اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بصرف النظر عن فاعلية وأهمية الدور الفرنسي في لبنان، تبقى فرنسا دولة معنية ومؤثرّة على الساحة اللبنانية، وهي تحاول دائماً لعب أدوار محورية مع السياسيين اللبنانيين من أجل إيجاد قواسم مشتركة بينهم، علّها تتمكن من درء الأخطار الإسرائيلية عن لبنان، وفي هذا السياق، يرى الوزير السابق عبدالله فرحات في حديث لـ "الديار"، أن "الدولة الفرنسية تعتبر أنه عليها المحافظة على علاقاتها التاريخية مع لبنان، وأن لها مصالح إقتصادية أيضاً، لذا، فإن الفرنسيين يحاولون بكافة الطرق إيجاد السبل الآيلة لانتخاب رئيس جمهورية لإحلال الإستقرار، لأنهم يعتبرون أن هذا الإنتخاب لا بد وأن يكون له تأثيراته على تخفيف الحرب الدائرة في جنوب لبنان، رغم ما يحدث في المنطقة وفي غزة، لا سيما وأنهم يدركون أن فصل المسار اللبناني عن مسار المنطقة هو في غاية الصعوبة، لذا هم يعتبرون أن انتخاب الرئيس يمكن أن يكون بداية وجود للبنان على الخارطة السياسية من جديد".

وعن مستقبل لبنان، يقول فرحات، إن "لبنان التاريخي لا يزول، أما لبنانهم الذي نشأ بعد الحرب الأهلية أصبح وللأسف حالة تفكّك، وتحوّل من دولة التي هي أرض وشعب ومؤسسات، إلى أرض دون مؤسسات والشعب، تحوّل إلى قبائل متناحرة، تحكمها الطائفية والمذهبية والإستزلام والزعائمية".

وعمن قصد بـ "لبنانهم"، يشير فرحات إلى أنهم "مَن حكم لبنان بعد الحرب الأهلية ابتداءً من التسعينات".

وحول مستقبل المنطقة، ولا سيما لبنان، يلفت فرحات أنه "مما لا شك فيه أن المنطقة بأجمعها على حافة تغيير كامل وشامل، وأننا على مفترق طرق تاريخي بمستقبل هذه المنطقة، وللأسف، وبدل أن يكون لبنان أحد المقرّرين بإعادة صياغة المنطقة، أصبح مفعولاً به، وبالتالي خاضعاً لما تتفق عليه سائر الدول في هذه المنطقة وفي العالم، وأنا أتساءل كيف يقبل الشعب اللبناني أن يكون حالة لاحقة باتفاقات إقليمية ودولية لا ناقة له فيها ولا جمل، الشعب اللبناني المثقّف الذي يدير أكبر المؤسسات في العالم، كيف يقبل أن تحكمه سياسات لا علاقة له بها ولا يمكنه التدخل بها ولا صوت له في هذه المجموعة التي قد تقرّر مستقبل هذه المنطقة، وهذا نداء للشعب اللبناني ليعي إلى أين أوصلته الحالات الطائفية والمذهبية والزعائمية".

وعن إمكانية انتهاء الشغور الرئاسي في العام 2024، يقول فرحات، "للأسف إن تحديد التواريخ هو بمثابة الضرب بالرمل، ولكن الأفق الظاهر حتى اليوم هو أفق مظلم ليس فيه أي بارقة أمل".

هذا يعني أنك غير متفائل من مستقبل البلد؟ يجيب فرحات أنه غير متشائم من مستقبل لبنان، "إنما أعاني من عدم وعي الشعب اللبناني لما يحصل له ولمن يقرِّر مصيره، وأنا آسف مما آلت إليه الأوضاع، لكن المعطيات الموضوعية المتوفرة حالياً لا تدلّ على إيجاد أي إخراج للملف الرئاسي، ومن دون توفّر عوامل موضوعية لا يمكن أن نستشعر إمكانية انتخاب الرئيس العتيد".

وهل يمكن أن تصبح هذه العوامل متوفرّة بعد انتهاء حرب غزة؟ يؤكد فرحات، أنه "مما لا شك فيه أن حرب غزة وضعت كل المنطقة في الثلاجة، بانتظار حل ما يبدأ بوقف الأعمال الحربية".

وحول معالجة ملف النزوح السوري، لا يرى فرحات أن معالجة هذا الملف تسير في الطريق الصحيح، لأنه رغم كل ما حصل وكل التصريحات التي أطلقت، وكل ما حدث على خط هذه المعالجة، لا يزال الغرب متمسّكا بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، لذا، لا بد من إيجاد حل شامل لهذا الملف الشائك يبدأ بالسياسة، وحتى الآن لا بوادر توحي بأن الشعب السوري المشتّت في العالم، وتحديدأ في لبنان، قد يعود إلى بلده، لأنه لا خارطة طريق موجودة لهذه العودة، وللأسف، فإن هذا الوجود يحمّل الدولة اللبنانية أعباءً هائلة مالية وغير مالية ومعنوية، فمنذ العام 2011 لا زالت الدولة اللبنانية تتحمّل تكاليف باهظة بالأمن والخدمات العامة والمحروقات والكهرباء وعلى كل الأصعدة، ولا أحد يعوّض عليها ووضع الخزينة مزرٍ، فالضمير الدولي غير موجود، وغير متجاوب مع هذه الأزمة الإنسانية الكبرى، وأيضاً بالنسبة لأوضاع النازحين السوريين أيضاً الذين يعيشون في ظروف إنسانية مزرية، إن في المخيمات أو خارجها".

 

الأكثر قراءة

كوفيّة فلسطينيّة بدل نجمة داود