اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ليوم القدس العالمي هدف حدده مرشد الثورة الاسلامية الامام الخميني ، بان تبقى القدس حية في الذاكرة والوجدان والعزم والارادة والتخطيط في مسيرة الجهاد ، وان تبقى حية في الاجيال الاتية .

لم يكن الكثيرون يتوقعون ان تتحول دعوة الامام الخميني قبل ٤٥ سنة الى واحدة من اكبر التظاهرات السياسية العالمية الداعمة لفلسطين، التي يحييها الملايين في اكثر من ٨٠ دولة، من اجل تقديم خيار المقاومة على ما سواه من خيارات لاستعادة الأرض والمقدسات. فيوم القدس العالمي ، تحول من مجرد رفع شعارات وإصدار بيانات واحراق اعلام الى ممارسة عملية ورسم معادلة ردع كما يجري في غزة الآن.

ويصف قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار يوم القدس العالمي بانه " بات بارودا وانفاقا وصواريخ وجنودا وكتائب وعشاق شهادة من اجل القدس والمقدسات وفلسطين". ويتابع : "نقدر عاليا تجديد ايران التزامها الدائم بدعم المقاومة ، ونقدر عاليا الالتزام الذي اعلنه وجدده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجاه فلسطين والمقدسات، ويسجل ذلك باحرف من فخر وعز ونور" .

ويؤكد السنوار في مواقفه "ان المقاومة ما كادت لتصل الى ما وصلت اليه لولا دعم ايران واسنادها الدائم" . ويتابع "تهدف هذه المناسبة الى ان تبقى القدس حاضرة في وجدان العالم وضمير الامة وتجديد العهد لها كل سنة" .

وكان الامام الخميني اول من دعا للاحتفال في يوم القدس العالمي عام ١٩٧٩ بعد شهر من انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وقال: "انني ادعو المسلمين في جميع انحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الاخيرة من الشهر الفضيل ، شهر رمضان المبارك ليكون "يوم القدس العالمي"، واعلان التضامن الدولي من قبل المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين". فدعوة الامام الخميني تعني بالضرورة تحول المهادنة الى مواجهة، والضعف الى قوة، ومحدودية الخيارات الى تعددها والدفاع الى هجوم .

بدوره ، دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى اوسع مشاركة شعبية في احياء المناسبة هذه السنة في كل الاماكن، وخصوصا في الضاحية الجنوبية ، واشار الى ان " يوم القدس يأتي هذا العام في ظروف مختلفة تماما ومتصاعدة عن الاعوام الماضية، وذلك ببركة طوفان الاقصى، وكان من نتائجه اطلاق طوفان الاحرار، وهو الشعار الذي اعتمد ليوم القدس العالمي هذه السنة، وهو شعار صحيح" ، ويضيف " ما يجري في فلسطين والمنطقة والعالم هو طوفان الاحرار ، ونأمل ان يكبر هذا الطوفان ويتمدد ويزداد مع الوقت"، وتمنى "ان تكون ايام القدس الاتية المقبلة هي التي تجمعنا جميعا في القدس ان شاء الله". وسيتحدث السيد نصرالله في المناسبة اليوم .

اما وزارة الخارجية الإيرانية فاكدت ان المناسبة أصبحت رمزا لوحدة أبناء البشر من كل عرق ودين وعقيدة في كل انحاء العالم، حيث يدافعون عن الإنسانية والحرية وتحقيق العدالة، ويعبرون عن معارضتهم للاحتلال والظلم والقتل والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني .

فيوم القدس العالمي تحول الى مناسبة سنوية عالمية يحتفل بها احرار العالم كل سنة ، من لبنان الى سوريا والاردن والعراق وايران واليمن وباكستان وافغانستان، وتتمتد الفاعليات الى كل الدول ، وتتزامن المناسبة هذا العام مع تطورات تاريخية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية .

ومن المتوقع نزول الملايين الى الساحات اليوم دعما لفلسطين والقدس والمقدسات، بهدف الابقاء على القضية حية في ضمير ووجدان كل احرار العالم، بعد ان بات مصير هذا الكيان المؤقت على المحك ، ووجوده موضع شك و نقاشات .

هذه الانجازات التاريخية في مجرى الصراع العربي – "الاسرائيلي" ما كادت لتتحق لولا الريادة الاستثنائية للقادة الايرانيين من الامام الخميني الى الامام الخامنئي، وما بينهما مئات الآلاف من الشهداء، من القائد قاسم سليماني، الى اللواء محمد رضا زاهدي، الى شهداء الحشد الشعبى في العراق، الى انصار الله في اليمن، الى شهداء الجيش العربي السوري، الى الابطال المقاومين في جنوب لبنان، الذين توفرت لهم قيادة استثنائية جسدها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي يقود السفينة الى النصر الحتمي وصولا لى زوال كيان الاحتلال. ويبقى الفضل الاول للمقاتلين الابطال في غزة والضفة الذين يتصدون بصورهم العارية لآلة القتل "الإسرائيلية"- الأميركية، ويؤكدون للعالم اننا خير أمة أنجبت للناس.

ومقابل الدعم الايراني لتحرير القدس والمقدسات ودعم محور المقاومة بكل الامكانيات ، يظهر التخاذل العربي الفاضح والتآمر على القضية بابهى مظاهره ، فلا حرب الابادة ولا صور الاطفال والنساء والشيوخ والعجز حركت ضمائر الزعماء والحكام العرب، الذين تخلوا عن القضية وشرفها، والتحقوا بمشاريع التطبيع والترويج لصفقة القرن، والتحريض على المقاومين، وبث روح الهزيمة من اجل نيل بركة جزار القرن ال ٢١ نتنياهو واركان حربه . كما قدم الاعلام الخليجي باستثناء "الجزيرة" اسوأ تغطية اعلامية للحرب على غزة، وعمم حفلات "الفحش" والترفيه التي كلفت ملايين الدولارات ، فيما كان اطفال فلسطين يتضورون جوعا وعطشا امام جنود الاحتلال . ومن الطبيعي ان يتراجع الحكام العرب وادوارهم الى الصفوف الخلفية ، وتتقدم ايران ومعها محور المقاومة الى الصفوف الامامية في كل الساحات والملفات ، لان التاريخ الحقيقي لا يكتبه الا الابطال الحقيقيون. 

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه