اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في اليوم الـ 203 من الحرب، قصف جيش الإحتلال مناطق بوسط وشمال قطاع غزة، مما أسفر عن شهداء مدنيين، بعيد ارتكابه 5 مجازر جديدة خلال الـ 24 ساعة، بينما تتواتر التحذيرات عربيا ودوليا من عواقب اجتياح محتمل لمدينة رفح التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح.

في غضون ذلك، التقى وفد مصري مسؤولين اسرائيليين ضمن المساعي الرامية لاستئناف مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، بينما قدم فريق التفاوض الإسرائيلي لمجلس الحرب مقترحات تتضمن «مرونة أكبر» من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وفي التفاصيل، ذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه، أن وفدا مصريا التقى مسؤولين إسرائيليين امس، لبحث سبل استئناف مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.

ووفقا للمسؤول، فإن حكومة بنيامين نتنياهو ليس لديها مقترحات جديدة يمكن تقديمها لإحراز تقدم بالمفاوضات، لكنها مستعدة للتفكير في هدنة محدودة يتم بموجبها إطلاق سراح 33 أسيرا بدلا من 40.»، مضيفا أن «ما يحدث هو محاولة من مصر لاستئناف المحادثات باقتراح مصري يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى».

وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد ذكرت قبل أيام أن مصر قدمت مبادرة لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، اللذين زارا القاهرة الأربعاء الماضي، تنص على أنه مقابل تجميد اقتحام رفح، يتم تحريك المفاوضات من جديد ووقف إطلاق النار لمدة عام.

بدورها، قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس في بيان لها، «إنها منفتحة على أي أفكار أو مقترحات تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة».

وعبرت الحركة «عن أسفها لعدم تطرق بيان البيت الأبيض والموقع من 18 دولة والذي دعا لإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة دون التأكيد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع».

وفي السياق ذاته، اتهم نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي خليل الحية «إسرائيل بتعطيل الوصول إلى صفقة»، مؤكدا «أن حماس تريد الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والذهاب إلى صفقة تبادل جادة وحقيقية يتم من خلالها الإفراج عن جميع ما لدى الحركة من أسرى إسرائيليين أحياء، إضافة إلى جثامين القتلى، مقابل إطلاق ما يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية».

سفينة عسكرية أميركية
ترسو قبالة سواحل غزة

بالمقابل، رست سفينة عسكرية أميركية أمس، قبالة ساحل قطاع غزة يتوقع أن تشارك في أعمال إنشاء رصيف بحري عائم، أعلنت واشنطن عن خطة لبنائه، بداعي تقديم مساعدات إنسانية.

وأفادت وكالة «الأناضول» بأن سفينة تتبع للقوات البحرية الأميركية رست الليلة الماضية على بُعد عدة أميال بحرية قبالة ساحل منطقة وادي غزة في وسط القطاع.

ومن المتوقع أن تبدأ هذه السفينة في أعمال بناء رصيف بحري عائم قبالة ساحل القطاع، بداعي تقديم مساعدات إنسانية، وفق إعلانات أميركية سابقة.

حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا
لمهلة تجنيد اليهود المتشددين

من جهة ثانية، طلبت الحكومة الإسرائيلية تأجيلا آخر للمهلة التي منحتها إياها المحكمة العليا لوضع خطة جديدة للتجنيد الإلزامي من شأنها تهدئة حالة الغضب العامة من الإعفاء الممنوح لليهود الأرثوذكس المتطرفين، والتي أوشكت على الانتهاء.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا التي تنظر في الطعون التي تصف الإعفاء الممتد منذ عقود بأنه تمييزي قد حددت يوم 31 آذار الماضي موعدا لانتهاء المهلة، ثم مددتها مجددا، حتى الثلاثاء المقبل الموافق 30 نيسان الجاري بناء على طلب الحكومة، التي قالت إنها مشغولة بالتعامل مع حرب غزة.

وفي طلب جديد، طلبت وزارة العدل التأجيل حتى 20 أيار المقبل، مشيرة إلى تأخر في تعيين محام حكومي و»أحداث كبيرة تتعلق بالأمن القومي في الأيام القليلة الماضية»، وهي أحداث قالت الحكومة «إنها تسببت في وقف عملها في خطة التجنيد الإجباري».

لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة

من جهته، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد نتنياهو بالاستقالة من أجل «الحفاظ على أمن إسرائيل،»، لافتا إلى أن «الجيش الإسرائيلي لم يعد لديه ما يكفي من الجنود».

وفي حسابه على منصة «إكس»، كتب لابيد: «إلى متى ستستمر هذه الحكومة الفاسدة في تشويه سمعة دولة إسرائيل بالأعذار؟ الجيش الإسرائيلي لم يعد لديه ما يكفي من الجنود، ويجب تجنيد الجميع، فلا ينشروا الشعارات القائلة معاً سننتصر إذا لم نجند معا»، مضيفا «ومن أجل أمن إسرائيل يجب على نتنياهو أن يستقيل وعلى هذه الحكومة أن تخرج من حياتنا».

الأمم المتحدة: إزالة الركام
من غزة قد تستغرق 14 عاماً

على صعيد آخر، قال مسؤول بالأمم المتحدة «إن إزالة كمية الركام الهائلة التي تشمل ذخائر لم تنفجرخلفتها الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة قد تستغرق نحو 14 عاما.

وأدت الحرب الإسرائيلية إلى تحويل جزء كبير من القطاع الساحلي الضيق، الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، إلى ركام وأصبح معظم المدنيين بلا مأوى، ويعانون من الجوع وخطر الإصابة بالأمراض.

وقال بير لودهامار المسؤول الكبير في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، «إن الحرب خلفت ما يقدر بنحو 37 مليون طن من الركام في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية».

وذكر أنه رغم استحالة تحديد عدد الذخائر التي لم تنفجر بالضبط والتي عُثر عليها في غزة، فإنه من المتوقع أن تستغرق إزالة الركام، ومن بينه أنقاض المباني المدمرة، 14 عاما في ظل ظروف معينة»، مضيفا «نعرف أن هناك عادة معدل فشل يصل إلى 10% على الأقل من ذخيرة أطلقت ولم تعمل.. نتحدث عن حوالي 14 عاما من العمل بـ 100 شاحنة».

«غير قابل للعيش»

وقبل أيام، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل»إن الحرب الإسرائيلية على غزة ألحقت دمارا بمدن القطاع يفوق ما تعرضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية»، مضيفا «يمكننا القول إن أكثر من 60% من البنية التحتية المادية في غزة تضررت، منها 35% دمرت بالكامل».

ميدانيا

وفي المستجدات الميدانية، قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، شمال مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، بينما نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة المغراقة وسط القطاع، كما استهدف فرق تأمين المساعدات الإنسانية.

وفي التفاصيل، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرين في قصف إسرائيلي على مبنى تابع للصليب الأحمر يؤوي نازحين بشارع الوحدة وسط مدينة غزة.

كما استشهد صياد وأصيب آخر بنيران قوات الاحتلال، أثناء عملهما قبالة ساحل مدينة رفح جنوب القطاع.

واستشهد 8 فلسطينيين من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانوا يستقلونها قرب مفترق المالية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.

في هذه الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل ما يقرب من 400 شهيد من مقابر جماعية بمجمع ناصر الطبي، بخان يونس، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التعرف على أكثر من نصفها.

وأشار متحدث باسم الدفاع المدني في خان يونس جنوبي القطاع، «إلى وجود اعتقاد بدفن الاحتلال نحو 20 فلسطينيا وهم أحياء».

«الصحة الفلسطينية»

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع في الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصابا، مما رفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا و77 ألفا و368 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

استهداف المنظمات الإنسانية

يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال لجان تأمين المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.

وفي سياق متصل، أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقا بيّن أن 6 مجموعات إغاثية دولية تعرضت عملياتها أو ملاجئها للنيران الإسرائيلية على الرغم من استخدام نظام منع الاشتباك التابع للجيش الإسرائيلي لإخطار الجيش بمواقعها وتجنب أي استهداف عسكري لها.

وأوضحت الصحيفة في تحقيقها «أن المنظمات الإنسانية التي استُهدفت لديها خط مباشر مع الجيش الإسرائيلي، وهي تأتي من دول غربية، بعضها من أقوى حلفاء إسرائيل»، مشيرة «إلى أن بعض المواقع التي قُصفت تحمل علامات واضحة على هويتها الإنسانية، أو أنها تقع في منطقة مصنفة على أنها «إنسانية خاصة» قالت إسرائيل إنها آمنة للمدنيين».

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أنه في الحرب على غزة تبين أن الأماكن التي تتوفر فيها كل سبل الحماية المتاحة ليست في مأمن من ضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ارتفاع عدد الصحافيين الشهداء إلى 141

من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول الماضي إلى 141، عقب استشهاد محمد الجمل في قصف إسرائيلي استهدف منزله في محافظة رفح جنوبي القطاع.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي «أن الجمل كان صحافيا في وكالة فلسطين الآن المحلية الإخبارية»، مضيفا أنه «استشهد بقصف الاحتلال منزله في محافظة رفح».

تفاقم ويلات الحرب

ومع مضي أكثر من 200 يوم على الحرب بقطاع غزة، ما زال النازحون الفلسطينيون يعانون ويلاتها، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وخلال تلك الفترة، عاش الفلسطينيون أوضاعا إنسانية صعبة، حيث تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، مما تسبب بخسائر بحياة الأفراد، وتعرض بعضهم للإصابة، وما يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ونتيجة الحرب، اضطر الفلسطينيون للنزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة، ومع ذلك أثخنها بغارات جوية وقصف على المنازل، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وأنشأ النازحون مخيمات مؤقتة في رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة. فيما تفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذا مؤقتا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

أردوغان: لن نصمت إزاء إبادة الفلسطينيين

الى ذلك، شدد الرئيس التركي رجب أردوغان» على أنه لا يمكن لأحد أن ينتظر من أنقرة الصمت إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 203 أيام».

وقال أردوغان في كلمة أمام المؤتمر الخامس لرابطة «برلمانيون لأجل القدس» في إسطنبول، «إن هذه الرابطة أصبحت بأنشطتها ومؤتمراتها صوتا ونفسا للقضية الفلسطينية على نطاق عالمي».

وهاجم أردوغان إسرائيل لما تحدثه في المدينة المقدسة، موضحا «أن إسرائيل تقضي على هوية القدس القديمة تدريجيا وتصعد المضايقات ضد حرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين للمسلمين»، مشيرا إلى أن «العقلية التي تحتفل بعيد ميلاد أطفالها بقتل نظرائهم الغزيين تعني عدم وجود علاقة تربطها بأبسط القيم الإنسانية».

وأكد الرئيس التركي «أن بلاده ستواصل اعتبار أعضاء حماس الذين يدافعون عن أرضهم ضد المحتلين حركة تحرر وطني»، ومنتقدا «الإدارة الأميركية لدعمها العسكري والدبلوماسي غير المشروط لإسرائيل، بأنها تساهم بذلك في تفاقم المشكلة في غزة لا في حلها».