اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



خاص ـ «الديار»


مع اعلان قائد الجيش العماد جوزاف عون ساعة الصفر لتنفيذ أمر العمليات الصادر عن مديرية العمليات في قيادة الجيش لتحرير جرود رأس بعلبك - القاع والفاكهة من تنظيم «داعش» تحت اسم فجر الجرود، اعطى قائد الجبهة العميد فادي داوود اوامره للقوى المشاركة بالتحرك، بعدما أنهت جهوزيتها منذ ما بعد منتصف ليل أمس الأول. فتحركت القوى العسكرية في مجموعتين، الاولى ضمت سرايا من الفوج المجوقل، والقوة الضاربة في مديرية المخابرات مدعومة بعناصر من فوج الهندسة من الجهة الشرقية على محورين، واستطاعت في المحور الاول التقدم من تلة الحمراء باتجاه مرتفعات مراح المخيرمة، وشعاب المخيرمة وتلة طلعة العدم، وضهرات حقاب العش، وهما مرتفعان استراتيجيان امنا لوحدات الجيش السيطرة بالنار على وسط قطاع العمليات، وبالتالي منع الارهابيين من الانتقال بين شمالي القطاع وجنوبه ومن غربه الى شرقه، فيما تمكنت المجموعة الثانية من التقدم من حقاق خزعل وسيطرت على سهلات، قرد الثعلب ووادي خربة الشميس ووادي الخش وضهور المبيض وضهور وادي التينة، حيث وقعت المجموعة الاولى في حقل الغام مما ادى الى اصابة عدد من الجنود على المحور الاول.
اما على المحور الثالث من الجهة الجنوبية، قامت وحدات من سرايا فوج التدخل الاول والمجوقل وكتائب من اللواء السادس ووحدات من فوج المكافحة بالتقدم من حرف الحرش مسيطرة على جبل المخيرمة ومرتفع 1564 شعبان الدرب، وسيطرت بالنار على مراح درب العرب ودليل الحصين.
واشار مصدر امني الى ان سرعة تقدم وحدات الجيش مرتبطة بطبيعة الارض الصعبة، خصوصا ان الارهابيين قاموا بزرع الاسلاك والالغام والعبوات على المسالك المحدودة، ما أخر تقدم القوى الى حين تمكنت وحدات الهندسة من فتح ثغرات في حقول الالغام. وقد رافق تقدم الوحدات غطاء من القصف المدفعي والصاروخي المركّز والعنيف فضلا عن غارات جوية استهدفت كل التحركات والمواقع ومرابض المدفعية فيما ادى الى تدمير 11 مركزاً متقدماً لـ«داعش» ومقتل 20 مسلحا، لتكون النتيجة سيطرة الجيش على حوالى 30 كلم2 من رقعة العمليات.
وكشف المصدر الامني، ان لا توقف للعملية، انما التقدم مستمر باتجاه قضم ساحات جديدة في الوقت التي تجري فيه تدعيم وتحصين للنقاط التي تم تحريرها ورفع علمي لبنان والجيش فوقها.
وعلمت «الديار» انه بعد انتهاء المؤتمر الصحافي للناطق الرسمي باسم الجيش عقد العماد قائد الجيش جوزاف عون اجتماعا موسعاً في مكتبه ضم اركان القيادة، وجرت عملية تقييم دقيقة لمجريات العمليات العسكرية والتقدم الحاصل بناء على المعطيات والتقارير من «الجبهة» وكانت النتيجة ايجابية، وسبق ذلك اتصال العماد عون بقادة الوحدات التي شاركت في العملية منذ الصباح مقدما التهاني للضباط والجنود على النجاح في انجاز الخطة المرسومة لليوم الاول وتحقيق التقدم السريع مثمناً تضحيات الجنود الجرحى، واعطى قائد الجيش توجيهاته للوحدات المشاركة للتقيد بالقانون الدولي الانساني في التعامل مع الاسرى والتقيد بقواعد ادارة العمليات العسكرية لجهة التمييز بين المدنيين والاهداف العسكرية، بعدما توافر للجيش معلومات استخباراتية عن تواجد نساء واطفال من عائلات المقاتلين في بعض المواقع.

 عملية «إن عدتم عدنا»


وفي المقلب الشرقي للجرود في القلمون السوري وقارة والجراجير بدأ حزب الله والجيش السوري هجوما واسعا على مسلحي «داعش»، واستطاعوا بعد معارك واشتباكات على غير محور من تحرير 90 كيلومتراً مربعاً والسيطرة على معبر الزمراني الاستراتيجي، وتلة الموصل الاستراتيجية، واستسلم لحزب الله امير «داعش» في الزمراني المدعو أحمد وحيد العبد مع اكثر من 70 عنصراً من مجموعته مع عائلاتهم، كما ابدت مجموعة ثانية في قارة استعدادها للاستسلام والقاء السلاح.
كما سيطر الجيش السوري والمقاومة بالنار على معبر فيخا وسط حالة من الانهيار في صفوف الارهابيين.

 نقل جثث الى بيروت


من جهة اخرى، وبعد استسلام اكثر من امير من «داعش» على معبر الزمراني لمجاهدي المقاومة ومن بينهم امير «داعش» في الزمراني والقاضي الشرعي احمد وحيد العبد «ابو يزيد» ادلى بمعلومات عن مكان وجود دفن عدد من الجثث، رجحت معلومات غير مؤكدة ان تكون عائدة للجنود اللبنانيين الاسرى الذين خطفهم التنظيم غداة «غزوة عرسال» العام 2014.
وعلى الفور ابلغت قيادة المقاومة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم من هذه المعطيات، حيث انتقل الى وزارة الدفاع ظهرا واجتمع مع قائد الجيش العماد جوزاف عون بحضور مدير المخابرات العميد طوني منصور، واعطى اللواء ابراهيم توجيهاته لقوة من الامن العام بالتوجه الى عرسال، رافقتها سيارات اسعاف للصليب الاحمر اللبناني في مهمة وصفها اللواء ابراهيم بالوطنية والقدسية دون ان يحدد طبيعتها وتفاصيلها، متمنياً من الاعلام التعاطي بمسؤولية مع اي «معلومة» قد تضر بالعملية الجاري تنفيذها.
وعلم ان قوة الامن العام وسيارات الصليب الاحمر انتقلوا الى مكان دفن الجثث الذي حدده امير «داعش» عن طريق وادي حميد، وقاموا بنقل الجثث الى احد المستشفيات في بيروت لاجراء فحوصات الحمض النووي لتحديد هوياتها التي تردد انها ربما تعود للعسكريين الاسرى.
في غضون ذلك قام اهالي رأس بعلبك والقاع وفي اطار دعمهم للجيش بالتبرع بالدم واعداد وجبات الطعام والمياه الباردة وقاموا بتوزيعها على وحدات الجيش المنتشرة على طول الجبهة، كما نشر الصليب الاحمر عشرات سيارات الاسعاف وحوالى 200 عنصر في تلك المنطقة للتدخل عند الحاجة.
واكدت مصادر موثوقة ان الجيش اللبناني الذي اعدّ لهذه المعركة اخذ بعين الاعتبار جملة عناصر قبل اعلان ساعة الصفر، متوقعة ان يحقق اهدافه في فترة قصيرة نسبيا رغم صعوبة المعركة ووعورة المنطقة.
ومن ابرز هذه العناصر:
1- استخدام غطاء جوي ومدفعي كثيف للهجوم الذي بدأه الجيش على ثلاثة محاور وحقق في غضون ساعات قليلة تقدما كبيراً، مسيطراً على مرتفعين استراتيجيين ومجموعة التلال والمواقع والمنخفضات.
2- حرص قيادة الجيش على التخفيف من الخسائر في صفوف الضباط والجنود بدليل ان العمليات الواسعة طوال امس اسفرت عن مقتل عشرين مسلحا من داعش بالاضافة الى عدد من الجرحى، بينما لم يسقط للجيش اي شهيد  واصيب عشرة عسكريين بينهم واحد في حالة حرجة.
3- اصطدام الجيش اثناء تقدمه بمشكلة الالغام والمفخخات التي زرعها الارهابيون في محيط مواقعهم لاعاقة الهجوم، ما اضطره الى التمهل حيث عمدت وحدات الهندسة على تفكيك هذه الالغام والمتفجرات.
- اخذت وحدات الجيش المقاتلة بتوجيه من القيادة بعين الاعتبار احتمال قيام الارهابيين بعمليات انتحارية بواسطة الاليات وغيرها، وبالتالي تولت وحدات المدفعية والمروحيات العسكرية ضرب المواقع والاهداف المتحركة.
وفي قراءة اولى لمسار المعركة مع داعش على جبهتي الجيش اللبناني من الجهة الغربية والجيش السوري وحزب الله من الجهة الشرقية قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان تحرير جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة بالاضافة الى جرود الجراجير وقارة والمعابر على الحدود من التنظيم الارهابي يعني ان الحدود الشرقية من شمالي القاع الى المصنع وجنوبه تصبح ممسوكة من الجيش السوري والجيش اللبناني والمقاومة، وخالية من الارهاب، مضيفة بأن الحدود الشمالية مع سوريا هي ايضا لا يتواجد فيها الارهابيون بشكل عسكري، الامر الذي يعني ان الحدود اللبنانية - السورية بمجملها ستصبح خالية من الوجود العسكري الارهابي، وبالتالي تبدأ مرحلة جديدة على مستوى التواصل عبر الحدود عدا عن التخلص بنسبة كبيرة من مخاطر الوجود الارهابي، وبالتالي الانصراف لاحقا وبزخم اقوى لمكافحة الخلايا الارهابية النائمة في الداخل.



الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»