اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا يزال مقاتلو حماس والجهاد الاسلامي يكبّدون جيش العدو الاسرائيلي خسائر جمة في الارواح والعتاد، حيث ان هذا الجيش لم يتمكن من السيطرة البرية على غزة رغم مرور ستة اشهر على حرب غزة. وفي عدة مناطق في القطاع، تتخبط قوات جيش الاحتلال بشكل واضح في وحول فشلها في العملية البرية، وعدم تمكنها من التغلب على حماس في الاشتباكات الحاصلة يوميا، ولذلك نتساءل لمصلحة مَن ستكون الهدنة اذا حصلت؟

هذه الهدنة تريدها "اسرائيل" لاراحة جيشها المنهك من القتال، والعاجز عن ضرب قدرة المقاومة الفلسطينية وانهاء وجودها في قطاع غزة، ولذلك تسعى الدولة العبرية للحصول على اسبوع او اسبوعين لوقف اطلاق النار للاسباب التي ذكرناها للتو، ولكن لن تلتزم بأكثر من هذا الوقت، وستنقض على الهدنة في حال حصولها لتبدأ مجددا بعملياتها على رفح، ولتواصل قتلها للمدنيين الفلسطينيين وتهجير اهل غزة اكثر فاكثر.

ان الصيغة المطروحة لوقف الحرب بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، تنص على ادخال مساعدات انسانية، وقيام حماس باطلاق سراح بعض الاسرى المحتجزين لديها، مقابل تحرير معتقلين فلسطينيين، انما لا تشمل الهدنة وقف اطلاق نار دائم بل "مؤقت". هذا يؤكد ان "اسرائيل" ورغم الدمار الذي الحقته بغزة والوحشية التي اسخدمتها بوجه اهل غزة، لن ترضى بأي تسوية سياسية لوقف حربها على كتائب القسام والجهاد الاسلامي واي فصيل فلسطيني مقاوم في غزة.

وعليه، لن تلتزم حكومة نتنياهو بفترة التهدئة كلها، في حال وافقت حماس على الهدنة، بل ستضرب بعرض الحائط كل المقررات التي تم الاتفاق عليها، لاستئناف عدوانها على كل القطاع ولتنفذ مخططها باحتلال رفح هذه المرة، طبعا اذا تمكنت ولا سمح الله انهزم المقاومين الفلسطينيين، اضافة على ذلك مطالبة الادارة الاميركية حكومة الحرب بقيادة بنيامين نتنياهو بالبحث في "اليوم التالي" بعد حرب غزة، وهو القضاء على حماس اولا، ولبحث مستقبل غزة ثانيا.

واشنطن تكشف جزءا من موقفها مما يحصل في غزة، عبر التكلم عن حل ديبلوماسي وسياسي وليس عسكريا لادارة القطاع بعد انتهاء الحرب، ولكنها لا تصرح عن الجزء الآخر التي تريده وهو اكمال الجيش "الاسرائيلي" قتاله حتى انهاء حماس، وخير دليل على ما نقوله ان الادارة الاميركية تواصل تزويد جيش العدو بالسلاح لمواصلة الحرب من جهة، وتنادي بضرورة وضع "اسرائيل" جدولا زمنيا لحربها على الفصائل الفلسطينية، ومحذرة اياها من دخول قواتها العسكرية الى رفح من جهة اخرى، ولكن الحقيقة ان هذا الكلام الاميركي كله كلام نفاق وكذب.

وعلى هذا الاساس، لا تضع حكومة نتنياهو اهدافا عديدة لحربها على غزة، بل هدفا واحدا ووحيدا وهو تصفية حماس واستئصالها من جذورها من القطاع. وأمام هذه الحقيقة الواضحة للشعب الفلسطيني، يجب ان ترفض المقاومة الفلسطينية هذه الخديعة التي تريد اميركا" و "اسرائيل" تسويقها، تحت شعار "هدنة" "مؤقتة" ليتمكن جيش الاحتلال من توجيه ضربة قاسية لحماس في رفح، وافراغ غزة من اهلها ودفعهم باتجاه مصر. وما دامت كتائب القسام منذ ان نفذت عملية طوفان الاقصى في السابع من تشرين الأول، قد ادركت ان هذه العملية تؤدي الى خيارين لا ثالث لهما امام المقاومة والشعب الفلسطيني: اما النصر واما الاستشهاد.

نعم، بما ان حماس اختارت مواجهة المحتل الاسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023 بعملية نوعية أربكت الكيان الاسرائيلي كله و ارعبته، ما ادى الى عملية "اسرائيلية" انتقامية وحشية على غزة وعلى مقاومتها وعلى اهلها، اضحى واجبا على حماس وكل المقاومين الفلسطينيين أن يدركوا ان في هذه الحرب لا مكان فيها للضعفاء. فاذا قبلت حماس تسوية أو تهدئة لفترة قليلة من الزمن، فستضيع كل الانتصارات والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني المناضل وكل الابطال الشهداء، الذين قدموا دماءهم وحياتهم من اجل قيامة فلسطين. 

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!