اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يقرأ النائب السابق أنطوان زهرا في المشهد السياسي والأمني الحالي، لجهة الشغور الرئاسي وخطر الحرب الإسرائيلية على لبنان، حالةً من "الضبابية" مشيراً في حديثٍ لـ "الديار"، إلى أن احتمال حصول حرب إسرائيلية على لبنان، غير واضح، لأن ما من أحد يملك الجواب حول هذه الحرب، إلاَ إسرائيل وحزب الله، ذلك أن إيران لا تريد الحرب، وقد ظهر ذلك في التقرير الأخير لوكالة رويترز، الذي دلّ على أن وفاء الحزب للمصالح الإيرانية، قد وصل إلى حد الإستعداد لاستكمال الحرب من دون توريط إيران".

ويكشف النائب السابق زهرا، بأن ما حصل في 7 تشرين الأول الماضي "هزّ صورة إسرائيل ومبرر وجودها، وهي التي تقول في كل أدبياتها بأنها موجودة لحماية الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم من خلال إقامة دولتها على الأرض المحتلة في فلسطين"، بحيث أن هذه العملية تؤكد أن "إسرائيل هي أمام خيارين: إما أنها آيلة للسقوط النهائي، أو أنها مضطرة إلى تثبيت صورتها النمطية بأنها قادرة على حماية الشعب اليهودي، وبالتالي فهي لا تستطيع إنهاء الحرب من دون ردّ سكان مستعمرات الشمال إلى قراهم آمنين".

وعليه، ومن دون قراءات وتمعّن، يرى زهرا بأن "هذا الأمر واضح وقد ورد على لسان القادة الإسرائيليين، إمّا بالتفاوض الديبلوماسي مع لبنان، وإمّا بالوسائل العسكرية، لأنهم يريدون تأمين حدودهم الشمالية مع لبنان، ويريدون أن يكون جنوب لبنان خالياً من السلاح والمسلحين وهذا ما يجعل من خطر الحرب كبيراً جداً".

وحول الشغور الرئاسي وواقع المسيحيين في الدولة، يقول زهرا "لدي شعور أن الثنائي الشيعي، يعمل لوضع اليد على الدولة ومؤسساتها لأنه لا يريد أن يستمر من خلال الحلفاء، لذلك لن يوافق إلاّ على رئيس جمهورية يريده وليس مجرد صديق له، بل رئيس يسهّل له مهماته في لبنان وبالتالي قصة الفراغ على المستوى السياسي والرئاسي هو أمر مهم بالنسبة للحزب، لأنه يريد رئيساً حليفاً أو الفراغ، وبالنسبة لملف الإقصاء عن الوظائف، فإنه موضوع طبيعي في ظل الحالة التي نعيش فيها، وكلما فرغ منصب يتم ملؤه بالرتبة الأعلى بالسلك نفسه، وليس بإمكاننا الحديث عن حالة إقصاء مقصودة بل عن حالة فراغ سياسي ودستوري يولّد هذه الحالات عن قصد أو عن غير قصد، وبذلك لا تستطيع أن تدين الآخرين وجزء من المسيحيين يمتنع او يسهّل بتعطيل الإستحقاق الرئاسي لأنه لا يلبّي طموحاته المباشرة".

وحول وجود مخاوف لديه على مستقبل المسيحيين في لبنان يؤكد زهرا، أن "لا مخاوف لدي اطلاقاً على مستقبل المسيحيين في لبنان، لأنه رغم كل ما يحصل سواء على المستوى الديموغرافي بالنسبة لتناقص العدد والهجرة الكثيفة والأزمات وغيرها، يجب أن نتذكر أن المسيحيين وخاصة الموارنة، هم طائفة مؤسسة وتنتمي للبنان وتتماهى معه وليست طائفة وصلت إلى لبنان، بل هي نشأت في لبنان وهي كنيسة وطنية بامتياز وتمثل وجه لبنان ووجه الطائفة المارونية دون أن تحتكره أو أن تحاول السيطرة عليه، وبالتالي فإن التاريخ والشواهد كلها تعلمنا أن كل الحركات الخارجية من احتلال ووصاية واجتياحات وغيرها وحتى ولو توسّلت عناصر داخلية، آيلة إلى الذهاب ولبنان باق بأهله كلهم، والأهم هو أن الكيان اللبناني والهوية اللبنانية بدون المسيحيين لا وجود لهما".

ورداً على سؤال حول توحيد الموقف المسيحي من أجل مستقبل المسيحيين، يقول زهرا إن "التجارب ما زالت طازجة، والتضحيات التي قدمناها من أجل الخروج بموقف مسيحي موحد خاصة برئاسة الجمهورية في المرة الأخيرة، قد بيّنت لنا أن الفريق المسيحي الآخر هو صاحب مشروع سلطوي ولا يتوقف كثيراً عند المشروع التاريخي للمسيحيين وهو بناء الدولة والمؤسسات وسيادتها وبالتالي، فإن أي تجربة أخرى بدون ضمانات حقيقية ان يلتزم الجميع باستراتيجة مسيحية واحدة بغض النظر عن الأهداف الحزبية والشخصية، هو عودة إلى العمل بالأساليب نفسها والظروف نفسها التي تؤدي إلى النتائج ذاتها، ولا نعرف كم من جهنم سننزل اليها لكي نتعظ ونعرف كيف سنتصرف".

وبعد مرور يومين على ذكرى 14 آذار، يشير زهرا إلى أن "هذه الذكرى تؤشر إلى المصالحة التاريخية بين العروبة والمسيحيين والمسلمين بالوطنية، وهذه ثابتة أكيدة ومستمرة وهي ما بقي من 14 آذار، بمعنى التطلع السيادي لدى غالبية اللبنانيين ولو لم ينتظموا في جبهة واحدة، إذ تبقى التقاطعات التي تحصل بينهم تلقائياً فوق كل الإنقسامات الحاصلة".

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا