اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ناضر كسبار نقيب المحامين سابقاً

هكذا، وفي أسرع من وجع النفس، سكت الصوت العالي، وسكن العصب الثائر، وهدأ الذهن المتوقد. ووقف القلب الكبير. قلب المحامي كميل فنيانوس.

من جونية، قلب كسروان وجبل لبنان النبض، أنطلق المحامي الشاب بعد تخرجه في كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت ، متعاونا مع النقيب المرحوم ميشال عقل.

في المحاماة، كان مثال المحامي الملتزم برسالتها السامية. متعاونا مع زملائه وموكليه والقضاة بمناقبية عالية وصدق معروف.

تنافست عليه عليا المقامات، وتبوأ أعلى المراكز في الليونز، وفي العمل القنصلي. أيقن أن نعيمه يبدأ على الأرض، فسعى إليه مسلحاً بالمناقبية، والخلق الرفيع، والمثالية النزيهة. فمن طلته البهية، الى ابتسامته الملائكية، الى تصرفاته العفوية، تحس فيه شيئا من روح الله. فهو صاحب الوجه الباسم الناضح طيبة ولهفة للتفاني وخدمة الناس.

كميل فنيانوس كان شريكاً معنا في رحلة الحياة الصعبة. رحلة التسامح والتصالح مع الذات ومع الآخرين. رحلة الصبر والتأني وطول الأناة. رحلة العطاء والوفاء والاخلاص والصدق. وعلى حد قول المتنبي :

كم مات قوم وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أحياء.

جونية مكسورة الخاطر. حزينة على فارس من فوارسها الأشداء الذي ترجل بعد رحلة طويلة من العطاء والتضحية والوفاء . فكميل فنيانوس لم يعد موجوداً بيننا.

أيها الحبيب كميل. أتمنى أن تلاقي عند ربك ما لم تلاقه على الأرض من محبة وتفاهم ووئام. ويبقى الأمل في أن يتابع ألفونس ورودريك مسيرتك العلمية والإنسانية والاجتماعية بالتعاون مع زوجتك الفاضلة ريجينا. رحمك الله.

 


الأكثر قراءة

اكثر من حجمه