اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ أيام أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي سحب كل القوات العسكرية من جنوب قطاع غزة بما في ذلك خان يونس، بعد 4 أشهر تقريباً على بدء القتال، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة حول سبب هذه الانسحاب، حيث رآه البعض استراحة للجنود للتحضير لعمليات مستقبلية على رأسها عملية رفح، ورآه آخرون، داخل "اسرائيل" تحديداً، بداية النهاية للحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول العام الماضي.

بحسب آراء أحد المحللين العسكريين في "اسرائيل"، فإن الحرب في غزة دخلت هدنة غير معلنة بانتظار صفقة تبادل أسرى، فبرأيه أن العمليات العسكرية في القطاع تبدلت وتغيرت، ولم يعد هناك من حرب كالتي كنا نشاهدها خلال الأشهر الماضية. وما يؤكد رأيه هو انحساب الفرق المقاتلة، واستدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في غزة.

كذلك هناك حديث عن قرار لرئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بخصوص تأجيل الهجوم على رفح، بعد التطورات الكبيرة التي حصلت خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولكن هل فعلا يُريد نتانياهو انتهاء الحرب؟

لا شك أن الضربة الإيرانية على "اسرائيل" كانت المفصل الأبرز خلال الأشهر الستة الماضية، فهي ستبدل بالوقائع لا شكّ، وقد تكون إما بداية النهاية والتمهيد لوقف الحرب والتسويات، وإما مقدمة لحرب أوسع لن يكون لبنان خارجها. فبحسب مصادر قيادية في محور المقاومة فإن الأمور متوقفة اليوم على قرار مجلس الحرب "الاسرائيلي"، وقدرة الأميركيين على الضغط والتأثير، فإن قرر "الاسرائيلي" المضي بالرد على إيران والتصعيد العسكري، فإن المنطقة ستتوتر اكثر بعد إعلان الإيرانيين بأنها سترد حتماً على أي تصعيد "اسرائيلي" تجاهها.

كذلك لا تتوقف خيارات نتانياهو التصعيدية عند حدود إيران، فهو قد يلجأ الى التصعيد في ساحات الصراع الأخرى، لأنه لا يزال مقتنعاً بأن طريق الحرب سبيله الوحيد للنجاة، تقول المصادر، مشيرة الى أن رئيس حكومة العدو يُريد استمرار الصراع لأطول فترة ممكنة، الى حين انتهاء ولاية جو بايدن في أميركا، وهذا سيشكل خطراً على كل المنطقة، لأن الأمور تتصاعد، ولا يمكن أن تهداً وتبرد سوى بوقف الحرب.

على الصعيد اللبناني هناك ترقب بما يجري، إذ كان واضحاً ان إيران أبعدت الساحة اللبنانية عن عملية ردها، إذ لم تواكب الهجمات الإيرانية أي عمليات غير اعتيادية من لبنان، رغم اعتقاد البعض بأن حزب الله سيطلق عشرات الصواريخ بالتزامن مع بدء وصول طلائع المسيرات الايرانية.

وتكشف المصادر أن لبنان تلقى في الأيام الماضية نصائح دولية بعدم الانضمام الى الرد الإيراني، لكي لا يكون هناك ذريعة "لاسرائيل" بالتصعيد، مشيرة الى أن هؤلاء يعتقدون أن "الاسرائيلي" بحاجة الى ذرائع لذلك، متوقعة أن يستمر التصعيد على الجبهة الجنوبية طالما أن الحرب على غزة لم تنته، وهذا التصعيد سيشمل توسيع "اسرائيل" لدائرة استهدافاتها جنوباً لضرب بنك أهداف محدد مسبقاً، مستبعدة في الوقت الراهن احتمال قيام "اسرائيل" بحرب كاملة على كل الجنوب اللبناني.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه