اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الاستيقاظ ليلة بعد ليلة للذهاب إلى الحمام تجربة محبطة للجميع، صغارا وكبارا. يُعرف هذا الاضطراب الشائع باسم التبول الليلي، وهو ببساطة الحاجة إلى التبول مرة واحدة على الأقل في الليل بعد النوم. على الرغم من أن التبول الليلي قد يبدو مشكلة بسيطة، إلا أنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة نومك ويسبب لك الشعور بالإرهاق والخمول خلال اليوم.

فيشير الدكتور باتور غونتشيكوف أخصائي أمراض الجهاز البولي وأمراض الذكورة، إلى "أن التبول الليلي المتكرر هو اضطراب في الجهاز البولي، قد يكون مرتبطا بأسباب وأمراض مختلفة. ووفقا له، قد يكون التبول الليلي من أعراض مرض البوال‏ الذي يتميز بفرط إنتاج وإفراز البول". ويقول في حديث صحافي: "يمكن أن يكون سبب البوال مرض السكري، أو اعتلال الكلية السكري، أو التهاب المثانة السكري، أو الاعتلال العصبي السكري. لأنه في هذه الحالة ينتج الجسم كمية كبيرة من البول، ما يؤدي إلى التبول الليلي".

ويشير إلى "أن البوال الليلي، قد يكون بسبب شرب الكثير من الماء أو السوائل قبل النوم، أو تناول مدرات البول. ويحتمل أن يكون السبب قصور القلب ومشكلات في الكلى. أو قد يشير إلى التهاب المثانة الذي عادة يصاحبه ألم في أسفل البطن وأثناء التبول والشعور بعدم تفريغ المثانة بصورة كاملة". ويقول: "بعض أمراض الكلى، مثل القصور الكلوي المزمن أو عدوى الكلى، يمكن أن تؤدي إلى التبول الليلي. والمرضى الذين يعانون من مشكلات في الكلى غالبا ما يحتاجون إلى التبول بشكل متكرر والاستيقاظ في الليل للذهاب إلى المرحاض".

ويضيف: "يمكن أن يكون التبول الليلي لدى الرجال مرتبطا بالتهاب البروستاتا، لأن أحد أعراض المرض هو التبول المتكرر والمؤلم، بما في ذلك الاستيقاظ ليلا. أو يكون بسبب تضخم البروستات الحميد، الذي يضغط على المثانة، ما يؤدي إلى تقلص حجمها وبالتالي زيادة وتيرة التبول". ويقول مختتما حديثه: "بالطبع هذه بعض الأسباب. لذلك إذا ظهرت مثل هذه المشكلة، من الضروري استشارة الطبيب المختص لتشخيص السبب بدقة ووصف العلاج المناسب".

أما أسباب التبول الليلي فتتنوع ما بين عوامل سلوكية وحالات طبية تستدعي الانتباه. من العوامل السلوكية المؤثرة، تناول كميات كبيرة من السوائل قبل النوم، وكذلك بعض الأدوية التي تدر البول. يلعب الإجهاد والقلق دورا أيضا، بالإضافة إلى اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي الذي يعيق التنفس أثناء النوم.

أما إذا كان السبب كامنا في حالة طبية، فقد يكون وراءه مرض السكري الذي يزيد إنتاج البول، أو أمراض الكلى التي تؤثر على قدرتها على تركيز البول. كذلك أمراض القلب التي تسبب احتباس السوائل، وسلس البول الذي يفقد فيه الشخص السيطرة على المثانة، وتضخم البروستات عند الرجال الذي يضغط على مجرى البول. ولا ننسى عدوى المسالك البولية الشائعة، وبعض أنواع السرطان التي تؤثر على المسالك البولية.

لتشخيص التبول الليلي، سيقوم الطبيب بسؤالك عن كامل تفاصيل أعراضك وتاريخك الطبي، كما سيجري فحصا جسديا عاما. وقد يطلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل تحليل البول والدم، بالإضافة إلى اختبارات خاصة بوظائف الكلى والمثانة.

يعتمد علاج التبول الليلي على السبب الكامن وراءه. فإذا كانت العوامل السلوكية هي المسؤولة، فسيتركز العلاج على تقليل كمية السوائل قبل النوم، وتجنب الكافيين والكحول لما لهما من تأثير مدر للبول. كما تساعد ممارسة الرياضة بانتظام وتقنيات الاسترخاء للقلق على تحسين الحالة. أما في الحالات الطبية، فسيتوجه العلاج نحو السيطرة على المرض الأساسي، سواءً كان داء السكري أو أمراض الكلى أو غيرها. وقد تستدعي بعض الحالات، مثل تضخم البروستات، التدخل الجراحي.

وللوقاية من التبول الليلي، ينصح باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، إلى جانب تجنب الكافيين والكحول قبل النوم وتقليل كمية السوائل المتناولة في الفترة المسائية. ولا تقل أهمية علاج أي أمراض طبية كامنة، فهي خطوة أساسية للوقاية من المضاعفات ومن ضمنها التبول الليلي.

هناك بعض النصائح التي تساعد على التعامل مع التبول الليلي ليلا، منها التأكد من سهولة الوصول إلى الحمام، واستخدام منبه للتبول في نفس الوقت كل ليلة لتنظيم عملية الإخراج. كما يفضل ارتداء ملابس نوم مريحة والحفاظ على دفء القدمين، مع تجنب القراءة أو مشاهدة التلفاز في السرير لأنها قد تحفز اليقظة.

إذا كنت تعاني من التبول الليلي بشكل متكرر أو كان يسبب لك مشاكل جادة في النوم، أو صاحبته أعراض أخرى مثل ألم أو حرقة أثناء التبول، أو وجود دم في البول، أو ألم في أسفل الظهر أو الجانبين، أو صعوبة في التبول، أو سلس البول، فلا تتردد في استشارة الطبيب. فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب كفيلان بالتخلص من هذه المشكلة واستعادة نوم هادئ وصحي. 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»