اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مئة وتسع سنوات، ها هو التاريخ أمام عينيك، لا غبار الأزمنة ولا ضجيج الأحداث يغيّبها عن بالك،

هي مكتوبة بالدم، دمنا، بالعظام، أجدادنا،

نحن بقايا تلك السيوف، أنا جيل ثالث لجّد أُبيدت عائلته أوصل إلى بيروت، ونحن ضحايا الإجرام

المستمر والتجارب المرّة، لأن التاريخ مجبول بالظلم والحروب. إنه قدر هذا الإنسان ذئب يفترس باسم الدين أو القومية أو العقيدة أو المصالح أو حتى جنون العظمة.

«سيفو» حقيقة تاريخية في المكــان والزمــان نحــن شهودها لا يمكــن لأحد إنكارهــا ولا محوهــا ولا

دفنها، أو أن يدّعي أحد أنها خرافة. إن الذاكرة لا تُمـحـى.

«سيفو» قضية. إنها حق. نطالب تركيا بالإعتراف الصريح الواضح الشفاف بما حصل من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتي. نحن لا نستثمر دم الشهداء إلا في ساحة الشرف والحرية. لا للانتقام ولا لنكأ جراح ولا ضغينة بل من اجل الحقيقة.

كل «سيفو» قضيتنا لأننا ضد القتل بالمطلق، ضد الإرهاب، ضد العنف، ضد الكراهية، ضد الإرهاب ما رفضناه لأهلنا نرفضه لأي شعب وندينه في أي بقعة من العالم.

لا يمكن لهذا الكوكب أن يُغمض عينيه ويدّعي أنه لا يعرف ولا يسمع ولا يرى، لا يمكن أن تبقى

الحروب مسلسلاً تلفزيونياً ولا الشهداء أرقاما ولا يرف له جفن، كل من يسكت يكون مشاركاً،

الضمير العالمي يجب أن يبقى ساهراً متيقظا لحقوق كل إنسان. الحق ليس للقوة بالضرورة.

إن شعبنا رفض أن يـموت ويـبرهن أنه جديــر بالحيــاة ينظر إلى التاريخ بعين التحدي. صحيح أن الغربة

والحروب وتفتت الدول تكاد تقتلعه من الأرض المشــرقية، وهو أصبح حارس حجــارة في»طورعــابدين»

ويتناقص في سوريا والعراق ولبنان، لكنه ينبض بحس الهوية مصراً على حقه في حمل رسالة

التمايز والفرادة في عالم واحد يكاد يمحو كل ثقافة. سنبقى لونا محببا.

ونحن الذين جُبلنا مع لبنان - قلب الله - قدراً وخياراً نؤمن أنه الواحة والمثال رغم كل عثراتنا، أنه

الدور والرسالة لا الحصن والملجأ فقط. عرفنا جحيـمنـا أيضا لقد قوتلنا واقتتلنا، وكنا قضية وساحة،مررنا بكوابيسنا ومجازرنا، تذابحنا وتصالحنا، سُرقنا ونُهبنا وفُجِّرنا، علينا أن ندرك ربما أكثر من غيرنا أن لا حلول إلا بالحوار والتفهم والتفاهم والمصالحة والتعالي، «قال سياسي لبناني «لقد علمني حب الحقيقة أن أرى جمال التسوية !» إنه شرق في النار وربما يكتب حدوداً وتقاسماً ونفوذاً من جديد في لعبة أمم، تعالوا نتحدّ لنكون شركاء على طاولة قرار لا حجارة شطرنج.

أنفضوا الغبار عن هذا القصر الجمهوري و إنتخبوا الرئيس المسيحي الوحيد في المشرق أعيدوا

لملمة سراب الدولة، حتى لا نندم وحتى لا تتكرر أي مجزرة وحتى نناضل لوطن حلم ولشرق متنوّع

وفجر قيامة.

المجازر الأرمنية وسيفو ضمير كل الأحرار.

العار العار لكل مجرم غدّار

والمجد للعنق الذي تغلّب على السيف

ونبقى نشهد حتى آخر رمق مشرقي.

كلمة رئيس الرابطة السريانية الملفونو حبيب أفرام

في الذكرى التاسعة بعد المئة لمجازر « سيفو»

في قاعة مطرانية مار يعقوب السروجي-السبتية 

الأكثر قراءة

لا دولة فلسطينيّة... لا دولة لبنانيّة