اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


موسم اعياد حزين في اسواق طرابلس. الحزن حزنان، حزن على اطفال ونساء ورجال غزة وفلسطين، حيث تحل الاعياد والدماء تراق وتسيل في افظع واشنع عمليات ابادة في التاريخ تمارسها اليهودية الصهيونية، وحزن ناتج عن جوع وفقر وضائقة مالية ومعيشية خانقة ترزح فوق كواهل العائلات اللبنانية...

الرواتب المتدنية جدا وغير المتوازنة، والانهيار المالي السائد، أوقع عائلات القطاع العام والمؤسسات العسكرية في ازمة خانقة اطبقت عليهم، وزاد خناقها مع موسم الاعياد، حيث لا يستطيع رب العائلة التهرب من ابتياع ملابس العيد لاولاده...

كيف تواجه هذه العائلات المصنفة وسطى، والتي يمكن القول انها "مُسحت"، وباتت طبقة مسحوقة بكل ما في الكلمة من معاني السحق والقهر، حيث تسمع شكاوى وانين وضيق الحال خلال جولة في الاسواق.

تقول احداهن برفقتها ثلاثة اطفال، انها لم تعد قادرة على شراء ثياب جديدة لاولادها، زوجها يقبض 150 دولارا، ولا نزال في العشر الاوائل من شهر رمضان، واقل قطعة ثمنها 50 دولارا، يعني اذا اشتريت لكل ولد قطعة ما علينا الا الصيام الشامل بقية شهر رمضان...

واقع حال المواطنة، يختزل واقع العائلات ذات الدخل المحدود، فكيف بعائلات تعيش على اجر يومي؟

جولة الاسواق التجارية، تخرج منها بانطباع محزن ومقلق في آن، لان عائلات لا تستطيع ادخال الفرح الى اطفالها، كون الوضع ينذر بانفجار اجتماعي يقترب يوما بعد يوم، نتيجة الضغط المعيشي وما يسببه من معاناة للعائلات في احياء طرابلس الشعبية والفقيرة..

في الاسواق، تبدو الحركة التجارية خفيفة للغاية، رغم ان الاعياد على الابواب، والاسعار ارتفعت ولم تعد بمتناول الجميع، حيث قطعة اللباس تتراوح بين مئة دولار الى مئة وخمسين دولارا...

لكن من الملاحظ، ان بعض التجار اتجه الى افتتاح محلات الـ outlet التي انتشرت بشكل لافت في الاسواق وفي كل زاوية من زوايا المدينة، الى جانب محلات البالة، وسجلت حركة ناشطة باتجاه الـ outlet كونها تبيع البضائع المخزنة بنصف السعر الحقيقي واقل من ذلك. ويقول مواطن والى جانبه زوجته واولاده الخمسة، ان الـ outlet شكل منفذا ومنقذا لعائلات عديدة باتت غير قادرة على الشراء من المحلات التجارية، التي سعرت قطعها بمئة دولار وما فوق، فكيف لموظف راتبه لا يتجاوز المئتي دولار في احسن الاحوال، أن يشتري لاولاده ثياب العيد؟ ..

قد تكون محلات الـoutlet النافذة الوحيدة التي شكلت المنقذ للعائلات، فيما المحلات التجارية تعاني من خمول حركة البيع والشراء جراء الاسعار المرتفعة نسبيا، في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والاكثر تأثرا بها مدينة طرابلس.

محلات الـ outlet ليست وحدها مقصدا للعائلات، بل محلات "الباله" انتعشت بدورها، وهي المتنفس لكثير من العائلات الفقيرة، وحتى للمصنفين طبقة وسطى بعد انهيار القيمة الشرائية لرواتبهم المتدنية.

وحدها المحلات التجارية "البوتيك" وغيرها تدفع ثمن الانهيار المالي مع العائلات الفقيرة ومع ذوي الدخل المحدود...

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا