اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انفجار مانشستر سيحدث الكثير من التغيرات في النظرة الأوروبية سواء للأمن أو تطور عمل الأجهزة المخابراتية.


بعدما أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم أمس الإثنين في ساحة مانشستر الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً وإصابة العشرات. 

قال المحلل السياسي المقيم في لندن أحمد أبو دوح، في تصريح لـ"سبوتنيك": "إعلان "داعش" عن الموضوع كان أمراً متوقعاً، فالعملية تمت بنفس الطريقة والأسلوب الذي ينتهجه التنظيم

الإرهابي، وقوات الأمن البريطانية أحبطت 13 عملية إرهابية من قبل وتلك رقم 14، نجح في مانشستر التي لم تشهد على الإطلاق هجوما إرهابيا من هذا الحجم والنوع، لأنها هدف رخو، بخلاف إجراءات الأمن العالية جداً في لندن.

وتابع "وذلك هو ثاني أكبر هجوم إرهابي بعدما حدث في 7 يوليو 2015، حينما قام 4 متشددين بقتل 52 شخصا، في الهجوم على وسائل المواصلات والمترو في لندن".

وأكد أبو دوح أن "العالم يعيد النظر في إجراءات التأمين بشكل عام، فعندما يضرب الإرهاب بريطانيا، وهي ثاني أكفأ أجهزة استخبارات بعد الولايات المتحدة، فهذا معناه أن هناك تهديد ملح".

وحول تأثير ذلك الحادث قال أحمد أبو دوح: "التأثير الأكبر سياسيا وليس أمنياً، على الانتخابات المقبلة في 8 يونيو، بعدما استطاع حزب العمال تقليل الفارق في النقاط مع المحافظين، في استطلاعات الرأي، ولكن بعدما حدث ستحقق تريزا ماي تقدما هائلا في الأيام المقبلة، لأن حزبها يتبنى لهجة تصاعدية تجاه الهجرة الأجنبية إلى بريطانيا".

وحول كيف يضرب الإسلام المتطرف بريطانيا، وهي التي تحتضن قياداته، قال أبو دوح: "لأن بريطانيا هي الدولة الحاضنة لجماعات الإسلام السياسي، فكان من الطبيعي أن يضربها، فهذه الأيدولوجيا لا يتم بسهولة التحكم فيها".

وتابع "لدينا معضلة كبيرة في المجتمع البريطاني تتمثل في أمرين، الأول: المسلمون لا يجدون أي حوافز للاندماج في المجتمع البريطاني، لأن الاندماج يتم بطريقين، رغبة المسلم في الاندماج مع هؤلاء الذين ينظر إليهم كثير من المسلمين على أنهم كفار، ورغبة (هؤلاء الكفار) قبول هذا المهاجر المسلم".

وأضاف "لدينا مشكلة احتضان رؤوس الكثير من جماعات الإسلام السياسي وحزب التحرير والسلفيين الهاربين من دول عربية، وتحول بريطانيا إلى بيئة حاضنة لهؤلاء ولممارسة أنشطتهم الفكرية والأيدولوجية". 

وأكد المحلل السياسي أن "المجتمع يقبلهم كلاجئين من أجل توجيه أسهمهم السياسية نحو مجتمعهم الأصلي، ولكن البريطانيون غفلوا أن هؤلاء ليسوا جماعات سياسية ونشطاء، لكنهم أيضا جماعات تستخدم الدين، وهذا هو الخطر الكبير، لأن هذه الجماعات تمكنت من إنشاء جمعيات ومدارس ومساجد ومراكز إسلامية، تمكنت من استقطاب عدد كبير من شباب الجاليات المسلمة، وتمكنت من تحويل أفكارهم جذريا تجاه أيدولوجيا التشدد والتطرف".

وتابع "بالتالي كان متوقعاً أن تخرج الأمور عن السيطرة، ويتم الهجوم والضرب في عمق بريطانيا، عاجلاً أم آجلا، خاصة أن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت واهمة، عندما تخيلت أنها يمكن أن تسيطر على هؤلاء بتعاون سياسي معهم، عبر توفير ملاذ آمن لهم".

وأضاف "هم لا يفهمون الأيدولوجيا الإسلامية كما نفهمها نحن المسلمون، حيث يتم إنشاء تنظيم، ثم يتفكك إلى تنظيمات أكثر تشدداً، فنحن أمام ظاهرة عنقودية، تنقسم ثم تنقسم، والنتيجة هي التي رأيناها في ويستمنستر والآن في مانشستر".

وحول تطور تعامل بريطانيا مع رؤوس التأسلم قال: "أعتقد أنها اليوم ستعيد النظر بشكل كبير في تقديم ملاذ آمن لهؤلاء المتشددين، وتريزا ماي أكثر تشددا في مسألة الإسلام السياسي، منذ أن كانت وزيرة للداخلية في حكومة كاميرون". 

وتابع "من ضمن الذين شجعوا على انتشار تلك الأيدولوجية كان حزب العمال، هم الذين من باب توفير الحماية لهؤلاء (المظلومين)، والاعتماد على أصوات الأجانب لكي يصلوا للبرلمان والحكومة، كانوا يتساهلون مع هذه الجماعات، جيرمي كوربين نفسه رئيس الحزب كان يحضر احتفالات حركة "حماس" السنوية التي تعقدها هنا في لندن، وكان يتواصل مع زعماء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين".

وأضاف "لكن المجتمع البريطاني أصبح ليس لديه ميل لسماع المزيد حول حرية هؤلاء، وحمايتهم على الأراضي البريطانية بعد الذي شهده".

وفي ختام حديثه قال أبو دوح: "الموضوع لا يتوقف أيضا على العمليات الإرهابية، هناك أكثر من 800 بريطاني سافروا للمحاربة في صفوف "داعش" وتنظيمات إرهابية أخرى في سوريا والعراق، قتل نصفهم إلى الآن، ويخشون من عودة العدد المتبقي، وكذلك من انتشار النقاب في الشارع اللندني، والجلابيب واللحى الطويلة، وهذه المظاهر غريبة على البريطانيين، الذين بدأوا يتوجسون خيفة من هذه المشاهد التي لم يعتادوا على رؤيتها، والتي تثير ريبة كبيرة خصوصا بالتزامن مع وقوع مثل هذه العمليات الكبيرة".


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»