تمتلئ الأجواء في لبنان بروح الفرح والتفاني كلما اقترب شهر نيسان واقتربت مراسم الاحتفال بعيد الفصح المسيحي. يحتفل المسيحيون في لبنان بأسبوع الآلام، حيث يستعيدون بتأمل وتسليم مراحل حياة المسيح من العشاء الأخير إلى القيامة، ويجددون إيمانهم بمعنى الفداء والأمل الذي يجسده عيد الفصح.
تبدأ التقاليد بخميس الأسرار، الذي يتذكر فيه المؤمنون غسل المسيح لأرجل تلاميذه، مما يعبر عن روح الخدمة والتواضع التي دعا إليها المسيح. ويتبع ذلك يوم الجمعة العظيمة، حيث يشعر المؤمنون بالحزن والتأمل في آلام المسيح وصلبه، ويشاركون في مراسم الصلاة والتأمل في هذه الذكرى المقدسة. ويتم تنظيم مسيرات تذكارية في الشوارع تحمل الصلبان، تعبيرًا عن التضحية والتفاني في سبيل الإيمان.
وعندما يحل سبت النور، يستعد المسيحيون للاحتفال بقيامة المسيح، حيث يجتمعون في الكنائس والمنازل لإحياء هذه المناسبة المهمة. تتزين الشوارع بالأضواء والزينة، وتمتلئ الطاولات بأطباق الطعام والحلويات التقليدية التي تعكس رموز الاحتفال بالفرحة والتسامح والتضامن.
ولكن هذا العام، يواجه المسيحيون في لبنان تحديات جديدة بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تضرب البلاد بشكل مؤلم. فالمعمول، الحلوى التقليدية التي تُعد أحد الرموز للاحتفال بعيد الفصح في لبنان، أصبحت تكلفتها باهظة المقدار، وهو ما يجعلها غير متاحة للعديد من العائلات. وتتساءل العديد من الأسر عما إذا كان بإمكانهم الاحتفال بالفصح بنفس الروح والبهجة كما كانوا يعتادون في السنوات السابقة.
فالمعمول، الحلوى التقليدية التي لا يخلو منها بيت لبناني في العيد، أصبحت تكلفته باهظة. فقد وصل سعر مكونات المعمول لـ2 كيلوغرام إلى حوالي 7,500,000 ليرة لبنانية، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من العائلات.
وبينما يتراوح سعر كيلوغرام واحد من معمول التمر بين 1,500,000 و1,300,000 ألف ليرة لبنانية، ومعمول الفستق بين 2,300,000 و2,700,000 ألف ليرة لبنانية، ومعمول الجوز بين 1,700,000 و1,900,000 ألف ليرة لبنانية، يتساءل اللبنانيون: هل سيتمكنون من الاحتفال بعيد الفصح كما اعتادوا، أم أن الظروف الاقتصادية ستفرض واقعًا جديدًا؟
وفي محاولة للتعامل مع هذه التحديات، تجتهد العائلات في البحث عن بدائل ميسرة للاحتفال بعيد الفصح، سواء من خلال تقليل حجم الاحتفالات أو بحثهم عن أطباق وحلويات بديلة تكون أقل تكلفة. وفي هذا السياق، يلجأ البعض إلى تبادل الهدايا الصغيرة أو تنظيم الأنشطة الاحتفالية في مجموعات صغيرة، بهدف الاحتفال بالمناسبة بروح البساطة والتضامن.
ومع ذلك، يظل الأمل حاضرًا بقوة الإيمان والتمسك بالتقاليد الدينية والثقافية التي تجسد هوية الشعب اللبناني. إن التمسك بالقيم والمبادئ الروحية يمكن أن يوحد الناس ويوفر لهم القوة اللازمة لمواجهة التحديات وتجاوزها، وقد يكون ذلك بمثابة شعلة تنير الطريق في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
في النهاية، يعتبر عيد الفصح في لبنان فرصة لتجديد الروحانية وتعزيز روابط التضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، وهو أمر يعكس الروح الحقيقية للإيمان والتفاني في وجه التحديات الصعبة التي قد تواجه البلاد.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:43
النائب سليم الصايغ لـ "حوار المرحلة": على كل دولار يُقدّم إلى لبنان أن يُستثمر لدعم الجيش اللبنانيّ فيساهم في ضبط الحدود والمواجهة
-
22:23
جيش الاحتلال يعترف باصابة جندي بقصف صاروخي من قطاع غزة باتجاه منطقة كرم ابو سالم
-
21:40
القناة 13 الاسرائيلية: مجلس الحرب اجمع قبل اسبوعين على ابداء مرونة في المفاوضات لكن نتنياهو تراجع عن ذلك
-
21:36
حزب الله : استهدفنا بقذائف المدفعية قوة لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع راميا وحققنا اصابة مباشرة
-
21:15
حماس للعربية: "إسرائيل" يجب أن تنسحب من رفح وإدارة المعبر سنحددها لاحقا
-
21:13
الوزير عصام شرف الدين: 80 % من الأراضي السوريّة تحت سلطة الدولة السورية وهي آمنة