشروطة بالحوار، إنما يجب الذهاب إلى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، وإلا سنبقى في الدوّامة ذاتها".

وبالنسبة لحديث البعض عن إقصاء المسيحيين عن القرار وعن المؤسسات، وبأن السلطة قائمة على ثنائية شيعية ـ سنّية، رأى أن "المشاركة السنية ليست بمستوى المشاركة الشيعية، والبلد مستمرّ ولكنه في حالة انهيار، وكل القطاعات تواجه واقعاً متردّياً، إذ لم تحصل أي خطوة إصلاحية، وكل الخطوات المتخذة من السلطة فشلت، والبدعة الأخيرة التي توصلت إليها هذه السلطة هي زيادة الضرائب على الشعب الذي سُرِقت أمواله في المصارف، فالشعب اليوم مذبوح، والدولة تتّجه إلى الانهيار والرئيس نجيب ميقاتي يسعى إلى الإبقاء على المنظومة القائمة، ولكن في النهاية فإن الموظفين في القطاعات الرسمية لا يذهبون إلى أعمالهم، والمشاكل تتراكم في شتى المجالات والنقابات، وأرى أننا سنستيقظ في أحد الأيام على لبنان جديد".

وألا ترى أننا بتنا أمام ضرورة توافق كافة الأفرقاء المسيحية، أكد شمعون "على وجوب الوصول إلى توافق بين كافة القوى المسيحية، ولكن هناك طرف مسيحي لا يزال ملتزماً بطروحات الممانعة، وهذه هي المشكلة، وإلا على ماذا سيجتمع المسيحيون، فأنا أتمنى أن تجتمع كل القوى المسيحية على طاولة واحدة، ولكن شرط ألا يغني كل طرف على ليلاه، فإن هناك الحد الأدنى من القواسم المشتركة من أجل مقاربة كل الملفات والخروج من المحاور التي تجازف بمستقبل البلد والمنطقة".