اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يتكرّر الحديث عن دور بكركي في الاستحقاق الرئاسي، لا سيما لجهة الدعوة إلى لقاء مسيحي ـ مسيحي في الصرح البطريركي تحت رعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفي هذا السياق، قال رئيس حركة "التغيير" المحامي إيلي محفوض لـ "الديار"، ورداً على سؤال عن دعوة النائب جبران باسيل للقاء مسيحي في بكركي، أنه "من الواضح أن التيار الوطني الحر يمرّ بأدق أزمنته ويتخبّط داخل التيار وخارجه بالسياسات العامة، لكن كان معلوماً بأنه لا يملك ثمن فضّ تحالفه مع حزب الله، وكل ما سمعناه في المرحلة الأخيرة كان مجرّد رفع سعر، وبالتالي، فقد جدّد باسيل في خطابه الأخير، انتماءه وانتسابه إلى مثلث الممانعة الإقليمي"، ورأى أن "اللجوء إلى بكركي هو بدل عن ضائع، لأن هذا التيار لم يعد يجد أي منفذ أو أي منقذ له، وهو يعلم أن أبواب بكركي مشرّعة دائماً، وأنها دائماً مع الحوار، لكن على ما يقول المثل مين جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب".

ويضيف أن "التيار الوطني الحر ينسج تحالفا مصلحيا بينه وبين حزب الله، ولا يمكن له أن يتملّص من هذا التحالف، لأنه يعرف أنه لا يملك القدرة على الخروج من هذا التحالف لأسباب عديدة، وموضوع بكركي حكماً وحتماً لا يجوز على أحد وبما فيهم الأحزاب، لأن هناك دوراً يجب أن يقوم به، وهناك فرض قبل أن يطلب الجلوس مع رؤساء الأحزاب المسيحية، لأن باسيل يدعو لهذا اللقاء لأسباب ثلاثة، أولها أنه يريد إعادة تعويم نفسه وهيكليته على المستوى المسيحي، ومَن غير بكركي بإمكانها تأمين ذلك؟ وثانيها أنه يريد أن ينال مشروعية من الأحزاب والقيادات المسيحية، وثالثها أنه يريد صكّ براءة كونه معاقَبا دولياً، وهذه كلها إشارات لأنه مقاطَع ولا يزور ولا يُزار، وبالتالي، اللجوء إلى مثل هذه الوسائل لا يخدع أحدا، بخاصة أنه يريد منصة لرئاسة الجمهورية للاتكاء عليها".

وحول حراك "الخماسية"، يقول: "لا أريد أن أكشف سراً، قد تكون هذه المعلومة متاحة أمام الجميع، لكن السفراء الخمسة الذين يجولون على القيادات هم أنفسهم غير متفقين على رؤية موحدة حول ملف رئاسة الجمهورية، الموضوع لا يعدو كونه في إطار إضاعة الوقت، لأن ملف رئاسة الجمهورية يخرج عن إطار حدودهم ولا يملكون القدرة على إحداث أي تغيير على هذا المستوى، وبالتالي ما نراه حركة من دون بركة".

وعن كيفية الخروج من الستاتيكو الرئاسي القائم، يؤكد أن "موضوع الرئاسة لم يعد ملفاً محلياً، تقاعس بعض الكتل وإصرار الرئيس نبيه بري وحزب الله على مرشّحهم، دون إتاحة المجال أمام مرشح آخر، أضاع فرصة إنتاج رئيس صُنِعَ في لبنان، ومن الواضح أن كل المؤشرات تؤكد أن هذا الاستحقاق أصبح بحكم المؤجّل، وتم ترحيله إلى ما بعد انتهاء المسألة الإقليمية، أي ملف غزة، والأمور تتّجه إلى التعقيد أكثر فأكثر على هذا الصعيد خاصة بعد سلسلة عملية حرق الأسماء التي تم تداولها، والتي أصبحت من الماضي، وهناك استحالة للتوصل إلى إجماع حولها أقلّه راهناً".

وعن الواقع المسيحي اليوم، يرى أنه "لا توجد أزمة مسيحية، كما لا توجد أزمة إسلامية، فكل الأصوات التي نسمعها حول العدد والديموغرافيا، أو حول الدور المسيحي وغير المسيحي، هي أصوات كنا نسمعها عند حدوت أي أزمة، لكن المسلمين في لبنان يعلمون بأن رونق هذه الجمهورية وتميّزها هو هذا التنوّع الحاصل في لبنان، ولا يمكن لأي مكوّن أن يتغلّب على آخر، ورأينا ذلك أيام الحرب، بحيث كان يضمحل الدور الطائفي ليتقدّم دور المؤسسات والدولة، ولا خوف على المسيحيين إلا من المسيحيين أنفسهم".

وعمن يدعو في حال بقيت العرقلة القائمة، لأن يعيش كل فريق بمفرده، يشدّد محفوض على أن هذا كلام فارغ لا يؤدي إلى نتائج مرجوة، خاصة أن المشكلة في لبنان ليست لا مشكلة طائفة ولا دين ولا مذهب، هناك مسيحيون يتفقون مع المسلمين على المسلّمات الوطنية، وهناك مسيحيون لا يتفقون مع المسيحيين، وهذا ينطبق أيضاً عند المسلمين، لكن لا شك إلا أن نستذكر ما قاله البطريرك الراحل نصرالله صفير، إذا خُيِّرنا بين الحرية والعيش المشترك، نختار الحرية".

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا