اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


1- هي الذاكرةُ تُمسي عبئاً على أصحابها ثقيلاً، حين يُخلي مَنِ ألِفوا الاقامةَ في أفيائها أماكن سُكناهم للنسيان. ها هم يواصلون، يوماً بعد اَخر، اقفال أبوابهم. يتناقصون فيكبر فيك، من بعدهم، حزنٌ نضير. كثيرون هجروا. والباقون يهاجرون منها، من ذاكرتك، كَطيورٍ عابرة الى بعيدٍ بعيد، ومن دون اشارة الى موعدٍ بالعودة اليها من جديد. وليس قليلاً عديدُ الذين ينطفئون فجأةً على جوانب الطريق، ولا الذين سبقوهم الى التيه في صحارى لا تُشرق عليها الشمس.

2- ليس، في الجهالات، ما هو أدعى الى البؤس من جهالة قومٍ يرتضون، بذريعة الواجب الدينيّ، أن يحترموا، مع كلّ ما يترتّب على ذلك، مَنْ لا يستحقُّ الاحترام. بلى، انّ في اكرام او احترام مَنْ لا يستحقُّ ذلك لَبَلاهةً. وانَّ من البلاهةِ ما يستجلب البلاء. وليس، في المكر، ما هو أشدُّ مقتاً عند الله وعند عقلاء خلقِ الله، من مكرِ مُتَدَرِّىءٍ بلباسٍ دينيّ سبيلاً للاستثمار وتسهيلاً للاتِّجار بطيبة مؤمنين أنقياءِ قلوب. العارف بحقيقة ما في القلوب جميعاً لَطالما حذَّر الناس الطّيبين، وبوضوحٍ لا يحتمل الالتباس، داعياً الى: "احذروا الذين يأتونكم بثياب الحملان وداخلُهم ذئابٌ خاطفة".

3- عبّأَني حبُّها صوراً ملّونةً وحكاياتٍ جميلات. عبّأني كتباً مُقدّسةً، عبّأني اَياتٍ وأعباء. وحين هممتُ،من تعبٍ، أن أُخفِّف الاثقال عنّي بانزالها كلماتٍ على امتداد ورقةٍ بيضاء، فاجأني أنْ لا ورقَ، من بعدُ، عندي وانّ قلمي قد جفَّ فيه الحبر. وما فاجأني ابداً ان ليس لي، في تعبي، اسناد غير الورق و غير الحبِّ مددٌ وغير اللهب مداد.

الأكثر قراءة

لا انتخابات رئاسية عام 2024 والخلافات بين دول اللجنة الخماسية مستمرة قيادي في حزب الله لـ «الديار»: قوة المقاومة رسّخت منع العدو الاسرائيلي من الاعتداء على لبنان