اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 174 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جنود الاحتلال أعدموا أكثر من 200 فلسطيني من النازحين الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي، واعتقل نحو ألف آخرين.

يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه محكمة العدل الدولية تدابير جديدة تأمر «إسرائيل» باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعالة للتعاون مع الأمم المتحدة بلا تأخير، وتضمن توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل دون عوائق على نطاق واسع، وزيادة قدرة وعدد نقاط العبور البرية إلى قطاع غزة وإبقاءها مفتوحة لأطول مدة ضرورية.

ومع استمرار المعارك في قطاع غزة، أعلن الاحتلال إصابة 8 جنود خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد مصابيه منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي إلى 3160 مصابا.

وامس وصف البيت الأبيض قرار مجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان بأنه «غير ملزم».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال مؤتمر صحفي لها: «على الرغم من أن هذه الوثيقة تفتقر إلى العنصر الملزم، تمتلك جميع قرارات مجلس الأمن وزنا كبيرا وينبغي تنفيذها». وأضافت جان بيير أن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو ضد القرار حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يعني تغيير الموقف. وقالت المتحدثة: «كنا نؤكد بوضوح أن صفقة إعادة الرهائن التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار، تحتاج إلى توريدات المساعدات الإنسانية».

وكانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قد صرحت بأن قرار مجلس الأمن حول غزة الذي تم تبنيه، يتسم بطابع «غير ملزم».

وأشار المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى أن هذا الموقف يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، حيث تعتبر جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة قانونيا.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعائلات المحتجزين، بانه «سيطرنا على شمال قطاع غزة وخان يونس وكل القطاع ونستعد لدخول رفح»، مشيرا الى ان «لدينا أصول استراتيجية لحماس وهذا مفتاح آخر لاستعادة «الرهائن»، كاشفا انه «يجب استخدام الأوراق بحكمة في المفاوضات التي أديرها بنفسي لاستعادة كل «الرهائن» لا بعضهم».

ميدانيا تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكاتٍ ضاريةً ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند المحورين الشرقي والجنوبي لمجمع الشفاء الطبي، شمالي قطاع غزة، وفي حي الأمل ومحيطه غربي خان يونس، جنوبي القطاع، وفق ما أكد مراسل الميادين.

وفي هذا الإطار، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها آليةً عسكريةً إسرائيليةً بقذيفة «تاندوم»، وذلك في محيط تقاطع مستشفى الشفاء بشارع الثورة، غربي مدينة غزة. 

بدورها، استهدفت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، تجمّعات لقوات الاحتلال في محيط «الشفاء» أيضاً، بعدد من قذائف «الهاون».

أما ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، فقصفت تجمّعاً لآليات الاحتلال وجنوده، بقذائف «الهاون» من عيار 120 ملم، وذلك في شرقي جباليا، شمالي القطاع.

وفي إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، استهدفت سرايا القدس، بالاشتراك مع كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، تجمّعات الجنود الإسرائيليين في محيط «الشفاء»، بوابل من قذائف «الهاون».

وفي عملية مشتركة أخرى، قصفت سرايا القدس وكتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، تجمّعات لجنود الاحتلال وآلياته، في محيط مستشفى الشفاء، بوابل من قذائف «الهاون» أيضاً.

وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في غزة، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ «الجيش» الإسرائيلي، اليوم، بمقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطرة خلال اشتباك في جنوبي القطاع أمس.

وبهذا، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى إلى نحو 597 جندياً، منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي، منهم 254 جندياً سقطوا منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة.

الى ذلك أصيب 3 إسرائيليين على الأقل بنيران أطلقت على حافلة للمستوطنين وعدة مركبات قرب بلدة العوجا شمالي مدينة أريحا في غور الأردن. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته وصلت إلى مكان الحادث وأغلقت المنطقة وباشرت عمليات التمشيط بحثا عن المهاجمين الذين لاذوا بالفرار. وأفاد متحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي بأن إطلاق النيران حدث في موقعين متقاربين في المنطقة نفسها، حيث استهدف المهاجمون سيارات إسرائيلية أيضا. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عملية إطلاق النار في الأغوار أدت إلى إصابة 3 أشخاص بجروح خطرة ومتوسطة وطفيفة.

وكانت قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح في حال انهيار مفاوضات الأسرى، في حين طلبت واشنطن من تل أبيب السماح بوصول ضباط أميركيين للمشاركة بوضع خطط بشأن عملية الاجتياح. وأشارت القناة 12 إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في خطوات فعلية منها بدء عزل المدينة والاستعداد لإجلاء المدنيين. وأضافت القناة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيدا للعملية البرية في رفح.

وفي الأثناء، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت مؤخرا من «إسرائيل» السماح بوصول ضباط أميركيين، لوضع خطط بشأن رفح مع ضباط الجيش الإسرائيلي. وأضافت القناة أنه من المتوقع وصول الضباط الأميركيين قريبا، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن إرسال الولايات المتحدة ضباطا لبحث العملية في رفح مؤشر على عدم الثقة.

في الاثناء أكدت الأمم المتحدة  أنه لا بديل عن توصيل المساعدات برا لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة، مشيرة إلى أن العوائق أمام المساعدات لا تزال قائمة، ومحذرة من نفاد الوقت، في حين يواجه أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة خطر المجاعة.وفي مؤتمر صحفي أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ضرورة إرسال شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع، من أجل إنقاذ حياة الأطفال.وقال دوجاريك إن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، زار أحد المستشفيات الأربعة التي تقدم الخدمة بشكل جزئي في شمال غزة. وأضاف نقلا عن معلومات تلقاها من دي دومينيكو أن المستشفى يستقبل يوميا حوالي 15 طفلا يعانون من سوء التغذية. وأكد على ضرورة إرسال شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون انقطاع من أجل إنقاذ حياة الأطفال.

البنتاغون 

ذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية أن البنتاغون يجري محادثات مبكرة لتمويل مهمة حفظ سلام في قطاع غزة، في مرحلة ما بعد الحرب. وأضافت الصحيفة أن الخيارات المطروحة لا تشمل وجود قوات أميركية على الأرض في غزة، فيما سيوجه التمويل من البنتاغون نحو احتياجات قوات الأمن ويكمل المساعدة المقدمة من البلدان الأخرى.

 العدل الدولية 

أصدرت محكمة العدل الدولية تدابير جديدة تأمر «إسرائيل» باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعالة للتعاون مع الأمم المتحدة بلا تأخير. وقالت -في بيان- إنه ينبغي على «إسرائيل» توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل دون عوائق على نطاق واسع، وزيادة قدرة وعدد نقاط العبور البرية إلى غزة وإبقائها مفتوحة لأطول فترة ضرورية، وذلك بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. وأضافت المحكمة أنه على «إسرائيل» ضمان عدم ارتكاب جيشها انتهاكات لحقوق الفلسطينيين بغزة مثل منع إيصال المساعدات. وأشارت إلى أنه على «إسرائيل» تقديم تقرير للمحكمة بشأن التدابير التي ستتخذها خلال شهر من تاريخ اليوم.

 خامنئي 

استقبل قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، والوفد الموافق له. وأكد السيد خامنئي أنّ المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة «هما المنتصران حتى الآن»، لافتاً إلى أنّ «الاحتلال يملك كل الدعم العسكري، لكنه يلجأ إلى قتل الاطفال والنساء لأنه غير قادر مواجهة المقاومة».

بدوره، أشار النخالة للسيد خامنئي، إلى وجود «تنسيق كامل بين قوى المقاومة»، وخصوصاً بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي. كذلك، شدد على أنّ «غزة صامدة وستبقى كذلك، وأنّ النصر سيكون حليفها»، مشيراً إلى أنّ الفلسطينيين تمكنوا من إحباط المخططات الإسرائيلية - الأميركية التي تهدف إلى القضاء على المقاومة، على الرغم من كل المؤامرات.