اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


قررت ايران الخروج من حالة المواجهة في الظل التي تخوضها ضد "اسرائيل"، الى المواجهة في العلن ، بعد ان اعتبرت ان الكيان الصهيوني تخطى الخطوط الحمراء باعتدائه على قنصليتها في دمشق.

وعليه، تخلت الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سياستها "الصبر الاستراتيجي" التي اعتمدتها لسنين طويلة بوجه اعدائها، وابرزهم "اسرائيل" واميركا واتخذت خيار الحرب المباشرة، فهاجمت "اسرائيل" بآلاف المسيرات والصواريخ ، رغم اعتراض القوات الدفاعية "الاسرائيلية" معظمها، الا ان صواريخ محددة خرقت النظام الدفاعي للدولة العبرية، وضربت القاعدة الجوية "الاسرائيلية" التي استخدمتها المقاتلات الحربية لقصف القنصلية الايرانية لدى دمشق، وقتلها لسبع اعضاء من الحرس الثوري الايراني في الأول من نيسان.

ايران كانت تعتمد تكتيكا عسكريا غير مباشر، بالرد على قيام الكيان الصهيوني باغتيال علماء ايرانيين متخصصين في مجال الطاقة النووية، وعلى اعتداءات "اسرائيلية" متعددة لكوادرها في سوريا خلال السنوات الماضية، انما الهجوم "الاسرائيلي" على قنصليتها لدى دمشق شكل نقطة تحول في المقاربة الايرانية العسكرية بوجه الكيان الصهيوني.

ومن خلال الهجوم المباشر على "اسرائيل"، ارادت ايران توجيه عدة رسائل لـ "الاسرائيليين" والاميركيين:

- الرسالة الأولى : انها عازمة وقادرة على خوض الحرب وجها لوجه مع "اسرائيل"، والتعاطي مع عواقب هذه الحرب وتداعياتها عندما تصبح كرامة الجمهورية الاسلامية الايرانية ونفوذها على المحك. وهذا ما حصل.

- الرسالة الثانية: ان صبر ايران له حدود، وهي تستطيع التخلي بسرعة عن مبدأ "الصبر الاستراتيجي"، عند تجاوز العدو الاسرائيلي حدود اللعبة في المنطقة، وانتقاء مبدأ الحرب وجها لوجه مع "تل أبيب". وهذا ما حصل.

- الرسالة الثالثة: ايران لن تقف مكتوفة اليدين في حال حصل خلل في موازين القوة، وستشن هجوما بالصواريخ والمسيرات في العمق "الاسرائيلي" لتستعيد ايران قوة الردع. وهذا ما حصل.

من هنا، عندما حققت ایران اهدافها عبر شن هجوم مباشر على "اسرائيل"، اعلنت ان المهمة قد نفذت. وقال قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي ان الهجوم كان من الممكن ان يكون اشد واكبر، لكن قررنا استهداف المنشآت التي استخدمتها "اسرائيل" لمهاجمة قنصليتنا في دمشق.

انطلاقا من ذلك، دخلت منطقة الشرق الاوسط مرحلة جديدة في الصراع الحاصل بين ايران و"اسرائيل"، حيث عززت الجمهورية الاسلامية الايرانية قوتها وقوة حلفائها، وعليه ستظهر انعكاسات ما حصل منذ طوفان الاقصى الى الهجوم الايراني المباشر على "اسرائيل"، لترسم ملامح جديدة لخريطة الشرق الاوسط في المستقبل القريب. 

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه