اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


أسئلة كثيرة ترافق التحركات والمبادرات الرئاسية، التي تبقى من دون أية نتائج عملية حتى الساعة، حيث يبدو الإستحقاق الرئاسي معلقاً على الخلافات والإنقسامات السياسية المحلية، بمعزل على الحركة التي أطلقها سفراء "اللجنة الخماسية" مطلع الأسبوع الجاري من خلال اللقاءات مع القيادات الداخلية. وإذ يرحب عضو كتلة "تجدد" النائب أديب عبد المسيح، بهذا الحراك، معتبراً أنه "إيجابي من حيث الشكل، فهو يقول لـ"الديار" أن "أي حراك أو مسعى في ظل الأزمة الحالية والحجم الذي وصلت إليه، هو بالنسبة لنا بُشرى بالخير، ولكن هذا الحراك لن يكون فاعلاً من الناحية العملية، إن لم يبادر فريق الممانعة إلى التنازل وملاقاتنا عند منتصف الطريق، كما سبق وتنازلنا بدورنا من أجل ملاقاته في نقطة وسطية، علماً أن هذا الأمر يتحقق عبر احترام الدستور واحترام إرادة أكثر من نصف اللبنانيين".

ويشدد على "وجوب احترام الموقع المسيحي الأول في لبنان، والذي لن نوافق أن يكون موضع حوار وأخذٍ وردّ، بينما آليته واضحة في الدستور اللبناني، وذلك من خلال نصوصه التي تحدد كيفية انتخاب رئيس الجمهورية".

ويؤكد تأييده "الخيار الرئاسي الثالث"، ويقول "على الطرف الآخر التنازل عن مرشحه أولاً، وثانياً أن يوافق على فتح المجلس النيابي وهذه النقطة الأكثر أهميةً اليوم، وربما أكثر من التنازل عن مرشحه، لأنه من الضروري فتح أبواب المجلس وعدم مقاطعة انتخابات رئيس الجمهورية".

وحول وجود تكامل بين حراك السفراء الخمسة ومبادرة كتلة "الإعتدال الوطني" الرئاسية، يشير إلى أن "مبادرة الإعتدال اليوم موجودة في الثلاجة، والخماسية هي التي تمدّ هذه الثلاجة بالتيار الكهربائي، وبالتالي تحاول استكمالها ومنعها من الموت، ولكن الحل بسيط، وهو أن لا يعتبر الطرف الآخر أن الإستحقاق الرئاسي سيكون بمثابة النتيجة لحرب غزة، إذ طالما أنه يربط الرئاسة بحرب غزة، فهذا يعني أن الموضوع ليس في لبنان وليس لدى اللبنانيين وبهذه الحالة فإن حركة الخماسية أيضاً لن تكون في مكانها".

وحول دور بكركي في الإستحقاق الرئاسي، يرى أنه "من المهم أن يكون لقاء مسيحي في بكركي، شرط أن يتمّ برعاية البطريرك بشارة الراعي وليس خارج هذا الإطار، وكما اجتمع المسيحيون حول البطريرك في العام 2000 في بكركي وانتجوا ما انتجوه، علينا أن ندع بكركي وللمرة الثانية، تأخذ دورها الوطني وتجمع المسيحيين".

أمّا بالنسبة لاتهام البعض للمسيحيين بتعطيل الرئاسة بسب الإنقسامات، يقول إن "كل مسيحي ينسحب من المجلس النيابي خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، هو معطّل ومتآمر ويأتمر بمحور الممانعة ، بينما كل نائب مسيحي يقوم بدوره في انتحاب الرئيس وفق الدستور، هو الشخص الذي يريد فعلاً انتخاب الرئيس".

وحول الحديث عن "إقصاء المسيحيين عن السلطة"، يكشف أنه لم يكن لديه في السابق مثل هذا الإنطباع، موضحاً أنه كان يعتبر المسألة "بين فريق يريد الدولة وفريق لا يريد الدولة"، مشيراً إلى أنه "بعد تجاوزات معينة، صرت أشعر وأتمنى أن أكون على خطأ، بأن الموقع المسيحي في هذا البلد، هو مكسر عصا عند كل استحقاق، لأنهم يريدون إمّا الإستيلاء عليه وإمّا يريدون كسره، وما من حلٍ ثان، ولذلك اعتبر نفسي كمسيحي مؤمن بوثيقة الوفاق الوطني التي على أساسها أنهينا الحرب الأهلية وعلى مبدأ المناصفة الذي توافقنا عليه جميعاً، مجبراً اليوم على الشعور بأن حقوق المسيحيين تُسلب منهم رويداً رويداً، وهذا ما يجب أن نتوقف عنده وهو غير مقبول".

وحول انطباعاته خلال لقاءاته الخارجية حول احتمالات الحرب "الإسرائيلية" الموسّعة على لبنان، يقول عبد المسيح، إن "لبنان مخطوف من حزب الله، و"إسرائيل" مخطوفة من حزب الليكود، ولا ندري إلى أي مستوى ستنجح الضغوط الدولية في منع العدوان الإسرائيلي والحرب، لكن "إسرائيل" لا تستطيع أن تحقق في لبنان ما قامت به في غزة، لأن طبيعة المعركة في جنوب لبنان مختلفة عن غزة المحصورة، فيما حدود لبنان مفتوحة وتصل لإيران. وبالتالي فإن أي عملية عسكرية ستكون مكلفة وطويلة، ومن الممكن تحقيق نتائج بكلفة متدنية وعبر قطف المكسب السياسي لحرب غزة، من خلال العمل وبالحد الأدنى على تطبيق القرار1701 وبالحدّ الأقصى من خلال حلّ الدولتين، وكل الحلول متاحة عبر الحنكة السياسية والديبلوماسية للوصول إلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة من "إسرائيل"، علماً أنه ومن خلال الجولات الخارجية، فإن احتمالات الحرب في لبنان ضعيفة".

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه