اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يكن مفاجئا لقاء كليمانصو بين النائب السابق وليد جنبلاط ووفد حزب الله فالعلاقة مستقرة جدا وحرارتها تتخطى المعدلات العادية ربما منذ ان قرر زعيم المختارة ان ينتقل بمحض إرادته الى الموقع الوسطي والجامع بين الأفرقاء، فزعيم المختارة صار مؤخرا أكثر هدوءا ومرونة و"صفر" تقريبا مشاكله مع القوى السياسية بمن فيهم من خاصمهم لقترة طويلة، فالوقائع والمتغيرات أملت على جنبلاط مثل هذا التغيير والتموضع المختلف، فحرب غزة معطوقة على ملفات كبرى متفجرة فرضت ترتيبا جديدا لعلاقته بحزب الله مما حتم التواصل والتنسيق باستمرار حتى ان الحزب الاشتراكي شارك التعزية بشهداء المقاومة، فالوقت الراهن ليس للخلافات والتجاذبات ومن هذا المنطلق تجاوز الطرفان في المختارة وحارة حريك نزاعاتهما الماضية لتعزيز الروابط السياسية والاجتماعية .

على حسابه في منصة أكس نشر جنبلاط قبل ايام صورة سقوط هيكل سليمان فوق رؤوس الطامحين للاستئثار به من دون شرح القصد من الصورة، التفسير العملي لما أراد إيصاله جنبلاط ان الهيكل اللبناني يتداعى وسيسقط على الجميع وقد آن الأوان لتوافق وطني حول المسائل الخلافية بدءا من الرئاسة الى ما يجري في الجنوب وملف النازحين، وزعيم المختارة كما تؤكد مصادر سياسية يستشعر حجم المخاطر في حال توسعت دائرة الحرب وخرجت عن السيطرة او في حال نفذ "المجنون نتنياهو" تهديداته ولذلك يرفض استعداء اي طرف ويسعى لتأمين الغطاء الداخلي لعمل المقاومة وحماية ظهرها واضعا حدا فاصلا لأي فتنة وحيث ان مواقف المختارة هي محل تقدير وامتنان من قبل حزب الله.

في هذا السياق كان لافتا لقاء كليمانصو الأخير الذي جمع جنبلاط بوفد حزب الله الذي حمل عدة مؤشرات في هذا السياق، في الشكل أراد وليد بيك ان يكون اللقاء مع الحزب بداية انطلاقة ورشة العمل التي يطلقها الحزب الإشتراكي في ملف النازحين السوريين الذي بات يشكل خطرا وجوديا حيث من المتوقع ان يلتقي الإشتراكي القيادات السياسية لوضعها في أجواء ورقة العمل لتي أعدها الحزب لمناقشتها مع هذه القوى وتأمين التوافق حولها او الموقف الموحد قبل تقديمها الى رئيس حكومة تصريف الأعمال ليحملها معه الى مؤتمر بروكسل مطلع شهر أيار المقبل، وتتضمن الورقة عناوين وأفكار أبرز ما فيها اجراء مسح دقيق لأعداد السوريين في لبنان بالتعاون والتتسيق بين الأجهزة الأمنية والـ unhcr  والبلديات وفرز او تصنيف السوريين بين مقيم ونازح سياسي او اقتصادي وإعادة النازحين الى المناطق الآمنة بالتواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية والطلب من الإتحاد الأوروبي دعم النازحين ماليا في سوريا بدل لبنان، مقابل تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية لضبط الحدود ومراقبة تسلل النازحين ذهابا وايابا.
ورقة الإشتراكي التي ناقشها مع حزب الله تستكمل الأسبوع المقبل باجتماعات مع قيادات سياسية وحزبية لمناقشة طرق وسبل التعاطي مع أزمة النزوح والخروج بخلاصات وحلول.

 

الأكثر قراءة

لا دولة فلسطينيّة... لا دولة لبنانيّة