اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


طرّزت خيوط الشمس فستانها الأبيض من زبد الموج الآتي من بحر فلسطين والممتد من شواطي سينا وحيفا الى شواطىء لبنان والشام، ونسجت لها الطبيعة طرحة من غيوم الربيع المحيية لمواسم العطاء، ودّعت الجنوب في رحلتها الأولى حين غدرها الاحتلال، كما تودع طيور الحساسين ضفاف السواقي في مواسم الشتاء الباردة، والعائدة مع عودة نسائم الربيع المحيية لبراعم الأغصان، فنهلت من ساقية النهضة ما يكفيها لتبدأ رحلة العودة الى الجنوب ومن هناك بدأت رحلتها الأخيرة رحلة الطيور المهاجرة الى عوالم جديدة.

كانت سناء الشمس التي أضاءت سماء الوطن بغابات من خيوط الضوء التي أنارت مساحات العتمة، كانت الحدث الذي أعاد الأمل الى الفراخ بعودة النسور ليشقوا لهم دروب التحليق في سماء الوطن. يوم استشهدت بدأت قوافل الحالمين بالتحرير التحضير ليوم العودة، فشرارة النور شقّت دروب الرجوع الى ربوع الجنوب، انتعشت النفوس من جديد فانتصرت البطولة على الخوف، ومحا الشعور بالنصر رواسب ما بقي من الشعور بالهزيمة.

نحن نخجل منك يا سناء أيتها العروس المتوجة بتاج الشهادة، لأننا كنا وما زلنا كالأطفال الذين يفرحون بألعابهم دون أن يدروا أن لهذه الألعاب دلالات أكبر من عقولهم، نعتذر لأننا كنا كمن رأى فاندهش وتفاعل وأنتقل خطوة ووقف عندها ومن ثم عاد الى زواريب العتمة.

استشهدت سناء لتحيا سورية، لتبعث نهضة، لتشق طريقا جديدة في النضال والكفاح، لترتفع أعلام الزوابع على جميع المفارق. استشهدت من أجل تحرير الأرض والانسان.

ما أحوجنا الى سناء وحزب سناء في هذا الزمن العصيب، فالأمة تقاتل الموت في فلسطين من أجل الحياة، تقاتل الموت الآتي اليها من الاحتلال المحضون من المنظومة العالمية وذوي القُربى، تقاتل بعينيها بقلبها ومعها من لهم في قتال العدو مصلحة، ومن يجمعهم معها جبهة عربية واحدة.

ما أحوجنا الى شجاعة سناء في الموقف وخوض المغامرة ما أحوجنا لأن نكون مثلها "نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقا الى الحرية".

في ذكرى عروس الجنوب نتذكر طوفان المقبلين على النهضة، نتذكر أولئك الذين اتخذوا منها قدوة وساروا في طريقها، وأولئك الذين تحمسوا ليدخلوا سناء في المسرح والسينما والأعمال التلفزيونية، وأولئك الذين كتبوا عنها مئات الصفحات، والذين جعلوا منها عنوانا لكل ابداع في الفن والشعر والأدبي.

قاومت سناء العيش واختارت الحياة، فكان لها البقاء في كل نفس شريفة وفي كل مناسبة عظيمة، وكانت حاضرة في كل موقف بطولي وفي كل حديث عن البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.

في يوم سناء نستحضر سعادة الذي أنشأ المخرج النظري والعملي لمشكلة الأمة، نستذكر دور أبناء النهضة في معارك فلسطين، في معارك الجنوب وبيروت والجبل، نستذكر "البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة" نستحضر مواقف العز ونحاول أن نعيد الحزب الى المجتمع، ونعمل الى ان تصبح الغاية الأولية للحزب الوصول الى الشعب.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه