اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ القضية التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، هذا الأسبوع، تشكّل مثالاً قوياً على التأثير السياسي غير المسبوق الذي يخلّفه الصراع في غزة في مختلف أنحاء العالم.

وفي مقالة للكاتب البريطاني، والمدير السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، ستيف كروشو، أكدت أن الصراع أدى إلى حدوث انقسام بين الشمال والجنوب العالميين، بطريقة لم نشهدها من قبل.

وذكّرت الصحيفة بقول المستشار الألماني أولاف شولتس بعد 7 تشرين الأول 2023: "لا يوجد سوى مكان واحد لألمانيا: إلى جانب إسرائيل"، مؤكداً: "إنها مهمة دائمة بالنسبة لنا أن ندافع عن أمن دولة إسرائيل".

وتوقّفت الصحيفة عند التناقض الحاصل في اعتبار ألمانيا نفسها صوتاً عالمياً لحقوق الإنسان، واستمرارها في بيع الأسلحة لـ"إسرائيل"، وإسكاتها المواطنين الذين أدانوا الهجوم الإسرائيلي، وبينهم يهود.

ورأت الصحيفة أن الطعن الذي تقدّمت به نيكاراغوا يضع هذا الأمر في منظور واحد، مشيرةً إلى أنّ دعم ألمانيا الذي لا جدال فيه لـ"إسرائيل" أصبح من الصعب على نحو متزايد أن يستمر.

قضية جنوب أفريقيا مهّدت الطريق أمام نيكاراغوا

واعتبرت الصحيفة أنّ قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في كانون الثاني الماضي تحدّت أحد المحظورات من خلال اتهام "إسرائيل" بالتحريض على الإبادة الجماعية أو ارتكابها، وهذا الأسبوع، تتحدّى نيكاراغوا محظوراً آخر من خلال الإشارة إلى أن ألمانيا، التي تقوم هويتها على تحمّل المسؤولية عن الإبادة الجماعية السابقة، تمهّد الآن الطريق للجريمة نفسها.

وتناولت "الغارديان" التحوّل الذي تجلّى في استطلاعات الرأي في ألمانيا، والذي لا يستطيع أي سياسي تجاهله، حيث تضاعفت نسبة منتقدي الهجوم على غزة لتصل إلى 60%، وانهار التأييد لسلوك "إسرائيل" في الحرب إلى 18% فقط، ويعتقد 90% من الألمان الآن أنه يجب ممارسة المزيد من الضغوط على "إسرائيل".

وأقرّت الصحيفة بأنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو قضية خاسرة في ما يتعلق بإنفاذ حقوق الإنسان، بسبب عقلية النقض المستمرة التي تمارسها الولايات المتحدة، ولذلك فإن محكمة العدل الدولية أصبحت مكاناً يمكن ممارسة الضغط فيه.

وأوضحت الصحيفة أنّ بعض هذا الضغط يقع على "إسرائيل" نفسها، ولكن الحكومات المعرّضة للخطر بشكل خاصّ، هي تلك الحكومات العالقة بين المطرقة والسندان قضائياً، فهي مترددة في الدخول في جدال مع "إسرائيل"، وحريصة بالقدر نفسه على عدم الدخول في معارك مع المحكمة الدولية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القضايا الثلاث المعروضة على المحكمة في لاهاي، وبينها قضية نيكاراغوا، هي بمثابة تذكير بأن قواعد الجغرافيا السياسية قد تغيّرت.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الحكومات الغربية كانت واثقة دائماً من قدرتها على حماية أصدقائها، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها، و"كما تذكّرنا جلسات الاستماع هذا الأسبوع، فقد ولّت تلك الأيام".

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه