اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب انشغل كبار المسؤولين اللبنانيين يوم أمس بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، بحيث خرق الضيف الفرنسي المشهدية التي عادة ما تكون هادئة يوم الأحد، فوجه رسالة حاسمة بقوله «من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات!» الا ان هذه الطبقة السياسية لا تبدو مكترثة على الاطلاق لتحذيرات سيجورنيه، لان مصالحها الخاصة تطغى على اي مصلحة ثانية وان كانت المصلحة الوطنية العليا. وما دام كل فريق يعتبر ان التنازل عن اي من شروطه في هذه المرحلة، سيعني انكساره وخسارته المعركة الرئاسية، فستبقى البلاد تدور في حلقة مفرغة من دون ان تتمكن حتى الدول الـ٥ الاساسية التي شكلت لجنة خاصة للبنان، من ان تحقق اي خرق يذكر في جدار الازمة.

الورقة قيد الاعداد 

وبحسب المعلومات لم يحمل سيجورنيه معه الورقة الفرنسية معدلة، بحيث أفيد ان العمل عليها لا يزال جاريا، ولم تنته باريس من صياغتها بنسختها النهائية. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» ان «هذه الورقة تلحظ «اليوم التالي» اي ما بعد انتهاء حرب غزة»، لافتة الى ان «ما يختلف بين المسعيين الاميركي والفرنسي، هو ان واشنطن تعتبر ان بت الامور الاساسية سيحصل مع وقف النار في غزة، في وقت يعتقد الفرنسيون انه من الاجدى اعداد الارضية والتفاهمات في هذه المرحلة، كي تكون جاهزة عند انتهاء الحرب في غزة، فتطبق الحلول تلقائيا على لبنان».

واعتبر سيجورنيه ان «الازمة طالت كثيرا»، مشيرا الى انه «يتم العمل على تفادي حرب  إقليمية في لبنان»، واضاف «ندعو الاطراف كافة إلى ضبط النفس، ونحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان وهو الحرب».

وشدد سيجورنيه خلال مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان على أنه لا مصلحة لأحد أن يتوسع الصراع بين حزب الله و «اسرائيل»، داعيا لـ «تطبيق القرار 1701 كاملاً». وأضاف «إن قوات اليونيفيل تؤدي دورا حاسما لتفادي السيناريو الأسوأ، وعلى كل الاطراف ان تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة».

واذ أكد أن «فرنسا ستستمر في دعم الجيش اللبناني إلى جانب شركائنا، والعودة الى الاستقرار تتطلب إعادة انتشاره في الجنوب»، شدد على ان «لبنان بحاجة إلى إصلاحات، وسنواصل العمل على إخراج لبنان من أزمته»، وقال أنه «بدون رئيس منتخب لبنان لن يدعى إلى طاولة المفاوضات».

لبنان متمسك بالـ1701

وكان سيجورنيه التقى كلل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون، كما زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان. وأفاد بيان صادر عن ميقاتي انه تم خلال الاجتماع البحث في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال ميقاتي خلال الاجتماع: «ان لبنان يقدّر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانبه ودعمها له على الصعد كافة. كما يثمن الجهد الكبير للرئيس ايمانويل ماكرون في سبيل حماية لبنان واستقراره وتعافيه الاقتصادي». 

وجدد ميقاتي» مناشدة  فرنسا والدول الأوروبية دعم لبنان، من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين»، مشيرًا الى «بداية مقاربة اوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن».

من جهته، شكر بري لفرنسا حرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته .

واكد بري للوزير الفرنسي «انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي الى خفض التصعيد ووقف القتال، وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه». كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين. 

وبعد لقائه بو حبيب قال سيجورنيه: «احرزنا تقدماً كبيراً في المناقشات حول المقترحات الفرنسية التي قدمناها، وسنواصل تبادل الآراء في الاسابيع المقبلة حول ورقة العمل». 

وبعد اللقاء تحدث بوحبيب الى الصحافيين‏ وشدد على  أن «التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701 يحقق الاستقرار المنشود».

اما البيان الصادر عن قيادة الجيش فأكد على «أهمية دعم الجيش نظرًا لدوره في حماية أمن لبنان واستقراره، ومتابعة الأوضاع في الجنوب بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل وفق القرار 1701».

وأوضحت مصادر اطلعت على لقاء عون - سيجورنيه ان «الاجتماع لحظ العموميات»، مؤكدة لـ «الديار» انه لم يتم التطرق للورقة الفرنسية قيد الاعداد.

حماس: وقف نهائي للنار والا! 

في هذا الوقت، تتركز الانظار الى رد حماس على مقترح مصري لهدنة في غزة، يرجح ان يتم تسليمه كحد اقصى خلال 48 ساعة.

وأكد مصدر في الحركة انهم «ليسوا بصدد التراجع عن الشروط التي لحظتها الورقة التي سبق ان تقدموا بها، وهي بشكل اساسي وقف نهائي للنار، انسحاب العدو من القطاع وعودة النازحين». وقال لـ «الديار»: «لا نستطيع ان نقول اننا اقتربنا او ابتعدنا من التفاهم على هدنة، ما دام العدو يرفض السير بهذه الشروط».

واعلن مسؤول سياسي «إسرائيلي» لصحيفة «يسرائيل هيوم» إن الحكومة «الإسرائيلية» ستعطي من 10 أيام إلى أسبوعين مهلة، للمبادرة الجديدة بالتوصل إلى صفقة مع حماس لتحرير قسم من الأسرى «الإسرائيليين». ونقلت الصحيفة عن المسؤول أن «إسرائيل» أشارت برسالة إلى مصر بأنها ستقبل شروط حماس كلها «عمليا إلّا وقف الحرب مع نهاية فترة تنفيذ الصفقة».

ومن بين الشروط التي ستقبلها «إسرائيل» وفقا للمسؤول هي: انسحاب الجيش من الممرات أو الطرق التي شقها من أجل المساعدات الإنسانية، وقف إطلاق نار متواصل، السماح بعودة عدد كبير من النازحين إلى شمالي القطاع، وتحرير أسرى فلسطينيين من سجون «اسرائيل». ولهذه الشروط ستكون هناك أغلبية قبول في «الكابينيت» والحكومة، وفقا لتقدير المسؤول السياسي. وأضاف أنه «حتى الوزراء المعتدلون الذين يضعون قضية الأسرى «الإسرائيليين» في سلم أولوياتهم، يفقدون صبرهم ويعرفون إن كثيرا من الوقت يهدر في المباحثات الذي يعطّل عملية في رفح، ولذلك لن يطول أكثر من ذلك».

من جهته، أفاد تلفزيون «آي 24 الإسرائيلي» امس، بأن «إسرائيل» تنتظر رداً من حركة حماس على آخر عرض بخصوص صفقة التبادل خلال 48 ساعة. ونقل التلفزيون عن مسؤول لم يسمه قوله «أبدينا استعداداً لتقديم تنازلات كبيرة بخصوص عودة النازحين لشمال غزة»،

وأضاف أن «المرحلة المكثفة من الحرب في غزة شارفت على نهايتها، وأنظارنا تتجه إلى الجبهة الشمالية»، في إشارة إلى لبنان والمواجهة مع حزب الله والفصائل المسلحة هناك، وفق ما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

وشدد المصدرعلى أنه في حالة صدور رد سلبي آخر من حماس، فمن المتوقع أن تختار «إسرائيل» إجراءً «تدريجياً ومنضبطاً» للتعامل مع ما تبقى من كتائب حماس في رفح.

بدوره، قال قيادي في حماس إن وفداً من الحركة سيزور القاهرة اليوم الاثنين، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف القيادي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن الوفد سيناقش وقف إطلاق النار المقترح الذي عرضه الوسطاء، وكذلك رد «إسرائيل».

الوضع في الجنوب

وعلى جبهة لبنان، تواصلت المواجهات في الساعات الماضية وان بوتيرة أخف، ففيما واصل العدو قصفه للبلدات والقرى الحدودية، افاد حزب الله عن «قصف مستوطنة ميرون والمستوطنات المحيطة بها بعشرات صواريخ الكاتيوشا، اضافة الى موقع البغدادي وموقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة». (التفاصيل ص 4).

الأكثر قراءة

ضغوط قصوى على «إسرائيل» لمنعها من اجتياح رفح عون في قطر لإعادة تحريك المساعدة الشهريّة للجيش الأمن العام يستنفر بمواجهة السوريين المخالفين