اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا اهتمام يعلو فوق الاهتمام بترقب الرد الايراني على استهداف قنصلية طهران في دمشق مطلع الاسبوع. اذ يبدو محسوما ان شكل هذا الرد وحجمه ومن بعدها ردة الفعل الاسرائيلية عليه، سيحددان مصير المنطقة ككل التي اما ستدخل في حرب واسعة من دون أفق بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية من جهة وايران وحلفائها من جهة اخرى، اما ستتجه نحو تسوية كبرى تنهي مأساة غزة وترسم ملامح جديدة لدولها. 

الرد الايراني ومصير المنطقة

وفيما واصلت اسرائيل تعزيز دفاعاتها استعدادا للرد الايراني، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان «حادثة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق هي مفصل لها ما قبلها وما بعدها»، جازما بأن «الرد الايراني آت لا محالة».

وبدا محسوما الا هدنة ستخفف من مآسي اهل غزة في عيد «الفطر» وان كل ما سيصل الى القطاع بضعة شاحنات مساعدات سمحت اسرائيل بعد ضغوط قصوى بادخالها عبر عدة معابر، خاصة وان شبكة «إن بي سي» الاميركية نقلت امس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الاميركي جو بايدن أكد خلال اتصاله الصاخب الخميس برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن واشنطن قد تجعل مساعداتها لإسرائيل مشروطة بسلوكها في الحرب.

وبلغت الضغوط على اسرائيل ذروتها مع تأكيد قتلها 7 من موظفي الإغاثة في غارة جوية في غزة قبل أيام، ما دفعها إلى اقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار بمحاولة لاستيعاب الغضب الدولي وبخاصة الاميركي. 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» ان مفاوضات قطر فشلت بتحقيق اي خرق في جدار الازمة وان الآمال بالتوصل لهدنة في القطاع قبل عيد «الفطر» تلاشت»، مرجحة «مواصلة التصعيد الاسرائيلي وبخاصة باتجاه رفح بعد العيد». واضافت المصادر: «تعثر التفاوض على الهدنة يعني تلقائيا ان جبهة جنوب لبنان ستبقى هي الاخرى محتدمة وسط مخاوف من احتدام اضافي بعد العيد خاصة بعد الرد الايراني على استهداف قنصلية طهران».

حزب الله مستعد
للحرب الموسعة

وخلال الاحتفال الجماهيري الذي نظمه حزب الله لمناسبة يوم القدس العالمي جدد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله التأكيد ان «العمليات العسكرية في لبنان لن تتوقف وهذا امر محسوم وهي مرتبطة بجبهة غزة» مشددا على ان «لبنان في موقع قوة». 

واذ لفت الى ان «جهوزية المقاومة قائمة وكاملة ومعنويات المجاهدين عالية وكذلك اندفاعهم في الجبهة»، اشار الى «اننا نحتاج لاتصال واحد لتنفيذ أي عملية ، اتصال نطلب فيه 100 صاروخ على الجولان سينفذ خلال دقائق معدودة إلى هذه الدرجة هي الجاهزية».

وشدد السيد نصرالله على ان «المقاومة في لبنان لا تخشى حربا ولا تخاف وانما ادارت معركتها حتى الان ضمن رؤية واستراتيجية لكنها على اتم الاستعداد والجهوزية معنويا ونفسا وعسكريا وبشريا في اي حرب سيندم فيها العدو لو اطلقها على لبنان». وتابع: «اذا ارادوا الحرب «يا هلا ويا مرحبا».. والعدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان».

سياسيا، تواصلت الاتصالات الدولية مع لبنان بمحاولة لتجنيبه الحرب الموسعة. واكد مصدر رسمي لـ «الديار» ان «هناك جهودا مضنية تبذلها على شكل خاص فرنسا والولايات المتحدة الاميركية لمنع تدهور الامور اكثر في لبنان» لافتا الى انه «تم التباحث بهذا الملف خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى فرنسا وقد تفاهم الطرفان على وجوب ممارسة ضغوط قصوى على نتنياهو للتصدي لاي مغامرة قد يُقدم عليها في لبنان».

استشهاد 5 لبنانيين

ميدانيا، افيد يوم امس عن استشهاد 5 لبنانيين، 3 منهم في غارة معادية استهدفت مركزا لحركة «أمل» في جديدة مرجعيون واثنين آخرين جراء غارة على بلدة عيتا الشعب. وشن الطيران المعادي غارة استهدفت منزلاً في بلدة الزلوظية في القطاع الغربي واخرى منزلا  كان استهدف سابقاً في اطراف بلدة زبقين. كذلك طالت الغارات بلدة كرفكلا فاستهدفت منزلا بالقرب من الجدار الفاصل مع فلسطين المحتلة.

وقصفت مدفعية العدو المنطقة الواقعة بين ديرميماس وكفركلا وباب ثنية في الخيام.

وكانت الغارة الجوية المعادية التي استهدفت بلدة كفرحمام ليل الخميس ادت الى جرح سبعة مواطنين جروحهم بين متوسطة وخفيفة، وتدمير منزل المواطن سليم السبلاني بشكل كامل، والى اضرار مباشرة بالمنازل المجاورة.

كما تضررت شبكة الكهرباء، وعملت بلدية كفرحمام على اعادة فتح الطرق التي اقفلت بالحجارة المتطايرة جراء الغارة.

بالمقابل، أعلن حزب الله عن استهداف تحرك لجنود العدو في المالكية وتدمير آلية عسكرية عند بوابة موقع المطلة كما استهداف ‏التجهيزات التجسسية في ثكنة زرعيت وانتشارا لجنود العدو في محيط موقع المنارة. واستهدف الحزب ايضا مجموعة جنود للعدو داخل مبنى في مستعمرة أدميت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي جراء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على بلدة المطلة شمالي إسرائيل. 

الرئيس القبرصي في لبنان

في هذا الوقت، يصل رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس على رأس وفد وزاري الى لبنان بزيارة رسمية يوم الاثنين المقبل  يجري في خلالها محادثات رسمية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة.ويشارك في المحادثات الوزراء المختصون في البلدين. كما سيزور الرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتستمر الزيارة يوما واحدا.

وبحسب معلومات «الديار» فان الرئيس القبرصــي ســيحاول حسم ملف الهجرة غير الشرعية الى جزيرته عبر الشواطىء اللبنانية، اذ انه ما كان ليقوم بهكذا زيارة شخصيا وبغياب رئيس للجمهورية اللبنانية لولا خطورة الوضع في بلاده.

وتشير المعلومات الى انه «سيسأل عن الثمن المطلوب لوقف مراكب الهجرة بشكل كلي، في المقابل، سيؤكد لبنان الرسمي للرئيس القبرصي انه غير قادر على حسم هذا الملف لان لا قدرات وامكانيات تتيح له ذلك كما سيستعرض كل حاجات الجيش والاجهزة المعنية لتحقيق تقدم في هذا الملف». وتقول مصادر رسمية: «الاهتمام القبرصي بهذه الازمة قد يكون فرصة يفترض الاستفادة منها لتحريك ملف اعادة النازحين الى بلدهم وحث اوروبا على لعب الدور اللازم في هذا المجال.. وهذا ما سنضغط لتحقيقه».

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !