اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يناقش مدير "مركز الاستشراف للمعلومات" عباس ضاهر في سيناريوهات المرحلة المقبلة في أكثر من ساحة، وفي مقدمها الساحة اللبنانية، والجبهة الجنوبية تحديداً، حيث يعتبر أن المشهد الأمني جراء حرب غزه، هو الذي يغلب على أي مشهد سياسي في لبنان، كما في المنطقة. كما يكشف ضاهرلـ "الديار" عن أن "قواعد الاشتباك ومن حيث الشكل، قد خضعت لبعض التعديلات، رغم ان المعادلة القائمة لا تزال على اساس: كل ضربة "إسرائيلية" يتمّ الردّ عليها بضربة مقابلة".

اما بشأن ما حصل في دمشق جرّاء استهداف قنصلية إيران في الجوهر، استهداف عسكري للحرس الثوري، كما حصل في الاسابيع الماضية في دمشق ايضا، ولكنه طرح تفسيرات واجتهادات عديدة، اثارت اللغط في تفسير النص في القانون الدولي: هل هو استهداف لسفارة أم هدف عسكري؟يجيب إن ما حصل هو "اعتداء مباشر على إيران، وبالتالي فإن الإيراني ملزم بالرد الحتمي، ويبدو أنه يتجه الى الرد باتجاه اهداف داخل "اسرائيل"، إنما في الوقت نفسه تبدو طهران حريصة على عدم توسيع الحرب كيلا تصبح مفتوحة او شاملة، لأن ذلك يخدم رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتانياهو الساعي الى امتداد النار في الاقليم، وتوريط الاميركيين في الحرب".

وعن طبيعة الرد الإيراني، يشير إلى أن حجم المواقف الايرانية يوحي بان الرد سيكون في "مكان حسّاس ومؤلم في "إسرائيل"، وهو ما تبلغه الاميركيون من الايرانيين عبر السفارة السويسرية، بأن الرد حتمي ولكن دون فتح او توسيع الحرب. غير ان السؤال الأهم: هل تنتهي عند حدود الرد الايراني؟ ام اننا ندخل في دورة الردود المتبادلة"؟

لذلك، يقول "إنّ المصلحة الإقليمية والدولية، تقضي بعدم انخراط ايران مباشرة في الحرب، وتوسيع رقعتها من غزة الى ساحات اخرى، لأن تداعياتها ستكون مفتوحة ومن دون ضوابط، وهو ما يريده "الاسرائيليون" وحدهم". ويلفت الى أن "الواقع بالغ الحساسية والتطورات تفرض مسار الأوضاع في ظل انعدام اليقين في استشراف المرحلة المقبلة، بسبب التفلت الذي يحصل احياناً، رغم أن الأمور مضبوطة ضمن حدود ما لغاية الآن، كي لا تنجرّ المنطقة الى حرب شاملة. ولكن في المقابل، فإن بعض الساحات باتت تشهد قواعد مختلفة، ومساحات اشتباك جديدة، ذلك أن الحل الفلسطيني وصل الى مرحلة استعصاء، ما يستدعي ايجاد مخارج لوقف الحرب، وفي ظل غياب هذه المخارج فإن الوضع سيتجه الى المزيد من التفلت بإتجاهات اخرى، وهو ما يجعل المنطقة في حالة انتظار وترقب، حيث إن كل الأطراف باتت عاجزة اليوم عن فرض أي حل".

وعن واقع لبنان، يؤكد أنه "تفصيل ووضعه معلق على حرب غزة، وعند توقف الحرب تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول الماضي، ولكن بالنسبة للمدة الزمنية فإن الوضع الحالي مرشح للاستمرار في الاستنزاف".

وعن انعكاس العملية العسكرية "الإسرائيلية" في رفح، يرى أنها "ستؤدي الى تداعيات خطرة، لان وضعها سيختلف بشكل كلي عن مسار باقي مناطق غزة، حيث ان التعامل معها من قبل حلفاء "حماس"، يبدو انه ينطلق من زاوية معركة الوجود". وبالتالي، يشدد على أنه "من الثابت أن الأمور لا تتجه إلى تهدئة، وهو ما بات واضحاً من خلال تطورات الأسبوعين الماضيين، حيث كانالكل يراهن على أن يشكل شهر رمضان مدخلاً للحل، إنما لم يتحقق ذلك ونتنياهو مستمر بتوجهه الحربي وبالتالي فان أي آمال كانت معقودة على تسوية وتهدئة لم تعد موجودة، وبتنا في مرحلة ضبابية لا يقين فيها".

وعن وضع الجنوب، يوضح أنه "سيبقى على حاله ولو تغيرت تكتيكات المساندة، حيث ان الجبهة لن تتوسع وإن احتدت وتيرة العمليات، وذلك نتيجة عدم وجود النية أو القرار أو الرغبة بالحرب الشاملة، ولكن الوضع الميداني في ساحات أخرى قد يتغير".

وعن تعاطي الدول العربية، أكدّ "انها تريد الاستقرار، بدليل ان دول الخليج هي اول من استنكر وادان ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، انطلاقاً من حُسن العلاقة بين الايرانيين وعواصم دول الخليج. فيما سعت دول عربية، ابرزها مصر، لفرض تسوية توقف حرب غزه، بالتوازي، يجري التركيز العربي، وخصوصا الامارات العربية المتحدة، علىالدعم المادي والإغاثي الإنساني الأكبر لفلسطينيي غزه".

وعن السيناريوهات المطروحة بشأن الوضع في الأردن، قال ضاهر "إن الوضع دقيق، حيث الخشية من امرين: اولاً، دخول "اسرائيلي" على الخط لتخريب امن الاردن، واستخدامه لتنفيذ مشروع الوطن البديل للفلسطينيين. ثانياً، دخول المتطرفين والمتشددين اسلامياً على اللعبة، في محاولة تكرار ما حصل في سوريا سابقاً. وفي الحالتين، لا مصلحة للعرب ولا للاقليم بضرب الاستقرار في اي دولة عربية او اسلامية، لأنه يشكل خدمة مجانية لاسرائيل". 

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !