اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



جنباً الى جنب يخوض العونيون والقواتيون معركة القانون الانتخابي لتصحيح التمثيل المسيحي وان كانت بعض المواقف تشير الى تباعد وافتراق في بعض المحطات والى تقارب في محطات اخرى، فالخلاف او الاختلاف ظهر واضحاً في بعض الملفات السياسية على غرار الكهرباء وعناوين سياسية لكن التفاهم الكبير بين الفريقين لم يسقط وان كان هناك تسابق في بعض المسائل يمكن وضعها في خانة استقلالية كل فريق سياسي ووضعيته، فالعونيون والقواتيون لم يتعودوا بعد على التحالف الانتخابي بالمطلق خصوصاً ان سنوات الافتراق بينهما اكبر واوسع مساحة من سنوات التلاقي.
حتى اللحظة لم يتم التفاهم فعلياً حول كيفية توزيح الحصص والمقاعد بين الحليفين المسيحيين اللذين يخوضان الانتخابات النيابية لأول مرة معاً في اطار مشترك بدل الجبهات والمتاريس التي كانت قائمة في السابق. فلم يحسم الوضع بعد في اي دائرة انتخابية وحيث يترك المرشحون القواتين او العونيون يغردون وفق معادلة «كل واحد فاتح على حسابه»، فيما تفاجأت الاوساط الانتخابية بخطوة رئيس التيار الوطني الحر في عشاء هيئة التيار الوطني الحر في كازينو لبنان قبل فترة بترشيح إدي معلوف عن المقعد الكاثوليكي في حين ان مرشح القوات عن المقعد الماروني إدي ابي اللمع لا يزال ينتظر منذ سنوات فرصة قطف ثمار تفاهم معراب، الخطوة هذه كانت سبقتها مفاجأة قواتية من البترون بسحب انطوان زهرا من المعركة وتبني القوات رسمياً معركة ترشيح القواتي فادي سعد، قبل ان تعاود القوات مرة جديدة الى خطوة ترشيح طوني حبشي في دائرة بعلبك الهرمل في خطوة وصفت بالاستباقية ايضاً وهي المرة الثانية التي يقفز فيها سمير جعجع فوق ورقة التفاهم بعد ترشيح فادي سعد في البترون.، وقد اثارت خطوة القوات مرة اخرى عاصفة من التساؤلات في زمن البحث عن قانون الانتخاب وحيث ان رئيس الجمهورية رمى مؤخرا قنبلة الستين في حال سدت كل الابواب، وفي وقت لم يتم تجاوز او هضم ترشيح فادي سعد في البترون الذي صنف في خانة تسديد ضربة في مرمى باسيل. فيما لم تفهم اسباب الخطوة القواتية في شأن المسارعة الى ترشيح عن المقعد الماروني في دائرة الغلبة فيها للصوت الشيعي، فيما يطرح السؤال من يريد رئيس الجمهورية او حزب الله كمرشح عن المقعد الماروني للمقعد الذي يشغله اميل رحمه من العام 2009.
وفيما قيل ويقال ان خطوة القوات تاتي في سياق رفض المحادل الانتخابية، ومحاولة رفع الصوت واستثارة العواطف والحساسيات المسيحية خصوصاً وان شعار حملة حبشي «صوَت لأرضك»، فان السؤال يبقى حول ما سيكون موقف الحليف العوني وكيفية التحالفات سواء في هذه المنطقة او غيرها من الدوائر بين التيار الوطني الحر والقوات. وعليه فان التحالف معقد في كثير من الدوائر الانتخابية،  فالتيار الوطني الحر في دائرة بعبدا مثلاً يحصد وحده او بالتحالف مع حزب الله ثلاثة مقاعد مسيحية سيكون ملزماً لزوم تفاهم معراب اذا اقتضى الأمر إعطاء مقعد للتفاهم خصوصاً ان القوات تتطلع لاستنهاض شارعها القواتي في محور الشياح وعين الرمانة وفرن الشباك لكن هذه المعادلة وفق العارفين في المطبخ العوني غير واردة خصوصاً وان التيار الذي ليس في وارد التخلي او ترك احد نوابه الثلاثة في بعبدا، في حين ان كسروان عقدة العقد فلائحة شامل روكز تواجه تعقيدات كثيرة فالتخلي عن النواب الحاليين افتراضياً يصعب تشكيل اللائحة على اعتبار ان كسروان تصوت للعائلات وترفض الأحزاب، عدا ذلك فان اقفال بيوتات زوين وخليل يعزز قوة فريد هيكل الخازن ومنصور البون الانتخابية وقد جاءت نتائج الانتخابات الينابية الماضية على فارق اصوات ضئيلة.
وفي كل الاحوال فان التحالف الحقيقي ينتظر القانون الانتخابي والبحث في توزيع المقاعد والحصص بين القوات والتيار الوطني الحر لم يطرح بعد كما تقول اوساط الطرفين لكن ذلك لا يعني ان ثمة التباس او خلل في التفاهم الانتخابي، لكن الاهم اليوم هو ربح معركة القانون الذي يضمن تصحيح التمثيل المسيحي، اما مبادرة كل من القوات الى ترشيح سعد في البترون او حبشي في بعلبك الهرمل، او خطوة التيار في المتن فلا تعني مزايدة انتخابية او التسابق في فرض الشروط فالتفاصيل الانتخابية تبحث في وقت لاحق وبعد الانتهاء من معركة القانون الذي يحرر الصوت المسيحي من هيمنة القوى السياسية والطوائف الأخرى. وبحسب الفريقين فان التفاهم يتعرض لحملات ومحولات التشويش عليه، هذا ما حصل في الانتخابات البلدية التي غالباً ما تتحكم بها العصبيات العائلية وحيثيات مناطقية اكثر ما يغلب عليها الطابع الحزبي او في النقابات كما حصل في نقابة المهندسين وتم تحميل القوات وزر سقوط المرشح العوني لمنصب النقيب واتهام القوات بخيانة التحالف، فيما خسارة المرشح العوني بول نجم كان له جملة اسباب تتصل بطريقة ادارة المعركة، وحيث ان التصويت السني والشيعي كان في غير محله والى حد ما خجولاً لصالح المرشح بول نجم. وبالتالي نتائج نقابة المهندسين لا يمكن ان تكون معيار الانتخابات النيابية ومحاولة التصويب على القوات ليس في محله بقدر ما يهدف الى الإساءة لتفاهم معراب من اجل تقويضه وضربه في زمن او وسط معركة قانون الانتخاب التي وصلت الى خواتمها مع وقوف التيار الوطني الحر والقوات في خندق واحد ضد التمديد للمجلس النيابي واعتبارهما الستين شر لا بد منه اذا لم يتم التوافق على قانون.
لا تنفي اوساط الطرفين حصول مناوشات او ما يشبه «الفاولات» تحصل تحت سقف تفاهم معراب لكن غالباً ما يتم تطويقها ومعالجتها، التفاهم يشبه زواجاً بين طرفين لا يتفقان من نهجين وفكرين مختلفين، وهذا مرده الى حيثيات كل فريق وخصوصياته ولكن هذا الاختلاف لا يعني الخلاف السياسي ولا يبشر بالافتراق في المحطات المتبقية، فلمحة سريعة الى ما سبق من محطات تظهر سقوط كل الحواجز بين العونيون والقوات منذ الانتخابات الرئاسية الى تشكيل الحكومة وحتماً الى الانتخابات النيابية التي يتوقع ان يحقق فيها العونيون والقوات تسونامي انتخابي مسيحي لا مثيل له الا لدى الثنائية الشيعية راهناً. لكن هذا التسونامي يبدو انه يخيف كل الاخصام للفريقين وهو اساس المشكلة وما يحصل اليوم، فثمة محاولات واعتراضات تطال تفاهم الفريق المسيحي في مسألة القانون الانتخابي والتحالفات وثمة من حاول ان يلعب دائماً على وتر العلاقة بين الطرفين في هذا السياق. بدون شك فان تفاهم معراب كر ويمر بمطبات هوائية، وسيكون هناك محطات كثيرة لا يلتقي فيها الطرفان كلياً انطلاقاً من حيثيات وخصوصيات كل فريق سياسي لكن الخلاف ممنوع ولو وقع الاختلاف، اما الانتخابات وكيفية خوضها وشكل التحالفات فمتروك حتى ساعة الصفر قبل الانتخابات.


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»