اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نجح فريق الجيش بإحراز كأس لبنان لكرة الصالات معوضا اخفاقه في بطولة الدوري الذي أحرز لقبه فريق توفير، وكان لـ "الديار" لقاء مع مدرب فريق الجيش حسين غنام الذي تحدث بجرأة وصراحة عن واقع اللعبة وبعض الخفايا.

بدأ غنام حديثه "لا أخجل بالقول بأنني لم امارس يوما اللعبة سوى من باب الهواية، ولكنني وبحسب الأصدقاء ابرع في تأدية دور اللاعب الذي يحجز الكرة جيدا وهو مركز "بيفوت" واحد مفاتيح اللعب الرئيسية في الفوتسال او كرة الصالات. أنا مهندس مدني أعمل في شركة مرموقة في قطاع العقارات، نشأت في عائلة متواضعة وكنت منذ الصغر أعتمد على نفسي ونزلت الى مضامير العمل في سن صغيرة وبنيت نفسي بنفسي. انتقلت الى عالم التدريب بحكم قربي من الكابتن محمد الدقة الذي اعده الأب الروحي لي من دون منازع. ومن خلاله، ونظرا الى صداقاتي مع لاعبي كرة الصالات أنشأنا سويا فريق الميادين في دوري الدرجة الثانية والحكاية تطول وصولا الى هنا".

وعند سؤال غنام كيف كان الموسم بالنسبة لفريق الجيش اللبناني يقول: "الموسم بشكل عام كان ظالما جدا على أكثر من صعيد، ولا اتردد في القول إنني ظلمت نفسي الى جانب الذين ظلموني، ولكن الفوز بكأس لبنان اعاد لي بعضا من اعتباري بعد معاناة وكما يقولون "عز بعد فاقة"، شعوري بعد احراز الكأس كشعور اي مدرب يحرز لقبا على حساب فريق كان يدربه في الموسم السابق.. أما فنيا فالنتيجة تحكي عن نفسها، أما بطولة الدوري جاءت مختلفة هذا الموسم عن سابقاتها بحكم أن دوري كرة الصالات أقيم للمرة الأولى من دون اقامة منافسات المربع الذهبي حيث يقام نصف النهائي والنهائي بأفضلية من يسبق منافسه الى الفوز في مباراتين من اصل ثلاثة أو ثلاثة من اصل خمسة، وهذه واحدة من الثغرات التي لم نفهم سببها حتى الآن؟!.. فالدوري شهد تقلبات، وصحيح أن توفير قدم نتائج ثابتة وتصدر البطولة منذ البداية وحتى النهاية، الا ان اللقب لم يحسم الا في الرمق الأخير. الجيش وجونيه خسرا نقاطا امام معوض وجامعة القديس يوسف صاحبي المركزين الرابع والخامس ولو لم نهدر هذه النقاط لما استطاع توفير الحفاظ على اللقب".

وعن كيفية تحضير فريق الجيش خلال الموسم ومن هم ابرز اللاعبين يتابع غنام كلامه "لنكن صريحين جدا، لو أن الظروف عادية وفي بلد مستقر، فإن تدريب فريق الجيش هو المهمة التي يحلم بها أي مدرب لأسباب عديدة ولعل أهمها أن المدرب بإمكانه اجراء تدريبات على مدار الأسبوع وهناك ملعب تحت تصرفه، وكل مقومات الاحتراف موجودة. ولكن في ظل الازمة التي نعيشها منذ العام 2019 فإن هذه التسهيلات لم تعد متوفرة ويصبح على أي مدرب أن "يدور الزوايا" ويتعامل مع الأمور بالتي هي احسن. وبرغم كل ذلك لدينا ابطال بكل ما للكلمة من معنى يدافعون عن الوان الفريق منذ اكثر من 10 سنوات من دون توقف وبعزيمة وهم دائما منافسين على اللقب، ويصلون الى الأمتار الأخيرة بدءا من الحارس بطرس زخيا الى اللاعبين محمد قبيسي ومحمد ابو زيد ومحمد عثمان ومحمد الحاج ودخل في هذه الفرقة في السنوات الأخيرة اللاعب علي الأكومي. ويضع العميد ميخائيل موسى قائد المركز العالي للرياضة العسكرية خطة لتجديد دماء الفريق وهي ستنفذ سواء بحضوري او بحضور غيري".

المستوى "صفر"

وعن مستوى اللعبة من حيث الاداء والاقبال الجماهيري وماذا ينقصها يواصل "لأنني لا انطق الا بالحق ولا أجامل، أقول لك إن اللعبة "تحت الأرض" وقد تراجعت كثيرا كما جميع المستويات مع أنها تحظى بشعبية واسعة، والناس لا زالت تهتم بنتائجها. وينقص اللعبة الكثير من الخطط التسويقية والاعلامية والفنية وأمور لا مجال لسردها، ولكن الأهم من دون أدنى شك هو أن يحدد اتحاد اللعبة ماذا يريد منها بالتحديد. بصراحة اما وكثيرون مثلي نشعر وكأن الاتحاد يرعى كرة الصالات مرغما وكأنه مجبور بها، وهي تأتي في اسفل اهتمامات مسؤوليه لا بل أن البعض داخل الاتحاد يتمنى زوالها. وربما يكون السبب أن الاتحادين الدولي والآسيوي لا يخصصان ميزانية لها وبالتالي يرى الاتحاد المحلي أنه لا طائل من الانفاق عليها من ميزانية قطاعات أخرى. ولا بد من الإشارة الى أن تراجع بعض الأندية أدى الى هذا الانخفاض الذي يزداد يوما بعد آخر ولا بد من خطة انقاذ من خلال الدعوة الى مؤتمر عام تشارك به الأندية والاتحاد مع المدربين وكل المعنيين والسعي لإيجاد خطة تسويقية".

تسليم المنتخبات لمدربين أكفاء

يتابع "لا مشاركة اسيوية للجيش وغيره.. وهنا بيت القصيد. فالاتحاد الآسيوي يحمل بدوره مسؤولية في تراجع اللعبة وانخفاض الحافز إذ أنه لم ينظم بطولة الأندية الآسيوية منذ 5 سنوات ولا نعرف هذا الموسم اذا كان سينظمها أم لا. وحتى عندما كان ينظمها فقد كان يحصر المشاركة ببطل الدوري علما أن عليه أن يحفز الأندية ويفتح المجال أمام ناديين من كل بلد. على سبيل المثال، لقد تبنى الحاج رامي بيطار فريق فوتسال برو وحول اسمه الى توفير ليحرز اللقب موسمين متتاليين، وماذا بعد؟؟ ولذلك يجب أن نعطي هذا الرجل وغيره ممن يرغبون بالدخول الى اللعبة حافزا لكي يستمروا ويطوروا اللعبة. وعندما اقول لك أن مستوى اللعبة تحت الأرض، من الطبيعي ان يكون المنتخب كذلك. بطولة آسيا للمنتخبات تقام حاليا ومنتخب لبنان لم يشارك فيها للمرة الأولى من زمن. وبمعزل عن الاسباب وبمعزل عن انتقال ابرز اللاعبين الرموز الى كرة القدم مثل كريم أبو زيد وعلي طنيش واحمد خير الدين، فإن المنتخب يتدهور والسبب سياسة الترقيع ومعالجة الأمور بأقل التكاليف".

يردف "اليوم تلقف المدرب ربيع أبو شعيا كرة النار وسيحاول إعادة البناء من الصفر وهذه تكاد تكون المرة الأولى التي يتم تعيين كوادر من أهل اللعبة الحقيقيين واعني الكابتن قاسم قوصان والكابتن حسين همداني... الحمد الله.. ومطلوب تسليم المنتخبات الوطنية الى مدربين أصحاب إحساس بكرة الصالات ممن بنيت اللعبة على ظهورهم. ومن دون ادنى شك أرى ان اللاعب الأجنبي ضروري والدليل أن لاعبا من طراز الكولومبي أنجيلوت كارو رفع مستوى التحدي وجذب الجمهور والناقل التلفزيوني، ولكن اليوم قبل أن نفكر باللاعب الأجنبي فلنؤمن أولا راتب اللاعب المحلي..".

أدعو على من ظلمني

وختم "الملاعب غير كافية طبعا، ونحن اليوم خسرنا ملعب السد بعد تحويله الى كرة السلة، ونحن لا نملك أي ملعب بالمواصفات الرسمية والدليل أننا منذ عشرات السنوات لا نستضيف مباريات أو بطولات مهمة للأسف. الاتحاد يتحمل مسؤولية 50% من الفشل الحاصل في لعبة كرة القدم ككل، والنصف الآخر سببه ظروف البلد والبعض يطالبه بالرحيل لكن الأمور ليست بهذه البساطة. وأخيرا استشهد بقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا، فالظلم اخره يفضي الى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه، يدعو عليك وعين الله لم تنم... وأقول لكل من ظلمني واساء لي فإن عيني وعين الله لم ولن تنم".


الأكثر قراءة

لا انتخابات رئاسية عام 2024 والخلافات بين دول اللجنة الخماسية مستمرة قيادي في حزب الله لـ «الديار»: قوة المقاومة رسّخت منع العدو الاسرائيلي من الاعتداء على لبنان