اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اصبحت الجبهة الجنوبية اللبنانية اشبه بمنطقة بركانية قد تفجرها شرارة واحدة لتتحول الى حرب شاملة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي بين لحظة واخرى خاصة ان وتيرة المعارك تزداد حدة يوما بعد يوم. ورغم تحضير الجيش «الاسرائيلي» للحرب الكبرى بمعزل اذا كان سيخوضها او لا انما يقوم جيش الاحتلال باجراءات عسكرية شمال فلسطين المحتلة بطريقة لا تلفت الانظار لعدم حصول ردة فعل دولية ضده، فان حزب الله من جهة اخرى اظهر جهوزية تامة لحرب بلا حدود وفعالية عالية في قتال جيش العدو وضربه مواقع حساسة تابعة له احدثت مفاجأة لدى حكومة الحرب «الاسرائيلية» نظرا لنوعية الصواريخ التي تملكها المقاومة وقدرتها على استهداف مراكز للعدو اعتبرها الاخير بعيدة المنال عن قوة حزب الله العسكرية.

وفي الوقت ذاته، تختلف المواقف بين الوزراء في حكومة الحرب «الاسرائيلية» فمن جهة هناك الوزراء المتطرفين الذين يطالبون باستمرار الحرب على غزة وايضا بشن حرب كبرى على لبنان ومن جهة اخرى هناك اعضاء في مجلس الحرب «الاسرائيلي» على غرار رئيس اركان الجيش «الاسرائيلي» السابق غادي ايزنكوت الذي يعتبر ان الاتفاق مع حماس وحده الذي قد يضمن اطلاق سراح الرهائن قائلا: «انه على «اسرائيل» ان تسأل نفسها كيف ستستمر مع قيادة فشلت تماما» حسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية. اضف على ذلك، هناك شخصيات «اسرائيلية» مسؤولة عن مدن في فلسطين المحتلة مثل رئيس بلدية حيفا الذي تكلم عن الواقع المرير الذي سيصيب هذه المدينة في حال اندلعت حرب مع حزب الله مشيرا الى ان المدينة ستدفع ثمنا باهظا. وتابع: «نحن لا نتكلم عن 1200 قتيل وانما عن آلاف كثيرة واضعاف الاضعاف». وهذا الكلام ينسحب على عدة مدن محتلة اذا حصلت الحرب الكبرى وشنت المقاومة هجوما واسعا على العدو.

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان الحقيقة المؤلمة هي ان منطقة الجليل لا تبدو كالمنطقة المزدهرة كما كانت في السابق، بل كمنطقة حرب وليس من المعلوم من يسيطر عليها.

بموازاة ذلك، ومع تخطي العدوان الاسرائيلي على غزة المئة يوم اضافة الى 75 سنة من الاحتلال لفلسطين والتنكيل بشعبها، يعلن نتنياهو باستمرار انه ماضٍ في حربه على غزة رغم عدم تحقيق جيش الاحتلال اي انجاز عسكري. ولكن الحرب في غزة من وجهة النظر «الاسرائيلية» لا تقتصر فقط على مواجهة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية، فالدولة العبرية تستند ايضا على استهداف المدنيين العزل وقتل الاطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات بحيث اضحى ذلك نهجا «اسرائيليا» وحشيا بامتياز لم ير العالم برمته مثيلا له. اما المقاومون الفلسطينيون فيسطرون بطولات ملحمية في وجه جيش العدو الاسرائيلي ويكبدونه يوميا خسائر في صفوف جنوده وايضا في آلياته. هذا الواقع يزيد في ضرب اسطورة الجيش الذي لا يقهر لا بل يظهر اكثر فاكثر هشاشة هذا الجيش في المواجهة مع كتائب القسام وسرايا القدس. والفيديوهات التي تنشرها المقاومة الفلسطينية في استهداف الجيش «الاسرائيلي» تؤكد فشل عمليته البرية وعدم انتصاره على المقاومين الفلسطينيين وتثبت صمود حماس والجهاد الاسلامي وفصائل فلسطينية اخرى في قطاع غزة فضلا عن انها تحبط المشاريع الخبيثة التي تريد تهجير الغزاويين من ارضهم.

وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة «معاريف» العبرية الى انه مثلما كان لدى الجيش «الاسرائيلي» تقدير استخباراتي خاطئ حول حجم الانفاق في قطاع غزة، يبدو كذلك الامر في ما يتعلق بالتقدير الاستخباراتي لعدد الصواريخ الموجودة في القطاع والتي تمتلكها الفصائل الفلسطينية.

ولكن اضحى واضحا ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لديه حسابات مختلفة وهي خوض حرب طويلة الامد مهما كان ثمنها على جيشه وخير دليل على ذلك انه رفض كل الاقتراحات التي عرضت على حكومة العدو من دول عربية لوضع حد لهذه الحرب المدمرة.

واول عرض عملي قدمته السعودية وفقا لشبكة «ان بي سي نيوز الاميركية» حيث طرح ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن اثناء زيارته الاخيرة للرياض بالتطبيع بين السعودية و«اسرائيل» ضمن اتفاقية تعيد بناء غزة تحت شرط اقامة دولة فلسطينية ولكن نتنياهو رفض ذلك رفضا قاطعا.

اما حاليا ، فتقول المعلومات ان عدة دول عربية في طور اعداد مبادرة لوقف حرب غزة انما لم تكتمل ملامحها بعد ليتم التداول بها مع حكومة «اسرائيل» او للبحث ببنودها. ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل حكومة نتنياهو المتطرفة تقبل في قاموسها انهاء الحرب على غزة الا اذا طرأ تغيير على هذه الحكومة؟ وهل ترضى حكومة الحرب السفاحة التي تفتقد لاي رادع قانوني او انساني ان توقف عدوانها على القطاع وحماس لا تزال صامدة بوجه جيشها وتكبده الخسائر في الارواح والعتاد؟

امتعاض الادارة الاميركية من «اسرائيل» حول حرب غزة لا يتعدى التعبير بالكلام

اعلامياً، يزداد التباين بين الادارة الاميركية وحكومة «اسرائيل» حيال مقاربة حرب غزة ولكنه في الحقيقة لم يتعد الكلام الفارغ. والحال انه على ارض الواقع، لم تتخذ واشنطن أي اجراء عملي يظهر امتعاضها من سياسة الدولة العبرية التي تعتمدها في حربها على غزة لا بل تواصل الولايات المتحدة الاميركية تزويد «اسرائيل» بالاسلحة التي تطلبها.

وصحيح ان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن اوضح لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو انه لا حل عسكريا بشأن مصير حماس ولكن هذا الامر لم يردع نتنياهو من اعلان استمرار الحرب على قطاع غزة لوقت طويل واظهار تصميمه علنا على تصفية حماس.

حزب الله يكبد المستوطنات خسائر مالية واقتصادية كبيرة

بالعودة الى الحرب الحاصلة في الجنوب اللبناني وشمال فلسطين المحتلة،واضافة الى الخسائر العسكرية التي تصيب جيش الاحتلال، كبد حزب الله بقصفه للمستوطنات خسائر مالية كبيرة من ناحية الزراعة وتحديدا التفاح والاوفوكادو والكيوي بما ان صواريخ الحزب شلت قدرة المستوطنين على حصاد زراعتهم وبالتالي منيوا بخسارة مالية تقدر بملايين الشيكل. وعليه، دعا عدد كبير من المزارعين «الاسرائيليين» لعقد جلسة طارئة لمجلس الفواكه للبحث في التداعيات السلبية التي اتلفت موسم الحصاد في المستوطنات ومطالبة دولتهم بالتعويض عن الخسائر.

مصادر مقربة من التيار الوطني الحر: حزب الله بدعمه لغزة يحمي لبنان

بدورها، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر لـ«الديار» انه حتى اللحظة لم يحسم التيار موقفه حيال مشاركته او مقاطعة جلسة الموازنة التي ستعقد الاسبوع المقبل علما ان التيار الوطني الحر عامة يرفض حضور اي جلسة تشريعية بغياب رئيس للجمهورية. والنقاش حاصل حول جلسة الموازنة لناحية ان كانت هذه الجلسة طارئة وضرورية فضلا ان التيار يريد معرفة جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة والاطلاع على الموازنة وتقييمها اذا كانت موازنة جيدة ام لا ليتخذ في النهاية قراره في المشاركة او عدمه.

اما عن الملف الرئاسي، فقد لفتت هذه المصادر الى ان الجمود لا يزال سيد الموقف في هذا الاطار علما ان المعلومات تقول ان الموفد القطري سيزور بيروت قريبا للبحث في الانتخابات الرئاسية كما ان اللجنة الخماسية جددت اهتمامها بضرورة انتخاب رئيس ولكن حتى الساعة لا شيء ملموسا رئاسيا. واعتبرت ان اليوم الكلمة للميدان حيث انه في زمن السلم لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية فكيف اذا اليوم يعيش جنوب لبنان حربا بوجه العدو الاسرائيلي. واشارت هذه المصادر الى ان البعض في زمن الحرب والازمات يسعى الى الاستفادة من هكذا وضع لسد الثغرات واستخدام الضغط امام المجتمع الدولي لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لعدم ترك لبنان بلا رأس.

وحول الحرب الحاصلة في جنوب لبنان، ايدت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر بمشروعية حزب الله في المقاومة وفي الدفاع عن ارض لبنان وسيادته. واضافت ان حزب الله لا يشن هذه الحرب جنوبا فقط لاسناد غزة بل ايضا لحماية لبنان لان العدو الاسرائيلي لو وضع كل جيشه في غزة واحتلها فسيكون الهدف التالي حتما لبنان ومقاومته. وعليه، لا بد لحزب الله ان يستهدف العدو الاسرائيلي ويضعف مناعته وقوته في شمال فلسطين المحتلة دفاعا عن لبنان. وفي الوقت ذاته، اعربت هذه المصادر عن رفضها لاستخدام الاراضي اللبنانية من قبل اي طرف لاغراض واهداف غير لبنانية.

القوات اللبنانية:الموازنة متعلقة ببنيان الدولة ولذلك سنشارك في الجلسة

من جهتها، رأت القوات اللبنانية ان هناك مسائل تفوق التشريع ولا تعدها في هذا السياق بل تعتبرها متعلقة بالامن القومي على غرار التمديد العسكري او مرتبطة بالامن المالي للبنان. واشار مسؤول بارز في القوات اللبنانية للديار الى ان الموازنة لها علاقة ببنيان الدولة وتؤمن الاستقرار المالي وسط انهيار اقتصادي يشهده لبنان ولذلك من هذا المنطلق ستشارك القوات اللبنانية بنوابها في جلسة الموازنة الذي دعا اليها الرئيس نبيه بري الاسبوع المقبل.

وردا على سؤال اذا كان هناك حراك رئاسي، اعربت القوات اللبنانية عن خيبتها في استمرار الشغور الرئاسي حيث املت القوات ان تنسحب الية التمديد العسكري على الانتخابات الرئاسية ولكن للاسف هذا الامر لم يحصل. والحال ان القوات اللبنانية علقت امال كبيرة على مواصلة التواصل الثنائي وراء الكواليس ان يتفعل وان نستفيد من ديناميكية التمديد العسكري لاسقاطها على الملف الرئاسي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية ولكن الشغور الرئاسي لا يزال هو السائد ولا نزال ندور في حلقة مفرغة.

اما عن الحرب الدائرة في جنوب لبنان، رأت القوات اللبنانية ان موقف الحكومة الرسمي يجب ان يتمايز عن موقف حزب الله ولا يجب ان تكون في حالة تماه مع الحزب.

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!