اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا تزال المعطيات التي يتمّ رصدها من المشهد الحربي في الجنوب، وبالتوازي مع سقوط محاولات إرساء هدنة في غزة، تؤشر إلى تصعيد على الرغم من حلول شهر رمضان، وتنامي التكهنات باحتمالات التهدئة ولو من دون اتفاق. وعلى الرغم من انسداد الأفق والتصعيد الذي عكسه التلويح "الإسرائيلي" بالحسم العسكري، في حال فشلت الجهود الديبلوماسية لإرساء وفق لإطلاق النار، فإن السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، يقترب من التفاؤل على مستوى اليوم التالي في الجنوب، مستبعداً أية "حرب مفتوحة، لسبب وحيد وهو غياب المصلحة لدى أي طرف بحصول هذه الحرب"، ومتحدثاً عن أن الطرفين يقومان "بعرض عضلات بانتظار المبادرة التي تحفظ ماء الوجه لكل الجهات، وفي هذا المجال تتوالى التهديدات "الإسرائيلية" بتوسيع الحرب، ولكن الحرب تخدم فقط مصالح بنيامين نتنياهو الذي سينتهي مع نهاية الحرب".

ويؤكد لـ "الديار" أن "نتنياهو لا يريد استمرار الحرب، إلاّ من أجل أن يتمكن من تحقيق هدفٍ ما، كاعتقال السنوار على سبيل المثال من أجل استعادة شعبيته، بمعنى أنه يريد إنهاء الحرب بطريقة لا تؤثر على حياته السياسية".

وحول الضغط الأميركي على نتنياهو لإنهاء الحرب، يعتبر أن "واشنطن لا تضغط بالقدر الكافي، لأنه في السابق ضغط باراك أوباما على "إسرائيل" ومنع عنها الدعم المالي للمستوطنات، فتوجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة وجمع الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ وألقى كلمةً هاجم فيها أوباما ودفعه للتراجع، بمعنى أن الضغط الأميركي يتراجع على "إسرائيل" خلال مرحلة الإنتخابات الأميركية، وكذلك الأمر بالنسبة لدونالد ترامب، الذي أعلن دعمه "لإسرائيل" من اجل الحصول على أصوات اليهود في الإنتخابات، علماً أنه لا يملك شيئاً ليخسره".

وانطلاقاً من هذا الواقع، يوضح أن "أميركا ضعيفة في التأثير على "إسرائيل" في فترة الإنتخابات الحالية، لذلك إذا قرر المتطرفون "الإسرائيليون" كسر هذا المنطق، وهم يتصرفون بجنون لدرجة أنهم قد يذهبون نحو التصعيد، من أجل التخفيف من عدد الفلسطينيين في الضفة والبدء ببناء المستوطنات، فإن هناك أطرافاً آخرين يعارضون هذا التوجه، من أجل استمرار الحصول على الدعم الأميركي، ما يجعل من أي قرار غير مُنجز اليوم، لأن دعم أميركا للتطرف "الإسرائيلي" سيؤدي إلى خسارة بايدن الأصوات العربية، ومعارضة "إسرائيل" سيؤدي إلى خسارة أصوات اليهود، لذلك، فإن أكثر من عامل يتداخل في المشهد الأميركي، حيث تبقى إمكانية تمرد نتنياهو أو حصول انقسام سياسي "إسرائيلي" بين الداعمين للمفاوضات وحل الدولتين والمتطرفين، ما أدى إلى غياب اي قرار أو موقف "إسرائيلي" أو حتى أميركي حاسم على صعيد الحرب في غزة أو في جنوب لبنان".

وعلى الرغم من هذا الواقع، يؤكد طبارة ميله إلى "عدم توقع حصول أي حرب "إسرائيلية" موسّعة على لبنان، على الرغم من كل التصعيد الحالي"، مشدداً على "ضرورة ترقب التطورات كل يومٍ بيومه، خصوصاً وأن هذه الحرب غير مدعومة سواء أميركياً أو أوروبياً أو حتى روسياً، وبالتالي فإن الهجمة الدولية من الأمم المتحدة ومن الدول المتعاطفة مع "إسرائيل" كالإتحاد الأوروبي، تشكل ضغطاً على نتيناهو وتمنع المتطرفين من شنّ أي حربٍ موسعة، مع العلم أن الأمور تبقى ضبابية في الوقت الحالي".

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه