اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلن قائد الجيش الأميركي في أوروبا، داريل ويليامز، أنّ التدريبات العسكرية التي تجريها دول «الناتو» في أوروبا هذا الربيع هي «عملياً» ضد روسيا، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في وقت أشار فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى أن الوضع على الجبهة لا يزال ملائما بالنسبة لكييف لبدء المفاوضات مع روسيا، محذرا أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفاوض.

فقد اعتبر ويليامز أنّ تدريبات الربيع لحلف «الناتو» ستكون الأكبر منذ الحرب الباردة، لافتاً إلى أنّه في الماضي، خلال تدريبات مماثلة، «لم يتم ذكر اسم العدو»، وكان مجرد عدو وهمي. وأضاف: «الآن، هذا العام، نقوم بالفعل بإجراء مناورات ضد الروس، ونحن نقاتل عدونا المحتمل».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ المناورات العسكرية لحلف «الناتو» التي تجري هذا الربيع تهدف إلى إظهار كيف قد تبدو «اللحظات الأولى للصراع الحديث بين القوى العظمى». وأشارت إلى أنّ مسؤولي الأمن القومي يعدون أيضاً خططاً للحرب السيبرانية، بما في ذلك كيفية حماية مصالح الولايات المتحدة وحلف «الناتو» من «هجوم سيبراني محتمل على البنية التحتية العامة».

كما بيّنت الصحيفة أنّه إذا ذهب «الناتو» وروسيا إلى الحرب، فستندفع القوات الأميركية وقوات الحلف أولاً إلى دول البلطيق، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، «الجناح الشرقي» لحلف «الناتو»، لمحاولة «منع تقدم القوات الروسية».

ومن المقرر أن تبدأ تدريبات «الناتو» غداً في 26 نيسان في فنلندا على مقربة من الحدود الروسية - الفنلندية.

بدورها، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ مناورات «الناتو» القادمة في فنلندا بالقرب من الحدود الروسية «استفزازية». وأشارت زاخاروفا إلى أنّه «لتبرير تطلعاتهم العدوانية»، يقوم ممثلو حلف شمالي الأطلسي بتصعيد الهستيريا عن قصد بشأن «التهديد» الروسي الوهمي، بما في ذلك نشر التلميحات بنشاط حول بعض الخطط الروسية لمهاجمة الدول الأعضاء في الحلف.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا، وذلك بعد إقرار حزمة التمويل الخاصة بملحق الأمن القومي الذي وقّعه الرئيس جو بايدن، وتعدّ هذه الدفعة الـ56 من المعدات العسكرية التي تقدّمها الإدارة الأميركية إلى كييف من مخزونات البنتاغون منذ آب 2021.

وتقدّر القيمة المالية لحزمة المساعدات الأميركية من وزارة الدفاع بمليار دولار، وتتضمّن قدرات لدعم متطلبات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً،بما في ذلك صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، وقذائف مدفعية، وعربات مدرّعة، وأسلحة مضادة للدبابات.

وتأتي حزمة المساعدات الأميركية، في وقتٍ تتقدّم فيه القوات الروسية في محاور القتال، بينما نقل موقع «سترايبس» الأميركي المعني بالشؤون العسكرية، عن قائد القوات الأميركية في أوروبا تحذيره من أنّ  روسيا ستتفوّق على أوكرانيا بنسبة 10 إلى 1 خلال أسابيع.

من جهته أشار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى أن الوضع على الجبهة لا يزال ملائما بالنسبة لكييف لبدء المفاوضات مع روسيا، محذرا أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفاوض.

وقال لوكاشينكو في خطاب ألقاه في اجتماع مجلس الشعب: «الجبهة تشهد معارك عنيفة للغاية وتتقدم روسيا ببطء.. 500 متر وكيلومتر وكيلومترين أو ثلاثة كيلومترات، لكنها تتقدم كل يوم. وتعرفون أن القوات الروسية حررت عددا من المدن والبلدات لكن في تقدم بطيء للغاية. ربما تشكلت حالة من الجمود على الجبهة، هذا تقدم لكنه أبطأ بكثر مما نريده».

وأضاف أن مثل هذا الوضع يعد «الأكثر ملاءمة لتوقيع كييف السلام مع روسيا»، وأنه «إن لم تقدم أوكرانيا على المفاوضات فإنها ستخسر سيادتها كدولة وقد تزول عن الوجود أصلا».

ووصف «صيغة زيلينسكي» للسلام بأنها غير واقعية، مؤكدا أن روسيا لن تغادر مناطقها الجديدة.

وتابع: «لا يجب طرح حلول راديكالية مثل «صيغة زيلينسكي». تبدو وطنية لكنها غير واقعية اليوم ولن يخرج الروس من القرم ومناطق نوفوروسيا (شرق ووسط وجنوب أوكرانيا)... لذلك فإذا تم طرح شروط غير مقبولة مسبقا للمفاوضات، سيعني ذلك أن الجانب الذي يطرحها ليس مستعدا للتفاوض».

كما أكد أنه يتوقع المزيد من توسع حلف «الناتو» في حين تواصل واشنطن وبروكسل إنشاء حزام معاد حول روسيا وبيلاروس.

وأضاف: «تمكن الأمريكيون من تشكيل صورة للعدو يتجسد في موسكو ومينسك، وتروج واشنطن للتصريحات العدوانية تجاه روسيا وبيلاروس، مما يزيد من درجة عداء «الناتو» تجاهنا. تواصل واشنطن وبروكسل عبر توسيع «الناتو» الذي انضمت إليه فنلندا والسويد تشكيل طوق من الدول غير الصديقة حول روسيا... ونتوقع انضمام دول أوروبية أخرى إلى الحلف». 

الأكثر قراءة

ضغوط قصوى على «إسرائيل» لمنعها من اجتياح رفح عون في قطر لإعادة تحريك المساعدة الشهريّة للجيش الأمن العام يستنفر بمواجهة السوريين المخالفين