اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حذرت طهران،على لسان عدد من مسؤوليها، «إسرائيل» من رد سريع وواسع وأقوى إذا شنت هجوما عليها، وبينما تدرس «إسرائيل» خططا لهجوم على إيران، حذّرت واشنطن من تبعات ذلك على المنطقة، فيما أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق كان «عقابياً».

وكان أعرب المدير العام لوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن «قلقه» من احتمال استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ردا على هجوم طهران عليها،فيما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين وأوروبيين وعرب تأكيدهم أن تعهّد روسيا بتزويد إيران بمقاتلات متقدمة وتكنولوجيا دفاع جوي، قد يعزز دفاعات طهران بوجه أي هجمات إسرائيلية محتملة بعد الهجوم الإيراني، وذلك في إطار العلاقات الموطدة بين البلدين بأعقاب حرب أوكرانيا.

فقد قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران حذرت واشنطن من أنه «إذا أقدم الكيان الإسرائيلي على أي مغامرة فسيكون ردنا أسرع وأقوى وأوسع».

وشدد عبد اللهيان على أن إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، مضيفا «حذرنا البيت الأبيض بوضوح من أن رد طهران والإجراء التالي سيكون حاسما وسريعا وشاملا إذا حاول النظام الصهيوني تكرار الهجمات الإرهابية على مصالح إيران وأمنها».

من جانبه، قال علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي، إن بلاده سترد خلال ثوانٍ على أي هجوم إسرائيلي محتمل.

وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، وصف كني استهداف إسرائيل للقسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق بأنه خطأ إستراتيجي. وأشار كني إلى أن إيران بردها على إسرائيل أثبتت قدرتها العسكرية والدفاعية في إطار الدفاع عن النفس. وأضاف «على النظام الصهيوني أن يعرف أنه إذا ارتكب خطأ آخر، فلن يتأخر الرد 12 يوما وليس أياما أو ساعات بل في غضون ثوانٍ».

وذكر المسؤول الإيراني أن بلاده مستعدة لأي احتمال، قائلا «يجب على الصهاينة ألا يرتكبوا الخطأ الثاني لأن رد فعل إيران سيكون أقسى وأقوى وأسرع».

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني فقال إن هجوم بلاده على عدد من المقار العسكرية الإسرائيلية تم في إطار حق الدفاع عن النفس. وأضاف أن رد بلاده على هجوم دمشق کان منطقيا، وأن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، حسب تعبيره.

وفي السياق، قال مسؤول إيراني إن إيران لا تريد الحرب لكنها مستعدة لها إذا ما فرضت عليها، وإن خياراتها واسعة. وأوضح المسؤول الإيراني أن «على الكيان الإسرائيلي معرفة أن سلوكيات الجنون والبلطجة لا تنفع مع بلد كإيران». وتابع أن «لدى إيران الإرادة الكاملة للرد عسكريا على الكيان الإسرائيلي مرة أخرى لكن بشكل أقوى». وأكد أن «إيران جاهزة للمستوى الثاني من الرد عبر أسلحة لم تستخدم سابقا في الصراع مع الكيان الإسرائيلي».

الى ذلك أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق كان «عقابياً».

وخلال استقباله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، قال رئيسي إنّ الاحتلال «سيتلقى رداً أوسع وأقوى، إذا ارتكب هو أو داعموه أي خطأ».

ووفقاً له، فإنّ هزيمة الاحتلال الإسرائيلي في «طوفان الأقصى» «تخطّت الهزيمة العسكرية والأمنية، لتصبح هزيمةً استراتيجية غيّرت المعادلات الإقليمية، لصالح فلسطين».

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكّد رئيسي أنّ إيران «غير معنية» بمزيدٍ من التصعيد في الشرق الأوسط، مثمّناً مساعي روسيا الدبلوماسية، لإحباط مؤامرات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، في مجلس الأمن الدولي.

من جهته، أدان بوتين العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، مؤكّداً أنّه «ينتهك جميع القوانين والمقررات الدولية»، ومعرباً عن ثقته بأنّ إيران «تشكّل عموداً رئيساً من أعمدة الأمن والاستقرار في المنطقة».

وفي وقتٍ سابق، شدّد رئيسي، في اتصال هاتفي مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، على أنّ أصغر عمل ضد مصالح إيران «سيُقابل بردٍّ هائل ومؤلم وواسع النطاق، ضد جميع مرتكبيه».

جدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تأكيده موقف واشنطن بدعم «إسرائيل» بعد الهجوم الذي شنته إيران عليها، لكنه أكد أيضا الحرص على منع اتساع رقعة الصراع.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن أجرى اتصالات هاتفية بنظراء له في الشرق الأوسط وأوروبا عبر فيها عن دعمه لـ»إسرائيل» بعد الهجوم الذي شنته إيران عليها، لكنه شدد أيضا على ضرورة الاستقرار الإقليمي.

وأجرى أوستن اتصالات منفصلة أمس الاثنين مع خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الدولة لشؤون الدفاع، والشيخ فهد اليوسف الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة، وكذلك ولي عهد البحرين ورئيس وزرائها سلمان بن حمد آل خليفة.

كما شملت الاتصالات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس.

وأفاد البنتاغون بأن أوستن أدان هجمات إيران خلال تلك المكالمات، وقال إن واشنطن لا تسعى إلى تصعيد الصراع.

وذكر البنتاغون أن أوستن أبلغ نظراءه أيضا بأنه «في حين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، فإنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل والجنود الأميركيين» الموجودين في المنطقة. وأضافت وزارة الدفاع الأميركية أن أوستن عبر خلال اتصاله بغالانت عن دعمه للدفاع عن إسرائيل و»أكد مجددا على الهدف الإستراتيجي المتمثل في الاستقرار الإقليمي».

وقال متحدث باسم البنتاغون للصحفيين «ما إذا كانت إسرائيل ستقرر الرد على إيران أم لا... هو أمر تقرره إسرائيل».

في غضون ذلك اعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها ستفرض عقوبات جديدة على إيران بعد هجومها الأخير الذي استهدف إسرائيل بعشرات المسيرات والصواريخ. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن أفعال إيران تهدد الاستقرار بالشرق الأوسط وقد تتسبب في تداعيات اقتصادية.

وأضافت الوزيرة أن أميركا ستستخدم العقوبات وتعمل مع الحلفاء «لمواصلة عرقلة أنشطة إيران الخبيثة والمزعزعة للاستقرار»، على حد تعبيرها.وأشارت الوزيرة إلى أن وزارة الخزانة الأميركية استهدفت أكثر من 500 فرد وكيان «على صلة بالإرهاب الذي تمارسه إيران ووكلاؤها منذ 2021».

وفي هذا الإطار، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن «إسرائيل» تقود هجوما دبلوماسيا ضدّ إيران بالتزامن مع الرد العسكري على إطلاق الصواريخ والمسيرات. وأوضح في منشور على منصة إكس أنه أرسل رسائل إلى 32 دولة، وتكلم مع عشرات من وزراء الخارجية ومسؤولين حول العالم من أجل الدعوة لفرض عقوبات على مشروع الصواريخ الإيراني، ومن أجل إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية كوسيلة لكبح جماح إيران وإضعافها. وقال كاتس إنه ينبغي وقف إيران قبل أن يفوت الأوان. وتفرض الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات عديدة على إيران لأسباب متعددة.

في الاثناء نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين وأوروبيين وعرب تأكيدهم أن تعهّد روسيا بتزويد إيران بمقاتلات متقدمة وتكنولوجيا دفاع جوي، قد يعزز دفاعات طهران بوجه أي هجمات إسرائيلية محتملة بعد الهجوم الإيراني، وذلك في إطار العلاقات الموطدة بين البلدين بأعقاب حرب أوكرانيا.

وقال المسؤولون للصحيفة إن عدد الأنظمة الدفاعية التي وفرتها موسكو لطهران غير معروف، مؤكدين أن التكنولوجيا الروسية يمكن أن تحول إيران إلى خصم أقوى بكثير، مع قدرة معززة على إسقاط الطائرات والصواريخ. وأكد المسؤولون أن روسيا تعهدت أيضا بتقديم الدعم الفني لأقمار التجسس الإيرانية والمساعدة في بناء الصواريخ لوضع المزيد من الأقمار الصناعية الإيرانية في الفضاء. وأضافوا أن صفقات الأسلحة بين البلدين تعد جزءا من تعاون أوسع يشمل الإنتاج المشترك للطائرات المسيّرة داخل روسيا، وتبادل تكنولوجيا مكافحة التشويش، مما يرفع مكانة إيران من حليف صغير إلى شريك إستراتيجي.

كما ذكرت المصادر لواشنطن بوست أن طهران وموسكو تتفاوضان حول تسليم الأخيرة لإيران مقاتلات «سوخوي-35» التي تعد من أقوى الطائرات الروسية. غير أن مسؤولين من الولايات المتحدة والشرق الأوسط قالا لواشنطن بوست إنه لا دليل على أن إيران تسلمت المقاتلات حتى الآن، وقد يكون السبب وراء ذلك تأخر إيران في دفع مستحقات الطائرات. وأكد مسؤولون لصحيفة واشنطن بوست أنه حتى لو لم تتسلم إيران حتى الآن المقاتلات الروسية، فإن تبادل الخبرة التكنولوجية العسكرية بين البلدين من شأنه أن يطوّر قدرات طهران الدفاعية.

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !